أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

منوعـات

وعلامات
ماذا أنجزنا في رمضان!؟
عبدالفتاح أبو مدين
لست أعني من خلال عنوان زاويتي البحث والنظر في أمور الطاعات، فذلك شيء بين العبد وربه.. ولكني أعني ظاهرة جديدة، صاحبت الجيل الجديد، وهي الخمول.! ومرد ذلك السهر الطويل، إلى ما بعد صلاة الصبح، ولم يبق بين دوام العمل إلا أقل من أربع ساعات، وهي لا تكفي لمن ظل في صحوة اثنتي عشرة ساعة، بدءاً من آذان المغرب إلى الفجر.!
إننا نقدر، أن يزداد النشاط، فيفرز عملاً جيداً، عبر مزاج رائق، ونفس سمحة بهيجة، لأن رمضان شهر الصبر، وشهر الجهاد والنصر، على النفس، وعلى الاعداء.! هكذا نفهم رمضان، عبر حقب، وعبر تاريخ امتنا الطويل، وهو تاريخ حافل بالامجاد والمعطيات، شهر خير وعمل وعطاء.! ذلك هو المفهوم، عند مسلمي الأمس.. أما عند مسلمي اليوم، وأعني الشبان، الذين يشغلون الوظائف، خاصة الحكومية، فإنه خمول ونوم وكسل، ويا ويل من يحاول أن يلفظ بشيء من نصيحة، فيسمع تلك النغمة النشاز: «يا شيخ! احنا في رمضان، شهر صيام وسهر، وبعد رمضان يكون خيرا».
هذا الذي نسمعه ونراه.. وقد كنت أمر ببعض المؤسسات الحكومية، فأرى النوم والغياب، واردد فيما بيني وبين نفسي: «لا تسأل الربع، ما في الربع من أحد».! إنه منطق أعوج ومعطل، دأبنا عليه.
في رمضان يتضاعف الثواب وعطاء الخالق لعباده، لقاء الطاعة والعبادة، والعبادة ليست نوماً وخمولاً، وانما هي انجاز وعمل وسعي.. والموظفون، الذين يتقاضون مرتبات الدولة لقاء أعمال تؤدى وتنجز، والمقصر إذا لم يحاسبه رئيسه المباشر، فسوف يحاسبه الحق، الذي قال في كتابه العزيز :(وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين).
نعم، الكثير من رؤساء الأقسام والادارات، يتغاضون عن خمول موظفيهم في رمضان وغيابهم، مما يؤدي إلى تعطيل معاملات الناس، الذين يسعون وهم صائمون إلى هذه الادارات، لتنجز لهم معاملاتهم، ويترددون من يوم إلى آخر، وليس أمامهم سوى مواعيد عرقوب، ويحظون وهم صابرون، بدعوى باطلة، أن الموظفين صائمون، وكأن غيرهم مفطرون.. إنها اعذار واهية، ولا نرى لهيئة الرقابة والتحقيق متابعة، ومحاسبة تلك الشرائح الخاملة، التي تتخذ من رمضان ذريعة للخمول.!
والحق، أن المحاسبة ينبغي أن تنطلق من رؤساء المصالح الحكومية أنفسهم، ومن رؤساء الأقسام، وابادر إلى القول، إن هذا الكلام الذي أسوقه لا ينطبق على جميع الادارات، وانما ذلك يختص بادارات واقسام، لها مراجعون، ولديها أعمال لهم.. ومن ظواهر القصور في هذا الشهر الكريم، خروج بعض الموظفين قبل الموعد، بنصف ساعة أو ساعة.. ويذهب أحدنا لبعض الأقسام، فيجدها، بلقعا!
الله سائل اولئك الخاملين، وسائل رؤساءهم الساكتين عنهم، لأن العمل أمانة وعطاء وعبادة.. وما أثقل الأمانة في موازين من يعرف قدرها.. ويكفي أن السماوات والارض والجبال، على ضخامتها وعظمتها، أبت حملها واشفقت منها، واقبل المخلوق الضعيف الانسان، الجاني على نفسه، فرحب بها، وأقبل عليها، لأنه جهول ظلوم، بنص الكتاب العزيز، جهل قيمة الأمانة واعباءها ، وظلم نفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved