أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th January,2002 العدد:10700الطبعةالاولـي الأثنين 30 ,شوال 1422

الاقتصادية

رأي اقتصادي
الحرب الاقتصادية (1)
د. محمد اليماني
وجدت الحروب الاقتصادية منذ القدم وقد كانت اول حرب دخلها المسلمون حينما حوصر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ووضع كفار قريش بنود معاهدة المقاطعة والتي كانت في جزء كبير منها مقاطعة اقتصادية واجتماعية، ومازالت الدول ذات النفوذ تمارس هذا النوع من الحرب ضد الدول الاقل قوة.
ومثلما ان الحرب التقليدية اسلحة متنوعة فان الحرب الاقتصادية كذلك.. فتشمل ترسانة الاسلحة الاقتصادية انواعاً مختلفة من الاسلحة تختار منها الدول مايناسب ظروف الحال ومايحقق اهدافها بأقل تكلفة ممكنة، وتبدأ هذه الاسلحة من فرض قيود معينة على الصادرات والواردات من او الى دول معينة وكلا الامرين معاً او فرض قيود على نوعية السلع المصدرة او المستوردة او كليهما، وتأخذ القيود اشكالاً ومسميات مختلفة، فاحياناً تسمى بأسمائها الحقيقية يعرف من خلالها انها حرب اقتصادية معلنة واحياناً تتخفى تحت مسميات اقتصادية وفنية وادارية بيئية وحمائية لكن تظل حقيقتها واحدة لاتختلف في جميع الاحوال.
وشكل آخر من اشكال الاسلحة الاقتصادية هو مايسمى بالمعاملة التجارية التفضيلية وتتمثل في اعطاء دول معينة مجموعة من التسهيلات والاعفاءات الجمركية وبشكل عام فتح الاسواق المحلية امام صادرات هذه الدول.. والقضية هنا هي في استخدام هذه المعاملة التجارية كسلاح من قبل الدول المانحة لها لتحقيق اغراض واهداف معينة واجبار الدول المستفيدة منها على اتباع سياسات معينة وضمان عدم مخالفتها للسياسات المرسومة من قبل الدول المتقدمة، فهي تمنح وتحجب بناء على اعتبارات سياسية وتحالفات عسكرية وأمنية، فإذا ما أبدت بعض الدول المستفيدة شيئاً من عدم الالتزام و الانضباط او لم تقم بما هو مطلوب منها على الوجه المناسب حجبت عنها هذه الميزة التفضيلية ولكن يظل هناك وعد انه متى مازالت اسباب الحجب فالاحتمال قائم بعودتها مرة اخرى.
ومن الاسلحة التقليدية التي تستخدم بشكل دائم في الحروب الاقتصادية القروض والمساعدات فهي لاتمنح ابتداء الا اذا ابدت الدول المقترضة قدراً عالياً من الالتزام بمجموعة من الضوابط السياسية والاقتصادية وأبدت استعدادها للتعاون في مايطلب منها، ومتى ما لجأت الدول الى الاقتراض ووجدته حلاً مناسباً لمشاكلها بصفة دائمة فانها بذلك تقع في مصيدة القروض وتدخل في حلقة مفرغة ..
قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved