أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 11th January,2002 العدد:10697الطبعةالاولـي الجمعة 27 ,شوال 1422

أفاق اسلامية

حادثة وحديث
احترموا العلماء
الشيخ عبيد بن عساف الطوياوي
جلس شبعان متكئا على أريكته، يتجشأ، تسمع جشأه من بعيد، يتكلم كلاما لم يفكر بعواقبه، ولم يبال بنتائجه وما يترتب عليه، إنه يتكلم عن العلماء، يغتابهم، ويشكك في نياتهم، ويقدح في مقاصدهم، لماذا؟ لأنه سمع بفتوى تخالف هواه، وتنسف منهجه الباطل، فلم يجد متنفسا لما فيه من حقد وكره وخبث إلا أن يتطاول على العلماء، الذين شهد لهم عقلاء العالم بالفضل والعلم والورع والصدق والإخلاص وغير ذلك من الصفات التي لا توجد إلا بهم.
إن هذا المريض وأمثاله، ممن نهج نهجه، وسار على خطاه، على خطر عظيم، فالعلماء لحومهم مسمومة، وعادة الله فيمن تنقصهم معلومة، وغيبتهم ليست كغيبة غيرهم من عامة الناس، الغيبة من الكبائر ولكنها في حق العلماء أعظم وأكبر وأخطر، لأن للعلماء عند الله، منزلة عالية، ومكانة سامية فالويل لمن عاداهم، أو قلل من شأنهم، أو أساء إليهم، ففي الحديث القدسي يقول تبارك وتعالى: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب). سبحان الله، كيف يتجرأ مسلم يدعي الخوف من الله، على العلماء الذين جعلهم الله أخشى عباده له: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) كيف يتجرأ على الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالفضل وجعل فضل الواحد منهم كفضله صلى الله عليه وسلم على أدنى واحد من أصحابه، كما جاء في الحديث: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم).
إن العلماء هم ورثة الأنبياء، رفع الله درجاتهم، وجعل من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء يستغفر لهم، فلا خير والذي نفسي بيده فيمن تجرأ على غيبتهم، أو تعرض لهم بهمز أو لمز، أو أساء إليهم أو عاداهم أو اعتدى على أعراضهم. إن من فعل شيئا من ذلك فإنه على خطر عظيم إن سنة الله فيه معلومة، والتاريخ أكبر شاهد، (والعاقبة للمتقين).
إن للعلماء واجباً عظيماً على كل مسلم يرجو الله والدار الآخرة، وليس من صفات أهل الإيمان احتقار العلماء أو القدح في نياتهم، أو الاستطالة في أعراضهم، أو اتهامهم بالتهم الباطلة من أجل هوى بالنفس أو شهوة خفية، إنما ذلك من صفات المنافقين، ومن صفات من تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم منه، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه).
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم، وإمام مقسط). إن ظاهرة الاستطالة على العلماء ظاهرة خطيرة، وما أخطرها عندما تكون ممن يعتبره عامة الناس طالب علم، ويظنه الجهلة عالما. فلنتق الله جميعا ولنحترم علماءنا، فإن احترامهم ومعرفة قدرهم عبادة تقرب إلى الله تبارك وتعالى.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved