أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

العالم اليوم

برلسكوني يتبنى تقارباً مع واشنطن على حساب محيطه الإقليمي
مواجهة بين الاتحاد الأوروبي وروما بشأن مناهضة الأحزاب الايطالية للسياسات المشتركة
* بروكسل الوكالات:
أعلن وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال أن بلجيكا قررت إجراء اتصالات عاجلة مع الحكومة الاسبانية لبحث مسألة تحديد موقف أوروبي موحد تجاه سياسة الحكومة الايطالية التي يقودها سليفيو برلسكوني في روما وتضم أحزاباً مناهضة للاتحاد الأوروبي والأطروحات السياسية والنقدية والاقتصادية المشتركة.
وتندرج هذه الخطوة البلجيكية ضمن ردود الفعل الأوروبية الأولى بعد استقالة وزير الخارجية الايطالية ريناتو روجيرو الذي كان يمثل الجناح المؤيد للتوجهات الأوروبية داخل حكومة الائتلاف المحافظة التي يقودها سليفيو برلسكوني في روما.
وتواجه دول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الاتحادية وبعد أسبوع واحد من طرح العملة الأوروبية الواحدة أزمة ثقة حقيقية نتيجة تداعيات التطورات السياسية في ايطاليا والناجمة بشكل رئيس عن تشكيك الحكومة الايطالية العلني في أداء العملة الأوروبية الجديدة وفي مصداقيتها.
وقد اعتبرت ايطاليا طيلة نصف القرن الماضي ومنذ اعتماد إعلان روما لتأسيس السوق الأوروبية المشتركة عام 1957 إحدى الدول الأوروبية الأكثر التزاما بسياسة الاندماج الأوروبية كما اعتبر وزير الخارجية المستقيل الممثل الفعلي للتوجهات الأوروبية لايطاليا خلال الاشهر القليلة الماضية.
وعمل ريناتو روجيرو طيلة توليه لمنصبه على رأس الديبلوماسية الايطالية على إضفاء مصداقية نسبية على الخيارات الأوروبية لحكومة سلفيو برسلكوني التي تضم وزراء وعناصر يشكون علنا وصراحة في السياسة الأوروبية.
وقد واجهت الاوساط الأوروبية بصعوبة كبيرة خلال قمة «لاكن» الأوروبية منتصف الشهر الماضي معارضة الحكومة الايطالية للعديد من المشاريع والخطط الأوروبية المشتركة وفي مقدمتها إصدار مذكرة اعتقال أوروبية موحدة والمشاركة في مشروع تصنيع طائرة النقل العسكرية الأوروبية «أ 400».وقد مثل وصول رئيس الحكومة الايطالية الحالي سلفيو برلسكوني العام الماضي وتشكليه لتحالف يضم عناصر من اليمين المتطرف اختبارا فعليا للدوائر الأوروبية التي عبرت عن خشيتها من أن تتكرر الأزمة النمساوية مع إيطاليا تحت خلفية من الموجهات الفكرية والاخلاقية.
وعمل وزير الخارجية المستقيل ريناتو روجيرو وفي المقابل طوال الأشهر الماضية على إضفاء طبع المصداقية على التوجهات الأوروبية لايطاليا وساهم في تخفيف وقع التصريحات المتطرفة لرئيس الحكومة الايطالية وللعديد من أعضاء حكومته سواء تلك المعادية للوحدة النقدية الأوروبية أو لعدد من مشاريع التحرك السياسي والديبلوماسي والعسكري والقضائي الأوروبي.
كما أن روجيرو لعب دور الدرع الفعلي لرئيس الحكومة الايطالية إبان الادارة المرتعشة لهذا الاخير لتداعيات إدارة أزمة الإرهاب التي صاحبت هجمات 11 سبتمبر الماضي وتحديدا حديثه المثير للجدل عن تفوق مزعوم للحضارة الغربية على الثقافات الاخرى.
وقد أظهر برلسكوني في الواقع خلال الثمانية أشهر الاخيرة من توليه رئاسة الحكومة في روما تقاربا أفضل مع الولايات المتحدة على حساب التوجهات الأوروبية وهو ما يعكس الحجم الفعلي لقلق الدوائر الأوروبية بعد استقالة وزير الخارجية الايطالية ريجيورو الذي يعتبر المهندس الفعلي للحفاظ على روابط عضوية بين روما وبروكسل حتى الآن.
وقد أعرب رئيس المفوضية الأوروبية الايطالي رومانو برودي في موقف يعكس قلق المسؤولين الأوروبيين عن آماله في ألا تمثل عملية إزاحة وزير الخارجية الايطالي تخليا إيطاليا عن الالتزامات الأوروبية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved