أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

الثقافية

لافتة
الجنس الجديد
عبدالحفيظ الشمري
كتابة الرواية برؤية قصِّية هي أهم الركائز التي يقوم عليها الجنس الجديد من الرواية العربية والتي اسهمت في تأسيس ما يسمى برواية ما بعد الحداثة..
الرؤية القصِّية الخاصة لكاتب الرواية تنهض هذه الايام لتأخذ شكل المحاكاة للواقع الذي يدور حول الشخوص فكل رواية متكاملة في هذا السياق تأخذ بعدها القصي المتكئ على واقع الكتابة ذاتها.
الدراسات الجديدة لكل من د. جابر عصفور في كتابه (زمن الرواية)، وأحمد خريس في (العوالم الميتاقصية)، وادوار الخراط في (اصوات الحداثة)، ودراسات لسعيد علوش، ومحمد بدوي وآخرين تؤكد أن الرواية الحديثة أثبتت تحولها عن حالتها القديمة والتي سادت على مدى خمسة عقود إلى ما يشبه التجريب المتنامي نحو فضح العالم المصاب بالايهام وارتداء الاقنعة والازدواجية.
فكل هذه الطروحات النقدية تؤكد أن اسلوب القص في الرواية هو الأقدر على تبني رؤية السارد الخاصة والتي يستمدها من فعل الكتابة مبتعداً بشكل واضح عن التهويمات المألوفة والسرد العام ليكرس في هذه السرديات عوالم خاصة تفصح عن مكنونات غاية في الخصوصية، وتجسد في رؤيتها القصية ما لدى الكاتب من بعد تأثيري على الاحداث وذلك باعتماده على البناء الداخلي للعمل.
ويأتي الجنس الجديد للرواية العربية مشبعاً برغبة عارمة في تأكيد هوية الرواية العربية، والتعريف بها أكثر وذلك من خلال الطروحات الفكرية التي يتبناها أكثر الكتاب وتجد طريقها في السرد بشكل اعتيادي لتتداخل صورة محاكاة الواقع العام والخصوصية القصية كعالمين يراوح بينهما مشروع الرواية في العالم العربي.
ويؤكد النقاد والدارسون للرواية العربية تحديداً على حقيقة نهوض الرواية نحو مجدها المأمول والمتمثل في استخلاص التجارب الانسانية، وسبر اغوار الذات المشحونة بالعواطف، والمليئة بالقيم، والمترعة بالعديد من التحولات حتى اصبحت هذه الذات عالماً فريداً من العناء والتجريب القاسي والذي يصلح لأن يكون مادة سردية مؤثرة في القارئ الذي يفتش دائماً عن الغرائبية في الفن الذي يقوم عادة على استقطاب الحكايات والاحداث الخارجة عن مألوفها المتوارث منذ زمن.
وتتوارد في هذا السياق حول الرواية العديد من الاسئلة التي قد تشير صراحة الى ضرورة أن يخرج فن الرواية من نفقه المعتم الطويل، وقد يتساءل أحد ما عن أهمية الرواية في حياتنا اليومية؟ وهل هي الاقدر على فهم حاجتنا للمتخيل؟ في ظل هذه التحولات التي يشهدها العالم من حولنا.. وسيأتي من يجيب على جميع هذه الاسئلة جميعها ابداعاً روائياً عربياً خالصاً يؤكد ريادة الفن الروائي.. ويسهم في اشاعة الوعي الادبي الذي تحتاجه الامم ليكون رافداً من روافد بناء الانسان.
وقد تجد الرواية العربية الحديثة بعض التحديات والصعوبات الاجتماعية والمعرفية الا أن ظروفها قد تكون أقل مما تعرض له الشعر في مراحل سابقة، فقد ازدهر الشعر رغم المعوقات وللرواية قدرتها الفريدة، وظروفها الموآتية، وتمثل هذه المعوقات بالهجمة الاعلامية والمعلوماتية التي تداعت أمامها العديد من القيم الفنية التي كان البعض يرى أنها من المسلمات الثابتة وها هي تصبح اليوم أثراً بعد عين.
إننا في انتظار الرواية الحديثة.. بجنسها الجديد الذي يعمد إلى استلهام ما لدى الذات من قيم مؤثرة، وعوالم خاصة تخرج المخزون الحكائي من قمقمه العتيق.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved