|
| مقـالات
البطالة مشكلة اجتماعية تتفاقم عاماً تلو الآخر، لامست مأساتها كل أسرة، وواجه تبعاتها وانعكاساتها كل مسؤول.
استأثر موضوعها بكم هائل من المقالات الصحفية، والندوات الاجتماعية، وأحاديث المجالس. وكلها تطوى في سجل التوصيات ان كانت رسمية، وقد تذهب في مهب الريح ان صدرت من مكلوم لا حول له فيها ولا قوة إلا مجرد التشكي الى الآخرين علّهم يواسونه، أو يسلّونه أو يتوجعون معه، وحسب.
ولكن بحجم غيرة الانسان الوطنية ومسؤوليته الاجتماعية يكون التفاعل مع قضية أبناء جلدته والانتصار لها قولا أو عملا، لاسيما وهو يرى بعض الوزارات أخذت تتنصّل من هذه المشكلة وتقذفها على الجانب الآخر، ونسيت هذه القطاعات أو تناست أن تحقيق مطالب هذه الفئات حق وطني مشروع لإنسان يحلم بالعيش الكريم في جنبات هذا الوطن المعطاء.
معالي وزير المعارف: بدوافع إنسانية تبنت وزارتكم مشاريع اجتماعية ووطنية لا حصر لها آتى بعضها ثماره، وبعضها لم يحن.
هذه المشاريع التي تجاوزت بها الوزارة رسالتها التعليمية استفاد منها فئات كثيرة. ولكن بقيت فئة فاعلة معطلة استحكمت عليهم حلقات الحياة القاسية وضاقت، وسدت أمام بعضهم منافذ العيش، فبقوا معلقين بين الأمل والرجاء في هذه الوزارة التي احتضنتهم مدارسها في الصغر، فاستقر في اذهانهم أنها لن تتخلى عنهم في الكبر.
معالي الوزير: تبدو لنا وبحكم المعرفة بواقع العمل التعليمي بعض الفرص الوظيفية التي يمكن فرضها بقوة النظام، لنضمن لهذه الفئة المغلوب على أمرها في كل قرية ومحافظة ومدينة فرصة العمل دون تشكيل أعباء مالية على جهاز الوزارة او الدولة.
هناك المدارس الليلية التي من الممكن لهؤلاء المنتظرين للوظيفة من المعلمين العمل بها بعد تدريبهم وتأهيلهم عبر دورات تدريبية قصيرة يكون من اهدافها الإلمام بأنظمة وضوابط العمل.
وهناك مؤسسات التعليم الأهلي التي نحيي في الواقع استقطاب بعضها للخريجين، ومشاركتهم المؤسسات الحكومية في ايجاد الحلول، باستثناء بعض المؤسسات الاهلية التي تتهيب من سعودة الوظائف التعليمية بينما تتيحها لأجناس أخرى، بحكم احترام وتشدد أبنائنا بالمحافظة على أخلاق هذه الرسالة وحينئذٍ تتعارض القيّم مع اهداف المنشأة، ويكون الوافد البديل.
وهناك العوائد المالية من الاجازات الاستثنائية التي تمتد لاشهر عديدة لبعض المعلمين. هذا العائد التفتت اليه الرئاسة، فاستغلته استغلالا محمودا في نظام التعاقد، لتعالج بذلك جزءا من المشكلة ولا يضير الوزارة ترسم خطى الرئاسة في هذا الجانب.
معالي الوزير: كبرياء النفس وعزة العلم وحياء العالم عن الالحاف في المسألة جعل هذه الفئة تستنجد بأقلام الآخرين، وتستعير حناجرهم أحيانا، وأنت صاحب الشعور المرهف، والكيّس الفطن، فليكن لهؤلاء من وزارتكم نصيرا ومعينا، فلتتبنَ القضية ابتداء، وستجد بإذن الله من يقدمها ناضجة بين يديك. ا.ه.
تعليم الرياض مركز إشراف الشرق
|
|
|
|
|
