أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

الريـاضيـة

وجهة نظر
ماجد عبدالله أسطورة كروية صنعها جيل العمالقة
فهد عبدالله الجابر
الكرة أهداف وماجد عبدالله كما هو معروف هداف يفضله الكثير من الجماهير بل يصنفه البعض كظاهرة لن تتكرر في ملاعبنا، ويعشق فنه الملايين الذين يرون ماجد أسطورة كروية أبدعت فعلقت في ذهن كل متذوق لكرة القدم.
ماجد عبدالله في اعتقادي يستحق التقدير فهو من أبناء الوطن الذين ساهموا في حضور المملكة في المحافل الدولية.
صفقنا له كثيراً ووقفنا لأهدافه مراراً، بل هناك من يعشق ماجد إلى درجة أنه يراه مكتملا في كل شيء.
كل هذه العواطف التي يستحقها ماجد بكل جدارة ثمرة للإخلاص الذي كان يتمتع به ماجد.
هل ستتكرر ظاهرة كروية بمستوى ماجد عبدالله؟
إن الإجابة على مثل هذا السؤال يتطلب منا النظر في الظروف التي كانت محيطة بماجد عبدالله. فالمجد الكروي الذي كان فيه ماجد عبدالله ليس مجداً منفرداً به هذا الماجد، فكرة القدم منظومة مكونة من أحد عشر لاعباً. ونعرف أنه أتيحت لماجد ظروف ملائمة لأن يحقق لنفسه كل هذه الأمجاد ولعل أبرز المقومات التي جعلت من ماجد عبدالله نجماً ساطعاً في سماء الكرة السعودية وجود عقلية إدارية محنكة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود، هذا الرجل استطاع بما يملكه من مقدرة إدارية في تسخير كل الإمكانيات ليحقق لماجد هذه المكانة التي ينعم بها، الأمير عبدالرحمن بن سعود صنع خلف ماجد كوكبة من نجوم العملاقة أمثال يوسف خميس ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي وعبدالله عبدربه وتوفيق المقرن ودرويش سعيد وهاشم سرور وغيرهم، ومما لا شك فيه أن ماجد ظهر في هذه الفترة تاجا له بريقه وحضوره الكروي.
هذا الجيل في نادي النصر لو توفر إلى بعض نجوم اليوم أتوقع أن يظهر أكثر من ماجد. خذ مثلاً ظاهرة كروية اسمها سعود الحماد هذا اللاعب بدأ حضوراً قوياً كهداف بارع يجيد ضربات الرأس فلو أبدى يوسف الثنيان تعاونه مع هذا النجم أتوقع أن يكون عمره في الملاعب أطول مما نتوقع ولكن كان للاعب يوسف الثنيان رأي آخر.
ماجد عبدالله جاء إلى الملاعب في وقت كان نادي النصر ناديا يمتلك كوكبة من النجوم، بل يمكن أن يقال عنه جيل العمالقة، فلو أن لاعب بإمكانات ماجد ظهر في هذا العصر الذي يعاني فيه فريق النصر من ندرة المواهب لمن الممكن أن يستغنى عنه لصالح فريق الحزم الكروي، كما حدث لحسين هادي وغيره.
في المنتخب السعودي نتذكر كيف أن ماجد عبدالله استفاد من العناصر التي لعب معها فلا ننسى تمريرات صالح خليفة ولا ننسى لمسات فهد المصبيح.
وفي الوقت الذي يتمتع فيه ماجد بمهارات عالية متعددة وكل الإمكانات المتاحة، هناك ثغرات كثيرة في إمكانيات ماجد عبدالله فماجد عبدالله لاعب كسول داخل الملعب ينام معظم فترات المباراة ويستسلم للرقابة بسهولة ولكنه في ظل غياب الرقابة وفي وقت يغيب عنه المدافع الخصم ليستغل تمريرة متقنة«يقل مثلها في هذا الزمن» مع ما يتمتع به ماجد من مهارة في السرعة والمراوغة ليحظى بهدف يحجب عن المتابعين كل القصور التي يمكن أن تلحظها على ماجد عبدالله.
عندما نحاول أن نقارن لاعبا بمستوى ماجد عبدالله فإني أرى أن اللاعب محيسن الجمعان خير من يقارن بماجد عبدالله، بل إن محيسن الجمعان من ناحية نظرية أفضل من ماجد فلو عدنا إلى مباريات كثيرة يشارك فيها ماجد ومحيسن الجمعان نجد أن الأول لا يبذل أي مجهود يذكر بينما نجد أن الآخر يقوم بعدة أدوار منها مساندة خط الوسط على الدوام وأحيانا الدفاع وتخفيف الأعباء عن ماجد عبدالله المراقب وإحداث إرباك في الفريق الخصم، أما ماجد فإن الحرب النفسية«وهي سلاح فعال» التي تدعم ماجد ويقودها أحد المختصين هي أكبر العوامل التي تحفظ لماجد هذا التفوق، هذا السلاح اليوم غابت أهميته وتحول إلى ما يمكن أن نسميه كوميديا رياضية، يجبرك على الضحك والسخرية حتى لو أنك ممن لا تستهويه النكت. وأتذكر أن المدافع الصلب منصور الأحمد كثيراً ما حد من خطورة ماجد عبدالله بسبب أن هذا المدافع بعيداً عن الضغوط النفسية ويمتلك من القوة ما تجعله يحافظ على توازنه داخل الملعب ولا يتأثر بهذه الحرب النفسية، وهناك غيرة من المدافعين الذين استطاعوا أن يحدوا من تحركات ماجد.. ومن الثغرات التي يمكن أن نلاحظها على اللاعب ماجد عبدالله عدم امتلاكه لقدم قوية، ومقارنة بعدد الأهداف نادراً ما يسجل ماجد عبدالله من خارج خط الثمانية عشرة.
كما أن ماجد عبدالله تهيأت له أجواء ملائمة في نادي النصر والمنتخب لم تتهيأ لأي لاعب من قبل هذه الأجواء كفيلة بأن تزيل عن ماجد كل الضغوط فكم مرة حوسب ماجد على قصور في أدائه!! بل ماجد كهداف للنادي والمنتخب عزل نفسه عن النقد وظل على الدوام يتمتع بشعبية جماهيرية وإعلامية لم يعشها أي لاعب حتى على المستوى الإقليمي والعالمي.
فمن المعروف أن ماجد عبدالله لعب الخمس سنوات الأخيرة من عمره الرياضي بمستوى لا يشفع له بالاستمرار ومع ذلك ظل ماجد عبدالله أسطورة لن تتكرر إلا بتكرار الظروف التي مرت فيها هذه الموهبة الكروية.
إن في ملاعبنا عناصر تمتلك الكثير من المواهب ولكننا في زمن كروي يختلف عن الزمن الذي ظهر فيه ماجد عبدالله فلا يمكن أن يتكرر لاعب مثل ماجد كما أنه من غير الممكن أن يتكرر لاعب مثل سعود الحماد أو حسين هادي.
لأن كل إنسان على وجه البسيطة له ظروفه.
فليبقى ماجد أسطورة كما يراه محبوه، ولكن الملاعب الرياضية سوف تحظى بالكثير من بعد ماجد بظاهرة بل ظاهرات كروية مختلفة في كل شيء وليست متشابهة، فببليه اللاعب البرازيلي المعروف لا يمكن أن نقارنه باللاعب الأرجنتيني مارادونا ولا يمكن أن نقول ان بيليه أفضل من مارادونا أبداً لأن الظروف التي ظهر فيها بيليه تختلف عن الظروف التي أحاطت بمارادونا. ولكن يبقى بيليه ظاهرة كروية لن تتكرر في الملاعب العالمية، ويحتفظ مارادونا بتميزه في الفترة التي قضاها داخل الملاعب فلا بيليه تكرر حتى الآن ولا مارادونا ظهر له لاعب ولو بالاستنساخ المزعم. وسيبقى ماجد عبدالله ظاهرة كروية في الملاعب السعودية لن تتكرر إلا بتكرر الظروف.
امنحوه حبكم
أشعر بالضعف على الرغم أني مؤمن بالقضاء والقدر، ولا أملك إلا أن أدعو الجميع بأن يمنحوه كل الحب فهو يستحق ذلك. إنه سعادة الفريق اسعد عبدالكريم الفريح مدير الأمن العام. الذي يقف على رأس رجالنا الساهرين لخدمة الأمن. الإنسان الذي يسمو بإنسانيته وتواضعه وما يتمتع به من خلق جم.
بذل كل ما يملك من أجل سلامتنا ولكن الله قدر وشاء، نعزي أنفسنا أولاً ونعزيه على ذهاب محمد من هذه الدنيا الفانية تغمده الله بواسع رحمته وألهمكم الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved