أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

متابعة

تأثيرات الدعاية الغربية المغرضة ضد العرب عقب 11 سبتمبر
خبراء إعلاميون يناقشون دور الفضائيات العربية في تحسين صورة العرب
تعاون الفضائيات العربية..ضرورة يفرضها الواقع
* القاهرة تحقيق: طه محمد:
اكثر من 100 فضائية تموج بها السماوات العربية وتتنافس في تقديم المادة الاعلامية للمشاهد العري سواء في العالم العربي او اجزاء اخرى من العالم.
وبالرغم من تعدد هذه الفضائيات وتنوعها في الوقت نفسه، فان الازدواجية في عملية الانتاج مازالت تسود هذه القنوات، مما ادى الى غياب الانسجام والتعاون بين فضائياتنا العربية بالرغم ايضاً من وجود لجان معنية مشكلة لهذا الغرض ابرزها لجنة التنسيق بين الفضائيات العامة والخاصة المنبثقة عن اتحاد اذاعات الدول العربية.
وقد دفع غياب التكامل الفضائي العربي الكثير من هذه القنوات الى سباق محموم من التنافس، جاء على حساب العادات والتقاليد العربية والمادة الاعلامية، حتى اصبحت المادة الاعلانية طاغية على المادة الاعلامية، واصبحت هي الهدف الاول لهذه القنوات.
«الجزيرة» من جانبها طرحت أسباب عدم التكامل بين الفضائيات العربية، التي اصبحت في اشد الحاجة الى تحقيقه في ظل التحديات التي تواجه الاعلام العربي من عولمة وثورة في الاتصالات، وتشويه للصورة العربية في بعض الوسائل الغربية، وخاصة بعد التطورات الاخيرة التي شهدها العالم عقب احداث 11 سبتمبر الماضي وتداعياتها.
بث الأعمال المشتركة
الإعلامي أمين بسيوني رئيس اللجنة الدائمة للاعلام العربي بالجامعة العربية يؤكد ان الواقع الاعلامي حالياً يفرض ضرورة وجود استراتيجية محددة للفضائيات العربية تنطلق من خلالها الى المشاهدين عبر فكر موضوعي تطرحه هذه القنوات، وتستهدف ايضاً التعاون والتنسيق المشترك في بث الاعمال الاعلامية المشتركة، التي تعكس رغبة صادقة في التعاون والتنسيق.
ويقول: إن هدف التعاون بين الفضائيات العربية مدرج على قائمة مناقشات وزراء الاعلام العرب في اجتماعاتهم الدورية بالجامعة العربية، ولذلك فان هناك اهتماماً رسمياً بتفعيل التعاون المشترك في اذاعة المناسبات القومية والتبادل الاخباري، وان تكون صورة الاعلام العربي صورة واضحة لكافة العناصر المغرضة التي تسعى الى تشويه صورة المواطن العربي من خلال الفضائيات العامة والخاصة.
ان ترى دائماً انها تتعامل مع العالم، وليس الواقع المحلي، ليكون التعامل مع بعضها افضل مما هو عليه الآن.
ويشير بسيوني الى ان التعاون لا يعني بالضرورة ان ننحي التنافس جانباً، ولكنه سيشجع على التنافس الشريف والموضوعي الذي يتسم بالجدة وعمق الهدف لتحقيق الرسالة الاعلامية على اكمل وجه..ويقول: ان هذا التنافس قد يبدوا واضحاً بين بعض الفضائيات الاخبارية، بشرط الا يكون له مردود سلبي، لان الصحيح هو ان تتلاشى هذه السلبيات، خاصة اذا علمنا ان المنافس الاوروبي والامريكي لن يترك محطاتنا العربية وحدها في الساحة، مما يتطلب التجويد والابتعاد عن التقليدية والمستوى الهابط الذي لن يحقق سرعة الانتشار.
دفع العمل الإعلامي
اما المهندس عبدالرحمن حافظ رئيس شركة مدينة الانتاج الاعلامي المصرية فيؤكد ان هناك لجاناً مشكلة من قبل اتحاد اذاعات الدول العربية لبحث التنسيق والتعاون بين القنوات الفضائية العربية العامة منها والخاصة، بهدف الارتقاء بالمادة الاعلامية التي تقدمها للعالم من خلال هذه الفضائيات العربية، خاصة وان الجودة هي المعيار الاول الذي ينبغي ان يكون هو الفيصل في اختيار البرامج والخروج بها من النمطية والجمود الى التجديد والبعد عن الاقتباس، لان المنطقة العربية مليئة بالمواد التي تصلح لان تكون محوراً اساسياً لبرامجنا، والا يكون هناك نوع من التفضيل بين برنامج وآخر، وينبغي تقديم مختلف الخدمات للراغبين في الحصول عليها تنفيذاً لحق الجميع في المعرفة.
ويقول: من خلال موقعي في رئاسة اتحاد اذاعات الدول العربية اؤكد اننا حريصون على التزام القنوات الفضائية العربية بميثاق الشرف الاعلامي، الذي يلزم الجميع بابراز الصورة العربية الصحيحة وتأكيد الهوية العربية، في الوقت الذي يحرص فيه الاتحاد ايضاً على تعدد القنوات الفضائية العربية، لان التعددية تدفع دائماً الى العمل، كما ان وجود القطاع العام والخاص مع القنوات الفضائية يوجد حالة من التنافس لصالح جودة افضل للمادة الاعلامية.
يضيف ان مدينة الانتاج الاعلامي حريصة ايضاً على تفعيل التعاون والتنسيق بين الفضائيات العربية ودفع عجلة تقدم العمل الاعلامي، وهو ما يبدو واضحاً في المنطقة الاعلامية الحرة التي تقدم كافة التسهيلات والتيسيرات، فضلاً عن تقديم انتاج مشترك بين المدن والدول العربية ليتم عرضه على شاشة الفضائيات العربية، وهو ما حرصت عليه خلال زيارتي الاخيرة لكل من الكويت والامارات وقطر، حيث نجحنا في الاتفاق على انتاج اعمال مشتركة بالتعاون مع مدينة الانتاج الاعلامي المصرية، مما يعكس صورة صادقة للتعاون الاعلامي الهادف الذي تطمح اليه القيادات الاعلامية في العالم العربي لخدمة مشاهدينا العرب ليس فقط في المنطقة العربية ولكن في العالم كله.
الفضائيات..لخدمة الاهداف
اما الدكتورة ماجي الحلواني وكيل كلية الاعلام بجامعة القاهرة فتقول: ان مسألة التكامل والتعاون بين القنوات الفضائية العربية اصبحت امراً ضرورياً، خاصة وان مختلف المتغيرات العالمية تنعكس على وسائل الاعلام، ومنها اجهزة اعلامنا العربية، مما يستدعي اهمية التعاون والتنسيق مع التطوير الدائم لاعمالنا الاذاعية والتلفزيونية، وفي هذا الاطار يسعى اتحاد اذاعات الدول العربية الى تحقيق هذا التنسيق من خلال اللجنة العليا المشكلة لهذا الغرض لوضع اطر محددة للتعاون سواء في الشكل او المضمون، والقضاء على حالة الازدواجية في تقديم البرامج، خاصة ان الثورة الهائلة في مجال الاعلامي والاتصال تتطلب توحيد خطابنا الاعلام العربي.
وتضيف: ان هناك الكثير من الاعمال التي يمكن ان تكون محوراً مشتركاً للتعاون مثل تقديم البرامج الثقافية والدينية التي تبرز مسيرة الحضارة العربية في المسيرة الانسانية، وان يتم استغلال هذه الفضائيات العربية ايضاً في تقديم برامج لخدمة قضايا المرأة وابراز صورتها الصحيحة لمجابهة محاولات بعض الفضائيات الغربية تشويه صورتها، اضافة ايضاً الى ضرورة تقديم برامج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وتطالب الدكتورة ماجي الحلواني بضرورة تفعيل قرارات اتحاد اذاعات الدول العربية الرامية الى تقديم برنامج عن كل دولة عربية بالتناوب بين الفضائيات خاصة وان الفكرة كانت قائمة من قبل، ولكنها توقفت، والواقع الحالي يتطلب احياءها مجدداً. وتقول: اعتقد انه من المهم للغاية ان يعود مثل هذا البرنامج نظراً للمعرفة المحدودة لكل دولة عربية عن الاخري.
وتقترح بان يتم اذاعة هذا البرنامج عن كل دولة عربية خلال دورة شهرية، يوجه الى جميع الفضائيات العربية في وقت واحد، ليحقق هدفين. الاول: تعريف الشباب والاطفال العرب بدولهم العربية، من حيث تاريخها، وحضارتها وتطورها عبر مختلف المسارات.
والثاني ان توجه مثل هذه البرامج الى الدول الغربية للتعريف بالدول العربية، ويمكن ترجمة مثل هذا البرنامج الى اللغات الاجنبية الرئيسية للتأكيد على الحضارة العربية التي اثرت كثيراً في مسيرة الحضارة الانسانية.
التفريق بين الاعلام والاعلان
ويؤكد الخبير الاعلامي المعروف سعد لبيب على ضرورة ان تدرك الفضائيات العربية انه لابد من مخاطبة العالم الخارجي، فلا ينبغي ان تخاطب الفضائيات العربية نفسها، ويحذر من خطورة عدم التعاون بين القنوات الفضائية العربية، والانجراف نحو المستوى الهابط للبرامج بهدف الانتشار المذموم والحصول على مكاسب مادية من خلال الاعلانات، وان يراعي القائمون على امر هذه القنوات ان ارسالهم يصل الى خارج حدود الوطن.
ويشدد لبيب على ضرورة ان تحرص الفضائيات العربية على التفريق بين المواد الاعلامية والاعلانية، وان تضع في الاعتبار الشخصية القومية والرسالة العربية الموحدة، وان يكون لها هدف في تقديم الاعلان، والآخذ في الاعتبار الضوابط الاعلانية الى جانب استحداث اشكال جديدة لتشجيع المعلنين، واستحداث انماط جديدة للتسويق المباشر للمنتجات السلعية، وذلك كله وفق العادات والتقاليد والمستوى الجيد، وعدم الخلط بين الاعلام والاعلان.
ويقول: انه اذا كانت النية تتجه للتعاون والتنسيق في القنوات الارضية، فان المرحلة التالية التي ستتبعها هي التنسيق بين القنوات الفضائية مع الاخذ في الاعتبار مبد التنافس والتسابق على كسب المشاهدين، خاصة بالنسبة للقنوات التي تدار على اساس تجاري، حتى تتمكمن من تحقيق دخل يساعدها على الاستمرار لتتمكن من مخاطبة المشاهد العربي بالخطاب الموضوعي والجاد في التفاعل مع أحداث يومه وتطلعاته المستقبلية، خاصة بعد الاحداث في 11 سبتمبر، واستغلال بعض اجهزة الاعلام الغربية لهذا الحادث في تشويه صورة المواطن العربي.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved