أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

محليــات

يارا
جشع الطقاقات
عبدالله بن بخيت
تناقلت وكالات الأنباء الشفهية في مدينة الرياض وضواحيها خبر استضافة مجلس الشورى خمسين امرأة سعودية لمناقشة قضية المهور. ولولا أنني قرأت مايتصل بالموضوع في جريدة الحياة اللندنية بقلم الأستاذ داود الشريان لاعتبرت ما جاء في هذه الأنباء دعاية مغرضة. فاستضافة خمسين امرأة تعد حدثا تاريخيا بحد ذاته لايمكن التكتم عليه.
فأنا لم أسمع في حياتي أن اجتمع هذا العدد من النساء في مكان واحد إلا في عرس أو في زوارة. وقد أشارت وكالات الأنباء الشفهية أن المجلس منع منعا باتا حضور الصحفيات ونقل مايجري فيها. الله وحده يعلم لماذا جرى التكتم. فموضوع غلاء المهور مشاع ومطروح في الصحافة المحلية منذ مايزيد على أربعين سنة. ومن المتوقع أن يستمر إلى يوم لا يعلمه إلا الله في سماه العالي.
وبسبب التقادم وبسبب اللت والعجن وبسبب عدم وجود مايثبت وجود هذه القضية تحول موضوع غلاء المهور إلى مادة إنشائية يبدأ بها المستجدون على الكتابة الصحفية لتحسين اسلوبهم قبل الانطلاقة الميمونة في عالم الكتابة. وخاصة من يدخل عالم الكتابة على كبر مثل بعض دكاترة الجامعات. وأشبه موضوع غلاء المهور بأغنية «أبكي على ماجرى لي يا هلي». فأي إنسان يستأنس في نفسه الرغبة في تعلم العود، على كبر، لابد ان يبدأ الدندنة على أغنية أبكي.
مع الأسف ركزنا طوال السنوات الماضية على إدانة الآباء وبعض العادات لتبرير غلاء المهور، مما جعلنا نهمل أهم عنصر من عناصر الزواج في المملكة وهو عنصر الطقاقات. في الماضي كانت أجور الطقاقات تعتمد على النقوط وقليل من الأجور مما جعل المهور في متناول الناس كلها، ولكن تأثير العمالة الاجنبية والحضارة الغربية الدخيلة أثر على اخواتنا الطقاقات وجعلهن يأخذن أجورا خارج إطارالنقوط متأثرات بالطقاقات الأجنبيات. فبلغت أجورهن مع الأسف حدا لايمكن السكوت عليه.
وفي غياب رقابة وزارة التجارة اللاهية في مناقشة القضايا المتعلقة بانضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وغيرها من القضايا التي لا تمس هموم المواطن، دخل فن الطقاقة مجموعة من الطقاقات لا هم لهن سوى جمع المال متناسيات دورهن العظيم في تثبيت وشائج الحب والمودة في قلوب المتزوجين.
حيث يبدأ الحب وينتهي على أنغام طيرانهن الملعلعة. وهذه الأجور لو درست كفاية لوقفنا على واحد من الأسباب الرئيسة وراء غلاء المهور. وبالطبع لايعني هذا ان يلقى باللوم بالكامل على الطقاقات فأجور الطقاقات تتوقف على مجموعة من العوامل من اهمها اسعار الطبول والطيران. وأسعار الطيران تحددها وفرة الجلود الطيبة. والجلود لايمكن توفرها إلا بذبح أكبر كمية من الخرفان.
ومن الصعب الاعتماد على العزائم العادية كمصدر رئيسي وحيد لتوفير الجلود. فلا بد إذاً ان يسانده موسم الزواجات. ولتخفيض قيمة الجلود بشكل دراماتيكي يجب حث الآباء والأمهات على التصعيد ضد الخرفان لذبح أكبر كمية منها بحيث يكون العرض اكبر من الطلب، وبذلك تتدنى اسعار الجلود وعلى اثرها تنخفض اسعار الطيران في سلسلة متلاحقة من التخفيضات حتى نصل في النهاية إلى السيطرة على أجور الطقاقات.
قد يبدو أن هذا الحل هو الحل المثالي ولكن قد تنقلب المشكلة مرة أخرى وتعود إلينا بشكل أسوأ، فانخفاض اجور الطقاقات سيؤدي إلى كثرة الزيجات وكثرة الزيجات سيؤدي إلى رفع اسعار الخرفان ورفع أسعار الخرفان ستؤدي إلى خفض عدد الخرفان المذبوحة وبالتالي نعود مرة أخرى إلى النقص في كمية الجلود، مما سيرفع بشكل أتوماتيكي أسعار الطيران وتعود أجور الطقاقات إلى الارتفاع ونعود مرة أخرى إلى مشكلة غلاء المهور.
أنا لا أعرف حلا لهذا اللغز الاقتصادي المحير، ولكن الذين اقترحوا على مجلس الشورى أن تكون قضية غلاء المهور هي إحدى قضاياه وأول قضية تدعى لها نخبة من مثقفات البلد هم أدرى.
فاكس 4702164

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved