أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th January,2002 العدد:10698الطبعةالاولـي السبت 28 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

أخيراً.. حدث ما كنت أتمناه
المواطن يفرح بتواصل رجل الأمن معه
بينما كنت أسير ليلاً في أحد الشوارع الرئيسية وجدت أمامي مركز تفتيش مؤقتا يقف فيه مجموعة من رجال الأمن، بعضهم يحمل رتبة عسكرية عالية ومن النادر ان نجد أقرانه في مثل هذا الموقف. وقفت أمام أحدهم فألقى علي التحية وأعطاني ظرفا يحوي شعار الأمن العام ومن تنفيذ إدارة التوعية الدينية بالتعاون مع اللجنة الإعلامية المركزية، وكتب على وجهي الظرف توجيهين جميلين الأول (المخدرات تقتل فيك كل جميل). والآخر (لاتسرع.. فقد تخسر الكثير)..
صدقوني خالجني شعور الفرح والاعتزاز بهذا الموقف، ومنحني بعداً عاطفياً أروع نحو رجل الأمن، يوم تمثل بجزء من الدور المناط به والآمال المعلقة عليه والطموح المرجو منه، شعرت بنكهة لذيذة للتصرف التربوي. وسرني أيضاً كون التوعية تميزت بالتنسيق بين جهتي اختصاص تعنيان بالتوجيه.
هذا الموقف البسيط أحيا في نفسي الأمل بتغيير الصورة التي يحملها البعض في فكره عن رجل الأمن، وتولى مهمة رسمها مجموعة من التصرفات والمواقف وعددا غير قليل من المقابلات، ولأن الشيء بالشيء يذكر أذكر لكم موقفاً مخالفاً لهذا التصرف الجميل، فقد كنت في سفر مع صديقين حميمين قبل فترة وفي طريقنا استوقفنا مركز التفتيش الذي يقع على طريق الدائري الغربي للعاصمة الرياض، أشار رجل الأمر بإحضار الرخصة والاستمارة وقال عندكم سرعة، كانت سرعتنا كما رصدها الجهاز 132كم/ساعة، وكان الطريق يصنف بالطريق السريع وقال السرعة القانونية 125/كم/ساعة!! صمت رجل الأمن طوال فترة تحريره للمخالفة وكنا نحاول المناقشة حول استحقاق الطريق السير بسرعة تفوق 120كم/ساعة خاصة كون الطريق (سريع) وبعيداً عن الأحياء السكنية ويمتطيه الكثير من المسافرين لم يرد علينا سوى بإجابة غير مستغربة {هذا النظام}!! ربما هو غير مقتنع بمقدار السرعة المحددة، وكنا نتمنى ان يوجهنا ويحمل في لسانه وتعامله رسائل توجيهية للجميع حول السرعة والالتزام ببعض القواعد المرورية مثل حزام الأمان وغيرها.
فضلاً عن رغبتنا في تعامل أمثل يتميز بالكلمة الجميلة والنفس الأريحية من لدن رجل الأمن، أكملنا مسيرتنا ونحن نتألم نفسياً من تصرف رجل الأمن ذاك وغيره كثير!!
وتساءلنا عن ماهية العلاقة بين المواطن ورجل الأمن؟ ولماذا يغيب الدور التوجيهي ويتعاطى فقط أسلوب العقاب؟
هذه الأسئلة تمر بخاطر الفرد كلما حدث له موقف انتصر فيه مبدأ العقاب على مبدأ التوجيه.
ولذا نأمل من القائمين على لجان التوعية في الوزارات ووزارة الداخلية على وجه الخصوص الحرص الكبير على إجراء التوعية الكاملة والمستمرة للمواطن، والحرص على تحصينه بالثقافة والوعي وتلبسه بالسلوكيات الراقية التي تقيه من الأخطار والمزالق، والحرص على استخدام أفضل الوسائل المتاحة وطرح منافسة وسمها مناقصة لأفضل فكرة توجيهية يحدد الهدف منها مسبقاً.
وننبه إلى ان المواطن يفرح بتواصل رجل الأمن معه، ويثلجه مثل تلك المواقف السديدة ذات الطابع التوجيهي، والمواطن ينظر نحو رجل الأمن نظرة تقدير وقدوة أو هكذا يجب أن يكون.
وللجميع خالص تحياتي..
محمد بن عبدالله القصير
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved