أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th January,2002 العدد:10700الطبعةالاولـي الأثنين 30 ,شوال 1422

الاقتصادية

الدخيل مدير عام الشركة السعودية لإعادة تدوير الورق لـ ( الجزيرة ):
إنتاجنا يقدر بسبعين ألف طن سنوياً ومصنع الشركة مجهز بأحدث التقنيات الحديثة
* الدمام بندر الرشودي:
تعد النفايات الورقية المختلطة مع النفايات الاخرى في مقالب القمامة احدى المشاكل المؤرقة للمجتمعات عموما ولمجتمعنا خاصة حيث يسبب هذا الاختلاط رطوبة ينتج عنها تجمعاً للحشرات وبالتالي يكون سبباً من أسباب انتشار الامراض، اضافة الى أنه تبين من خلال الدراسات العلمية أن تحلل المخلفات الورقية ينتج عنه غاز الميثان الضار الذي له اضرار كبيرة على الصحة والبيئة ومنها (ظاهرة الاحتباس الحراري).
كذلك فان صناعة الورق تستهلك ربع الانتاج العالمي من الاشجار.. من خلال هذه التداعيات نشأت الجهود الدولية من قبل الهيئات والمنظمات الصحية والبيئية من أجل تشجيع ودعم اعادة تدوير الورق والذي انتشرت مصانعه في كافة انحاء العالم.
(الجزيرة) قامت بزيارة للشركة السعودية لاعادة تدوير الورق والتي تأسست عام 1991م والتقينا في ثنايا الزيارة بالمدير العام للشركة الاستاذ خالد بن عبدالله الدخيل والذي اشار الى ان الشركة تأسست بغرض تصنيع انواع عديدة من الورق الصحي المتميز بالجودة العالية باستخدام مواد خام من لب الشجر الطبيعي أو المخلفات الورقية المزال احبارها او باستخدام خليط من ألياف هذين النوعين موضحاً ان مصنع الشركة الذي يعد من أضخم وأكبر مصانع اعادة التدوير بالشرق الاوسط ويقع بالمدينة الصناعية الثانية بالدمام مجهز بأحدث وسائل التقنية الحديثة التي تعتمد على اعادة تدوير المخلفات الورقية بمختلف انواعها حيث تتم معالجتها كيميائيا وإزالة الاحبار منها وتبييضها لتصبح جاهزة لاعادة تصنيعها مرة أخرى.
والحمد لله فقد تمكنت الشركة من انتاج منتجات ورقية صحية تغزو أسواق العالم.
وأضاف الدخيل قائلا: ان عملية تدوير الورق تتم من خلال عدة خطوات ومراحل حيث تجمع المخلفات الورقية بمختلف انواعها من منافذ التجميع التي خصصت لذلك ويتم فرزها وتصنيفها ثم فرمها ثم يتم كبسها وتربيطها لتحويلها الى بالات كي يسهل التعامل معها.
بعد ذلك يتم تخزين البالات المصنفة بطريقة التخزين الرأسي مع وضع فواصل بين كل صنف ثم تؤخذ البالات حسب الطلب وتفك وتوضع في حوض حديدي كبير يسمى العجان أو ال(Pulper) لتعجن بواسطة الماء واضافة بعض الانواع من الكيماويات لازالة الاحبار عنها وبعد التخلص من الاحبار والشوائب العالقة بالعجينة تنقل بواسطة مواسير ومضخات الى مرحلة التبييض حيث تتم اضافة كيماويات التبييض اليها لتصبح بعد ذلك مادة خاماً تنقل الى ماكينة لتصنيع الورق لاعادة تصنيعها مرة اخرى الى انواع عديدة من الورق موضحاً ان انتاجية المصنع تقدر بحوالي سبعين الف طن في السنة الواحدة.
وحول الايجابيات المجنية من وراء تدوير المخلفات الورقية اشار الدخيل الى ان هناك العديد من الايجابيات لعل من اهمها الناحية الشرعية فكما نعلم ان المخلفات الورقية لا تخلو من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وذكر اسم الله وكل ذلك يجب ان يصان ويحفظ لا ان يرمى ويدنس مع النفايات الاخرى ولتحقيق ذلك يتم تجميعها ثم فرمها لاعادة تدويرها بعد ازالة الاحبار منها.
كذلك نجني من اعادة التدوير فوائد بيئية حيث انها هي أفضل طريقة للتخلص من هذه النفايات آخذين في الاعتبار المحافظة على حياة بيئية نظيفة بدلاً من حرقها او ردمها حيث ينتج عنهما تلوث واضرار بالبيئة. كما ان العالم بأسره يتجه الان الى اعادة التدوير في كل شيء لا الورق فقط لما في ذلك من منافع اقتصادية كبيرة منها:
تقليل تكلفة التصنيع.
المحافظة على البيئة حيث ان استخدام مواد خام معاد تصنيعها يضمن لنا الحفاظ على المواد الخام الطبيعية كالاشجار مثلا التي تدخل في صناعة الورق وبعض الصناعات الاخرى.
تقليل الاعتماد على الاستيراد للمنتجات الخام المستخدمة في عملية التصنيع.
أضف الى ذلك كله ان هناك محافظة على نظافة البيئة والتي تجسد طبيعة المجتمع الحضاري المتقدم.
وعن السلبيات والاضرار الناجمة من تراكم النفايات الورقية واهمالها قال الاستاذ الدخيل دائما ما تكون السلبيات عكس الايجابيات فأقول انه من اهم هذه السلبيات التدنيس الذي يحدث من جراء ذلك للآيات القرآنية واسماء الله تعالى الحسنى المذكورة في بعض المخلفات الورقية.
كما أنه بيئيا تنتشر الأوبئة والامراض التي تؤثر على الصحة العامة لافراد المجتمع وخصوصا على المدى الطويل.
أيضا اقتصاديا فان ذلك يعني زيادة في الاعباء المالية في كل النواحي (الصحية، الصناعية) مما يؤدي الى تضخيم ميزانية الدولة وارهاقها في أمور نستطيع تداركها.
كما ان هذا الامر وهو ترك النفايات يعكس مجتمعاً متخلفاً عن مسايرة الحضارة والاستفادة من العلم والتكنولوجيا الحديثة في التعامل الحضاري مع مخلفاته.
وناشد الاستاذ الدخيل في معرض حديثه جميع الشركات والمؤسسات والجمعيات الخيرية وغيرها الى تفعيل دورها في مجال خدمة المجتمع الذي هو مجتمعهم مشيداً بمبادرة المجمع الخيري في مدينة بريدة وتبنيه لفكرة تجميع الورق التالف في القصيم فهي مبادرة حضارية وعملية متكاملة حيث يتم تجميع المخلفات الورقية بمختلف أنواعها ثم بيعها وبالعائد المادي يتم تمويل المشاريع والانشطة الخيرية التي يقوم بها المجمع، واحقاقا للحق فبادرة المجمع تستحق الثناء والتقدير والاقتداء أيضا فهي تجسيد للدور الكبير الذي يجب ان تضطلع به هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية وغيرها في سبيل خدمة المجتمع وابنائه.
وفي ختام زيارتنا لمصنع الشركة السعودية لاعادة تدوير الورق قال الاستاذ الدخيل: انني اود حقيقة ان اوجه كلمة أخيرة لكل فرد من أبناء هذا المجتمع وعلى رأسهم الجهاز الاعلامي بكافة وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة والتي يقع على عاتقها الجانب الأكبر في تنوير وتوعية المجتمع الى خطورة عدم الاكتراث بهذا الامر الهام فلكل دوره الذي يدعم به هذا التوجيه نحو السعي الى الحفاظ على البيئة بالاستفادة من التقنية الحديثة وتطويعها لخدمتنا من أجل تحقيق الفائدة المرجوة وذلك من خلال العمل الدؤوب في سبيل المحافظة على البيئة لا سيما اذا ما عرفنا ان الدراسات العلمية أكدت ان تدوير الورق يوفر 70% من الطاقة المستهلكة في اعادة تصنيع الورق من المخلفات الورقية.
كما أودان اختم حديثي بالتذكير بقوله صلى الله عليه وسلم: (إماطة الأذى عن الطريق صدقة).

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved