أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th January,2002 العدد:10698الطبعةالاولـي السبت 28 ,شوال 1422

متابعة

قمة إيجاد تجمع بين الأعداء السابقين
* القاهرة سايمون أبيكو د.ب.أ:
لقد جمعت قمة دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الايجاد) التي بدأت أعمالها في العاصمة السودانية الخرطوم أمس الأول بين بعض أشد قادة المنطقة عداوة في السابق.
فمن بين القادة المشاركين في القمة التاسعة للمنظمة الرئيس الاريتري أسياسي أفورقي ورئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي اللذين خاضت بلداهما نزاعا حدوديا مريرا.
وقد تصاعد هذا النزاع بين البلدين واتسع نطاقه ليتحول إلى حرب واسعة النطاق لقي مئات الآلاف فيها مصرعهم قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاق هدنة بينهما في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1999. فرض إلى حد ما حالة من الهدوء الظاهري على حدودهما.
ومن بين القادة المشاركين كذلك في القمة التي يرأسها الرئيس السوداني عمر البشير باعتباره رئيس الدورة الحالية لمجموعة الايجاد التي تتكون أساسا من بعض دول وسط وشرق أفريقيا الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني.
وكانت أوغندا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع السودان في منتصف التسعينات بعد اتهامها للنظام الاسلامي في الخرطوم بدعم متمردي جيش لورد للمقاومة الذي كان يقاتل من أجل الاطاحة بحكومة الرئيس موسيفيني.
ورد السودان على هذا الاجراء باتهام أوغندا بمساعدة معارضيه من الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي قاتل حكومات سودانية متتالية منذ عام 1983 من أجل الحصول على استقلال أوسع من الشمال العربي المسلم، للجنوب الذي يشكل المسيحيون والوثنيون غالبية سكانه.
وقد بدأت العلاقات بين البلدين في التحسن بعد أن وقع قادتهما اتفاقا في العاصمة الكينية نيروبي توسط في إبرامه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
ومما يبعث على السخرية أن السودان الذي يجتمع على أرضه كل هؤلاء القادة، ربما كان الدولة الوحيدة التي تشاحنت مع جميع جيرانها تقريبا، حتى أن علاقاتها مع مصر التي يمثلها في القمة ولأول مرة وزير خارجيتها أحمد ماهر كانت قد تدنت إلى مستوى لم تشهده من قبل بعد استيلاء البشير على السلطة في انقلاب عسكري في عام 1989.وكان محور الخلاف بين البلدين، مزاعم مصرية بأن السودان يأوي ويدعم متطرفين إسلاميين يناضلون من أجل الاطاحة بنظام حكم الرئيس حسني مبارك واستبداله بنظام ديني إسلامي.ونفس المزاعم أثيرت من جانب إريتريا والصومال.
ومن جانبها اتهمت حكومة الخرطوم مصر بتوفير المأوى والملاذ لمعارضيها السياسيين وخاصة أعضاء المعارضة المنفيين من التحالف الوطني الديمقراطي الذي يضم تحت مظلته جماعات سياسية وعسكرية من كلا الشمال والجنوب السوداني.
وعلى نفس النمط شهدت كذلك العلاقات المتوترة أصلا بين السودان وأثيوبيا، التي كانت تشكل القاعدة الاعلامية لمتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان تدهورا أكبر في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس مبارك في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا في عام 1995.
وأشارت مصر آنذاك بأصابع الاتهام إلى السودان وحكامه الاسلاميين وقد أدى تورط السودان في هذا الحادث إلى تصنيف الولايات المتحدة له كدولة راعية للارهاب وهو ما أدى بالتالي إلى قيام الامم المتحدة بفرض عقوبات عليه.
وكاد السودان أيضا أن يتورط في حرب مع إريتريا، وذلك بعد اتهام الخرطوم لحكومة أسمرا بإيواء قوات التحالف الوطني الديمقراطي وزعم السودان أن هذه القوات تعمل من قواعد لها داخل إريتريا.
وردت إريتريا على الاتهامات السودانية باتهام حكومة الخرطوم بدعم تمرد إريتري وقامت بإغلاق السفارة السودانية في أسمرا وسلمت المبنى إلى التحالف الوطني الديمقراطي.
ولم تكن كينيا جارة السودان من الجنوب الشرقي، ببعيدة أيضا عن مشاحنات حكومة الخرطوم التي أشارت بإصبع الاتهام إلى نيروبي لايوائها واستضافتها للقيادات السياسية والعسكرية لحركة جيش تحرير شعب السودان.
وبرغم هذا الاتهام فقد استمرت نيروبي كقاعدة سياسية وإعلامية لهذه الحركة.
وفي عام 1997 أعلنت الولايات المتحدة عن خطط بمنح دعم عسكري لاعداء السودان مثل إريتريا وإثيوبيا وأوغندا.
إلا أن هذه السياسة جلبت الخراب إلى المنطقة.فقد أدى ذلك إلى دخول إريتريا وإثيوبيا في حرب واسعة النطاق. كما وجدت أوغندا نفسها فجأة قادرة عسكريا على المشاركة في الحرب الدائرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.
وخرج السودان الذي كان من المفترض أن تركز هذه الدول عليه باعتباره بؤرة التشاحن والخصومات في المنطقة، من هذه الحروب سالما دون أي أذى تقريبا.
وتمكن السودان بعد ذلك من رأب صدع علاقاته مع جميع أعدائه السابقين تقريبا بما فيهم مصر وإريتريا وأثيوبيا وأوغندا وقام الرئيس البشير بزيارة مصر في عام 2001 حيث وقع عددا من الاتفاقات الثنائية مع نظيره المصري فتحت المجال أمام إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملةبين البلدين.
ومن المقرر كذلك أن يكون رئيس الوزراء الاثيوبي، زيناوي الذي أبرمت بلاده أيضا عدة اتفاقات ثنائية مع السودان على مدى العامين الماضيين شاهدا لمراسم افتتاح طريق بري رئيسي يربط السودان بأثيوبيا. وذلك قبل مغادرته الخرطوم عائدا إلى بلاده في ختام قمة الايجادومن الواضح أن القمة ستتيح أيضا لجميع الدول المتخاصمة سابقا، الفرصة لبدء صفحة جديدة من العلاقات التي تأثرت كثيرا نتيجة لسنوات من العداء بينها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved