أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

متابعة

الحرب ضد الإرهاب وتداعياتها
الإرهاب يطيح بنظرية الدمار المتبادل المؤكد في جنوب آسيا ويطغى على قمة كاتماندو
* واشنطن د.ب.أ أ.ف.ب أمل جاياسينغي:
في ذروة الحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لديهما عشرات الألوف من الأسلحة النووية المصوبة على بعضهما الاخر توصل كلا الجانبين إلى شبه اتفاق للسلام المشوب بالتوتر من خلال التزامهما بنظرية الدمار المتبادل المؤكد.
وهذه النظرية قامت على افتراض مؤداه أن أيا من الجانبين ليس في مقدوره محو قدرة الاخر على الرد وبالتالي كان الجانبان لديهما حافز قوي على الحفاظ على السلام، غير أن تلك المعادلة البسيطة قامت على أساس كم هائل من الأسلحة المعقدة وأنظمة دفاعية تمثلت في صوامع الصواريخ المقامة تحت الارض وهي صوامع محصنة بصورة يستحيل تدميرها تقريبا وغواصات تقبع أسفل مياه محيطات العالم وأساطيل من القاذفات في حالة استعداد دائم.
والآن نجد الهند وباكستان يهددان بعضهما البعض في أعقاب الهجوم الانتحاري على البرلمان الهندي من جانب إحدى الجماعات الارهابية و من المعروف أن كلتاهما تمتلكان أسلحة نووية.
فقد جاء في تقرير نشرته مجلة ساينتيفك أمريكان أن الهند تملك في جعبتها كمية من البلوتونيوم تكفي لصنع 112 قنبلة ذرية أما باكستان التي تستخدم نظاما مختلفا لانتاج المادة النووية فلديها كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لصنع 40 سلاحا نوويا.
وثبت أن كلا الجانبين لديهما القدرة على صنع أسلحة نووية مؤثرة للغاية كما أنهما يملكان صواريخ لديها القدرة على إصابة التجمعات السكانية للطرف الآخر وأنهما يواصلان زيادة حجم ترسانتهما النووية رغم الحظر الدولي المفروض على صنع وإنتاج الأسلحة النووية.
جدير بالذكر أن زمن رحلة الصاروخ بين الدولتين يتراوح بين ثلاث وخمس دقائق وبالتالي فإن أي نظام للانذار المبكر لن يجدي شيئا.
ولهذا يمكن القول ان الجانبين كلاهما من الدول ذات الكثافة السكانية العالية معرضان بنفس القدر لخطر هجوم غادر غير أن أيا منهما لا يملك القدرة على حماية قدرته على الرد بعد هجوم من هذا القبيل مثل قدرة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على الرد.
بيد أنه طالما أن الانظمة المستخدمة في إيصال السلاح النووي صواريخ متوسطة المدى وقاذفات مقاتلة صغيرة الحجم نسبيا ليست هي بالوسائل المضمونة تماما أو القادرة على توجيه ضربة قاضية للطرف الآخر فإنه يمكن القول ان شكلا من أشكال نظرية الدمار المتبادل المؤكد يعد قائما.
ومما يثبت صحة هذا الرأي أنه في الأوقات التي احتدم فيها التوتر مثل المعارك التي شهدتها منطقة كارجيل في كشمير المتنازع عليها لم تفكر سواء الهند أو باكستان في استخدام أي صواريخ أو أسلحة نووية وسقط الضحايا في تلك المعارك بنفس ذات الطريقة العتيقة وهي أسلحة المدفعية أو قرصة البرد بسب الجو قارس البرودة فوق الجبال شاهقة الارتفاع.
لهذا يقول الباكستانيون الذين يتعرضون للادانة على الصعيد الدولي بسبب قيامهم سرا بصنع باكورة سلاحهم النووي أن جهدهم قد أفلح حيث يوجد الان نوع من الردع المتبادل يحول دون اندلاع حرب نووية وذلك النوع من الردع لم يكن موجودا إلى أن تمكنت باكستان من امتلاك أسلحة نووية لمجاراة ترسانة الهند.
وربما يكون ذلك صحيحا في الوقت الراهن إلا أن الجوانب المجهولة في المعادلة التي لا يتمكن التكهن بعواقبها تشمل الاحداث الارهابية والتصرفات غير العقلانية.
فالأزمة الراهنة تدل على حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي السائدة في البلدين والزعماء المزعزعون ربما يغريهم إشعال فتيل الاشتباكات أو تصعيدها على خط المراقبة الفاصل في كشمير بغية كسب تأييد الشعب لهم وقد يسبب شن هجوم إرهابي كبير انفجار الموقف حيث أن الزعماء قد يجدون أنفسهم مدفوعين في هذا التيار من جراء احتدام مشاعر الحماس القومي .
فعلى الرغم من أن الردع النووي يؤتي فعله الآن إلا أنه لا يوجد ثمة ضمان بأنه سوف يستمر على هذا النحو إذا ما استمرت التوترات في التصاعد.
على الصعيد الدبلوماسي فقد طغت على افتتاح القمة الحادية عشرة لرابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي أمس الأول في كاتماندو قضية الارهاب في منطقة تمزقها منذ عقود حركات تمرد داخلية ونزاعات بين الدول.
ودعا قادة الدول السبع الأعضاء في الرابطة بصوت واحد الى تكثيف مكافحة الارهاب في الوقت الذي تجري فيه حملة بادارة واشنطن في أفغانستان المجاورة.
وعلاوة على كونها من أكثر مناطق العالم فقرا تستعر النزاعات الدامية في جنوب آسيا بين حركات تحرر بالنسبة للبعض وأعمال عنف ارهابية بالنسبة للحكومات التى تحاربها مثل الحركات الانفصالية الاسلامية في كشمير والمتمردين التأميل في سريلانكا والثوار الماويين في النيبال اضافة الى اتساع نطاق الاسلام الناشط في باكستان وبنغلادش.
لكن بالرغم من الاجماع على ادانة الارهاب ولا سيما بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة والحملة التي تلتها في أفغانستان تختلف الهند وباكستان وهما اكبر قوتين في المنطقة على تعريف الارهاب ووسائل القضاء عليه.
فقد اتهم رئيس وزراء الهند أتال بهاري فاجبايي في كلمته «بعض الدول في اشارة ضمنية الى باكستان بعدم تطبيق اتفاقية وقعتها دول المنطقة السبع عام 1987 لمكافحة الارهاب».
وقال يجب ان نعترف في جنوب آسيا بان تعاوننا المقبل سيتاثر بشكل كبير بالطريقة المشتركة التي سنعالج بها الارهاب وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الهند الى عزل باكستان بعد الهجوم الانتحاري على برلمان نيودلهي الشهر الماضي والذي تنسبه الى متطرفين في باكستان.
ورد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بادانة الارهاب دون استثناء مؤكدا ان باكستان كانت ايضا ضحيته حسب قوله.
ووضع مشرف اصبعه على الجرح عندما تكلم عن أسباب النزاع في كشمير وغيره من الصراعات المسلحة في المنطقة.
وذكر بأن أي حملة تركز على مكافحة الارهاب يجب ايضا ان تحدد وتدرس الأسباب التي تغذي الارهاب وتقود الناس الى اليأس والقنوط.
وأوضح مشرف لا يمكن ان نعالج فقط العوارض ونتجاهل المرض مذكرا بضرورة التمييز بين المقاومة المشروعة وحركات التحرر من جهة وبين الأعمال الارهابية من جهة أخرى.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved