أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th January,2002 العدد:10700الطبعةالاولـي الأثنين 30 ,شوال 1422

مقـالات

دقات الثواني
مهزلة سفينة شارون
د.عائض الردادي
كنت في صباي ألاحظ متابعة الكبار لبرنامج يذاع من إذاعة إسرائيل اسمه «سفينة نوح» يذاع يوم الأحد ليلاً، ويقوم البرنامج على تهريج مهرج اسمه «أبو طافش» الذي يلفق الحكايات الغريبة الساخرة مع عزف على الربابة، لإضحاك المستمعين.
وقد تذكرت تهريجه وكذبه وأنا أتابع ما افتعلته إسرائيل من زعمها أنها قبضت على سفينة تحمل أسلحة متوجهة إلى فلسطين، فهذه مثل تلك، فإذا كانت إسرائيل لم تتورع أن تطلق على برنامج هزلي اسم نبي من أنبياء الله فهل يستكثر منها أن تلفق موضوع سفينة الأسلحة، ولها أن تفعل ذلك، لأسباب منها أن كذبها حقائق، وحقائق غيرها أكاذيب، فكل ما تدعيه إسرائيل مصدق عند القوى الكبرى ووسائل إعلامها فهم لا يكلفون أنفسهم مجرد التفكير فيه فضلاً عن تكذيبه، فسفير بريطانيا لدى إسرائيل مثلاً قال: إن العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي تزيد من التقدير لما أراه من مهارة في تنفيذ العملية، ولو كان دقيقاً لقال: المهارة في طبخ العملية وإجادة إخراج المسرحية المهزلة، أما مذابحها للشعب الفلسطيني فهو ذبح رحمة وسلام.
ومن الأسباب التي دفعت إسرائيل لاختلاق هذه السفينة أن القوى الكبرى تطلق الآن التهم في كل اتجاه ولا أحد يعارض تهمها لأن المبدأ الديمقراطي السائد هو أن من ليس معي فهو ضدي، وخذ مثلاً عن ذلك أن الهند سلكت مسلك الولايات المتحدة في أنها تريد من باكستان أن تسلم لها كل مجاهد كشميري يجاهد لتحرير بلاده من الاحتلال الهندي دون أن تقدم دليلاً على تهمها فإن لم تفعل باكستان فعليها أن تنتظر الهجوم العسكري عليها تماماً كما تطالب إسرائيل السلطة الفلسطينية بتسليم كل مجاهد وإن لم تفعل فهي إرهابية.
وإذا صحت قضية السفينة فلماذا لا يطرح العالم موضوع أن تل ابيب هي التي صنعت تهريب الأسلحة للالتفاف على القرار الحكيم الذي اتخذه الفلسطينيون بإيقاف الحركات الجهادية مؤقتاً لتفويت الفرصة على اليهود حين بدوا للعالم أنهم يدافعون عن أمنهم بدك مقار الشرطة الفلسطينية؟
لماذا طار بيريز وزير خارجية اليهود إلى الهند ليؤكد أن هناك تعاوناً استخبارياً بين إسرائيل والهند، وهل جاء ذلك ليؤكد التهمة أن إيران وراء السفينة، وهي تهمة أطلقتها إسرائيل لتحاول إحداث أزمة مع إيران ، ومن السهل على إسرائيل أن تلفق السفينة والأسلحة عليها وأن تدمغ عليها عبارات بأي لغة، فهي تريد إشعال الفتن في كل مكان، وتتهم من تريد، وتذهب إلى الهند لإقامة تحالف معها مستغلة سهولة الاتهام بالإرهاب، وإدانة المتهم بلا دليل، والحكم عليه بلا محاكمة، وإن كنت أتوقع أن حكمة الهنود لن تنطلي عليها حركة إسرائيل هذه لإدخالها في حرب مع باكستان لربطها بمشكلة الشرق الأوسط.
ولأول مرة يقف الإعلام الغربي مشككاً في الرواية الإسرائيلية للسفينة مما دعا وزير التعاون الإسرائيلي إلى القول إن العالم لم يعد يصدق الإسرائيليين، وأن الاعلام الإسرائيلي فاشل وأن هذا الموقف من الاعلام الغربي لطمة للسياسة الإعلامية لشارون، لأن إسرائيل لم تفلح حتى الآن في إثبات إلصاق هذه الكذبة بالفلسطينيين أو الإيرانيين أو حزب الله ووضح أن الهدف منها إفشال جولة المبعوث الأمريكي انتوني زيني ، فأخشى ما تخشاه هو قيام الدولة الفلسطينية.
إن من سرق الأرض، وقتل الشعب، ونسف (70) بيتاً وترك أهلها في العراء أقل ما يفعله هو افتعال هذه السفينة، فهي نقطة في بحار كذبه واحتلاله وتقتيله وتشريده لشعب فلسطين ومحاولة ابتزاز الشعوب في العالم.
للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512
الفاكس 4012691
ayedhb.@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved