أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

مقـالات

نوافذ
بماذا.. نجيب؟
أميمة الخميس
أطفالنا الذين ترعرعوا تحت السقوف الواطئة، والاجابة الصحيحة الوحيدة المطلقة للمعلم المدرسي وما سوي ذلك فهو مروق وهرطقة، والذين تشذبت وتهذبت أجنحة أسئلتهم المتمردة، فباتت تخشى الطيران، وتكتفي بالمتاح والمباح فقط من الأجوبة.
أطفالنا الذين اطمأنوا إلى ثنائية العالم من أسود وأبيض وخير وشر، أين سنفر من حصار أسئلتهم؟.. وعجلة الأحداث الكونية تتدحرج وتلتهب وتتبدل على مدار الساعة، وبوصلة التحالفات تنهار، ونبدأ من جديد في صناعة بوصلة جديدة.
العام الماضي عندما قاطعنا المنتج الأمريكي شاركونا في المقاطعة بكل ذلك الحماس البريء المتحرر من التناقضات، وبات يقينهم ان «ساندوتش الهمبرغر» سيتحول إلى رصاصة ستقتل «محمد الدرة» كيف..؟ لا نعلم، ولكن ذهنية الطفولة جعلتها كذلك.
وكان مشهد انهيار برجي التجارة العالميين من الوحشية والقسوة والغدر، بحيث تلفظه كل فطرة بشرية سليمة، وبتفجر تلك الطوابق العديدة تفجرت الأسئلة لدى أطفالنا..لماذا؟ وكيف؟.. ومن؟.. كم عدد القتلى؟.. بداخل البرج والطائرة؟.. هل من ضمنهم أطفال؟.. هل لهم أبناء؟.. من الذي فعل هذا؟.
أين ستتجه البوصلة الآن وبماذا نجيبهم؟ وجنازات الشهداء الفلسطينيين تتدفق يوماً إثر يوم. محاولة ربط أحداث 11 سبتمبر بالقضية الفلسطينية لطّخ نصاعة تلك القضية وأودى بمشروعيتها على المستوى العالمي، تماما بالشكل نفسه الذي فعلته صواريخ صدام في حرب الخليج الثانية.
كل يدعي وصل بليلى.. وليلى لا تقر لهم بذاكا
ولكن كيف سنعيد صناعة عالم واضح الاتجاهات يصدّقه الأطفال ويطمئنون إليه؟..عالم منعتق من ربقة الاجابة الوحيدة المطلقة التي تنهمر كالسيف البتار على كل إجابة تخالفها أو تتقاطع معها، إجابة المعلم المتسلط الذي سيضع له صفرا في ورقة الاجابة إذا لم ينقل ما ردده المعلم «وقع الحافر على الحافر»!!.
عالم لا يدعي بامتلاك الحقائق كلها، والأجوبة كلها، والخير المطلق برمته، وما سوى ذلك في أنحاء العالم فهو شر شيطاني مريب.. كيف..؟.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved