أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

متابعة

في ظل جولة المصالحة بين الجارتين النوويتين بقيادة بلير:
دبلوماسية المصافحة لم يكن لها وقع على الهند مع استمرار الوضع المتوتر
* * نيودلهي إسلام آباد د ب ا أ. ش.أ:
بدت الهند غير متأثرة ببادرة الصداقة التي قدمها الرئيس الباكستاني برويز مشرف إليها في قمة بلدان جنوب آسيا في نيبال وبالرغم من تصافح زعيمي الدولتين النوويتين مرتين خلال قمة السارك فانهما لم يجريا أى مباحثات منفردة على هامش هذه القمة التى بادر فيها الرئيس الباكستاني باتخاذ الخطوة الاولى على صعيد مايسمى بدبلوماسية المصافحة ثم جاءت الخطوة التالية عندما بادر اتال بيهاري فاجباي رئيس الوزراء الهندي بمصافحة مشرف فى ختام القمة.
والسبت الماضي عادت نسبة قدرها 50 فى المائة من اعضاء كل من البعثتين الدبلوماسية الباكستانية في نيودلهي والبعثة الدبلوماسية الهندية في اسلام اباد الى بلديهما وذلك في ظل الوضع المتوتر بين الجارتين النوويتين بشبه القارة الهندية.
ففي رد فعل حذر على مبادرة مشرف لمصافحته كإيماءة للصداقة أثناء القمة في نيبال قال رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي انه يجب على الزعيم الباكستاني أن يتبع ذلك بالعمل ضد الجماعات الإرهابية.
وقد استبعد فاجبايي إجراء أي حوار مع نظيره الباكستاني في المستقبل القريب ووصف المصافحة القصيرة بينهما بأنها تبادل للمزاح.
وتؤكد صحيفة هندوستان تايمز أن هذه البادرة لم تذب كثيرا الثلوج فيما تقول صحيفة تايمز أف إنديا أنها قوبلت بلا مبالاة من جانب الهند.
ووصفت تايمز أف إنديا اللقاء القصير بين فاجبايي ومشرف بأنه مواجهة متبلدة بين الزعيمين وقالت ان الهند ترغب في أن تقترن الكلمات وعروض الصداقة بالأفعال.
كما انتقد فاجبايي باكستان لإثارتها مسائل ثنائية أثناء قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي وقال: هناك مناسبات أخرى للحديث عن الشئون الثنائية لكن يتعين عدم استغلال المؤتمر في هذا الغرض.
ومن جانب آخر أكد رئيس الوزراء البريطاني الزائر توني بلير مجددا ما وصفه بالحاجة إلى حوار ديمقراطي حقيقي بين الهند وباكستان وذلك خلال لقائه مع فاجبايي.
وقالت وكالة يونايتد نيوز أف إنديا انه على الرغم من أن بلير أيد موقف الهند بالنسبة للارهاب، فإنه صرح بأنه يتعين أن يحل الحوار محل النزاع بالنسبة لكافة النزاعات القائمة بين الهند وباكستان.
وفي تصريحات عقب اجتماعه مع فاجبايي قال بلير ليس هناك أي شك فيما يجب أن يحدث، ينبغي أن يكون هناك رفض تام لأسلوب الهجمات الإرهابية التي تم تنفيذها في الهند وبمجرد أن يتضح توفر مثل هذا الرفض فإنني أعتقد أن الهند ستكون مستعدة لاجراء حوار ذي مغزى بشرط أن يتم رفع التهديد الإرهابي.
ومعلناً موافقته على موقف الهند ضد الإرهاب قال بلير: هناك جانبان لهذا: الأول هو التوقف عن مساندة الإرهاب والجانب الآخر هو إمكان إجراء حوار ذي مغزى بشأن كافة القضايا بين الهند وباكستان.
ومن المقرر أن يجتمع بلير مع الرئيس الهندي آر نارايانان اليوم الاثنين (أمس) قبل مغادرته إلى إسلام آباد في المرحلة الاخيرة من جولته في جنوب آسيا التي تستهدف نزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان.
ولا يزال التوتر قائما بين الجارتين بعد أن زعم الجيش الهندي أنه أسقط طائرة باكستانية تجسس بدون طيار في ولاية جامو وكشمير بشمال الهند.
وتصف الهند هذا النضال بأنه إرهاب وتضغط على باكستان للقيام بعمل ضد المنظمات المتشددة وقدمت نيودلهي أيضا قائمة بعشرين شخصا تقول السلطات الهندية انهم متورطون في أعمال إرهابية في الهند وتطالب بتسليمهم ونفت المنظمتان تورطهما في الهجوم.
وقامت الحكومة الباكستانية بحملة مداهمة على العناصر الدينية المتطرفة وألقت القبض على قيادات المنظمتين بالاضافة إلى قادة وأعضاء جماعات طائفية والأحزاب السياسية الأصولية في الأسابيع الأخيرة.
يذكر أن فاجبايي هو رئيس الحزب الهندوسي الحاكم في الهند التي تصل نسبة عدد المسلمين بها إلى حوالي 14 في المائة أي ما يزيد على مائة مليون نسمة بينما يصل تعداد باكستان المسلمة إلى أكثر من 140 مليون نسمة. ويقف الجيشان الباكستاني والهندي وجها لوجه على طول خط الهدنة في كشمير كما أعلنت الدولتان حالة التأهب على الحدود الدولية بينهما.
وتطالب الهند بتسليم المتشددين المطلوبين للعدالة ولكن الرئيس الباكستاني قال ان العمل ضد التطرف الديني لا يتم بناء على طلب الهند أو ضغطها ولكنه بناء على سياسة الحكومة التي تسعى للحد من التطرف الديني والارهاب الطائفي في البلاد.
ورفضت باكستان تسليم أي باكستاني من الذين تطالب الهند بتسليمهم قائلة انه إذا كانت هناك أية أدلة ضدهم فسوف يتم تقديمهم للمحاكمة في البلاد طبقا للقانون الباكستاني.
وصرح نائب رئيس أركان الجيش الباكستاني. الجنرال محمد يوسف السبت الماضي بأن باكستان سوف ترد بكل قوة إذا ما تعرضت للهجوم وفي كلمة شديدة اللهجة أمام القوات الباكستانية على الخطوط الامامية في إقليم السند بجنوبي باكستان المجاور لمنطقة راجيستان الهندية حيث يتخذ جيشا البلدين مواقعهما قال الجنرال يوسف لقد بعثنا برسالة واضحة للعدو (الهند) وقبلنا التحدي والتهديد الموجه إلينا.
وأضاف: إننا على استعداد وسوف نلقن الهند درسا في حالة اعتدائها وسوف يلعق العدو جراحه إذا ما جاءت الحرب.
وقد بدأ كبار القادة العسكريين الباكستانيين زيارة القوات المرابطة على الخطوط الأمامية في مواجهة القوات الهندية على طول الحدود التي تمتد أكثر من 3000 كيلومتر وعلى خط الهدنة الذي يقسم إقليم كشمير بمنطقة الهمالايا وذلك للاطلاع على مدى استعدادهم للحرب وتقويم الوضع على الطبيعة.
يذكر أن الهند تحتل ثلثي إقليم كشمير وخاضت باكستان والهند ثلاث حروب، اثنتان منهما بسبب النزاع المزمن حول هذا الاقليم الاستراتيجي بشبه القارة الهندية.
وتأتي وساطة بلير بين الجارتين النوويتين بالاتفاق مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذي يسعى إلى الحفاظ على قوة التحالف الدولي المضاد للإرهاب والذي تلعب باكستان فيه دورا محوريا الآن في إطار الحملة التي تقودها واشنطن في أفغانستان.
وقد وصف مراسل شبكة بي.بي.سي الاخبارية البريطانية مصافحة مشرف لفاجبايي بالحركة المسرحية فلازال مشرف يتصرف بأسلوب القائد العسكري وإن كان يرتدي الزي المدني لرئيس دولة، فكلما مد يده لمصافحة فاجبابي اتبع ذلك بتحية عسكرية خاصة به أو لزمته العسكرية دون أن ينتبه إلى أنه يرتدي زيا مدنيا.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved