أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th January,2002 العدد:10700الطبعةالاولـي الأثنين 30 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

خلاّعة الأسنان لا تكتفي بواحدة!!
تهويمة من وحي مرثيةضرس القاضي!
عزيزتي الجزيزة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فقد قرأت في عدد سابق من جريدتنا المفضلة «الجزيرة» مقالا للاستاذ حمد القاضي احببت ان اتعقب بعض ما جاء فيه بتعليق او شرح او فائدة
أقول: العنوان «مرثية ضرس».. ان الضرس يستحق الرثاء والحزن على فراقه فلولا الأسنان ما نعمنا بلذيذ طعام فهي التي تعطي الطعام نكهة واسألوا من (خلع) اضراسه ليخبركم انه لا يستطعم ولا يتذوق. لكن من نعم الله ان اخترع أطباء الأسنان لنا «أطقم الأسنان» وهي من الضروريات، وليست للتجميل فقط (كالباروكة) او (العدسات الملونة).
واسنان الانسان البالغ عددها 32 تتكون من قواطع وأضراس وأنياب وكلها يُحتاج إليها كأنها أولاد. قال ابن الرومي:
وأولادنا مثل الجوارح ايها
فقدناه كان الجارح البيّن الفقدِ
ولكن بينهما (الابناء من جهة والاسنان من جهة اخرى) بون شاسع ولا تقارب وانما كتبنا ماكتبنا للتقريب والتمثيل ومتانة العلاقة.
وما اظن الأستاذ حمد فارق سنّه إلا بعد ان اتعبته واوجعته وأسهرته الليالي.
قال اهل الرياض في أمثالهم: (لا وجع إلا وجع الضِّرْسْ ولا همّ إلا همّ العِرْسْ).
وقال شاعرهم النبطي:
البارحة طقّيت خمسة عشرْ بابْ
واصبحت ظميان وعروقي ظِميَّهْ
ما هو بي من جوع ولا ني بمرتابْ
بيّا وجع ضرسٍ تسلّطْ عليَّهْ
وانا والله عانيت من اسناني ما عانيت حتى اقتلعتها جميعاً من جذورها وكنت اضع في بعض الليالي التي يشتد عليّ الألم فيها بجانبي قارورتين من الماء المثلّج اشرب قليلاً قليلاً ليسكنَ الوجع فأشرب القارورتين ويبقى الوجع. وقد قالوا: (اخلع ها السن واخلع وجعه). لكنني اقول للاستاذ حمد بشارةً ليست محمودة مع الأسف فقد قالوا ان الكُلاّبة (خلاّعة الاسنان) اذا دخلت الفم مرة عادت إليه مرات فلا تنقطع عن العودة إلا مع اقتلاع آخر سنّ.
وبالمناسبة فالسنُّ سواء العظمية ام العُمرية مؤنثة. ونأتي الى المتن: فقد تكلّم الأستاذ الكاتب عن وفائه لسنه وجزعه لفراقها واستشهد ببيت ابي الطيب الذي يقول:
خُلقتُ ألوفاً لو رجعت إلى الصِّبا
لفارقت شيبي موجعَ القلب باكيا
فالمتنبي يبكي على فراق شيبه، ذلك الفراق الذي اوجع قلبه عكس ابي العتاهية الذي تمنى عودة الشباب ليخبره بما فعل به المشيب، حيث فعل به الافاعيل: اقلها ضعف البصر وقلع الاسنان والمشي على عصا او اثنتين.. الخ
قال ابو العتاهية:
عَريتُ من الشباب وكان غضّاً
كما يعرى من الورق القضيبُ
وهو غصن الشجر، وعَرِيَ ابو العتاهية من الشباب بزوال اكثر الحواس حتى اللمس يضعف والجسم يهزل واسألوا «الشّيّاب»
ونحتُ على الشباب بدمع عيني
فما يجدي البكاء ولا النحيبُ
أبو العتاهية ناح على الشباب والمتنبي بكى على فرقة المشيب.
ألا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبرَه بما فعل المشيبُ
وبيت المتنبي: خلقت ألوفاً.. هو من قصيدة طويلة يمدح فيها كافور الاخشيدي حاكم مصر من المماليك ومطلعها:
كفى بك داءً ان ترى الموت شافيا
وحسبُ المنايا ان يكنَّ أمانيا
فلا اعظم من ان يرى المريض الموت شافيا له من مرضه، وما اشدَّ ان يكون الموت امنية.. فما تلك الآلام التي كان يعاني منها ابو الطيب؟ ام هي من مبالغات الشعراء؟
ونستعرض بعض ابيات تلك القصيدة:
تمنَّيتَها لما تمنيتَ أن ترى
صديقاً فأعيا او عدوّاً مُداجيا
وتصوروا الحال التي آل اليها ابو الطيب من الناحية المعنوية: فهولا يوجد له صديق واحد، حتى ولا عدوٌّ يخفي عداوته. والله اعلم ما الذي دفع الناس لعداوة المتنبي، ولا اظنه غير لسانه وحسد الشعراء له.
اذا كنت ترضى ان تعيش بذلةٍ
فلا تستعدَّنَّ الحسام اليمانيا
اي فلا تُعدَّ السيف اذا كنتَ ذليلا فالسيف للأعزة.
ولا تستطيلَنَّ الرماح لغارةٍ
ولا تستجيدَنَّ العتاق المذاكيا
والرماح الطويلة معروفة والعتاقَ المذاكي الخيل الاصيلة الجيدة. ويقولون عن الخيل الاصيلة: «مثل الخيل الاصايل تجود في الآخر» كناية عن تقدم الخيل الاصيلة على غيرها في الشوط الاخير لتكون الأُولى.
فما ينفع الأُسْدَ الحياءُ من الطَّوى
ولا تُتَّقى حتى تكونَ ضواريا
فاذا استحيت الأُسْدُ من ان تفترس جاعت، ولا يخاف منها احد أو يتقيها الا اذا كانت ضارية متوحشة مفترسة.
وابو الطيب فارق سيف الدولة في حلب بعد ان يئس من تحقيق مآربه لديه، وكثر الحساد حوله، وفي الابيات الآتية يبين ابو الطيب حنينه وسبب فراقه مخاطباً قلبه:
حَبَبْتُك قلبي قبل حبِّك من نأى
وقد كان غدّاراً فكن أنت وافيا
(حببتك: أحببتك، من نأى سيف الدولة وهو الذي كان غداراً، قلبي: يا قلبي منادى بحرف نداء محذوف )
وأعلمُ انّ البينْ يشجيك بعده
فلستَ فؤادي ان رأيتك شاكيا
(يشجيك : يحزنك. فلست فؤادي: بل فؤاد الذي غدر وأبعدك عنه).
وغنّى عبدالحليم بهذا المعنى:
لست قلبي انا إذن
إنما أنت قلبها
فإن دموع العين غُدرٌ بربها
اذا كُنَّ إثرَ الغادرين جواريا
(باختصار اذا بكت العين على من غدر بها فإن دموعها غدارة بصاحبها).
ويصف الفرس التي ركبها:
تماشى بأيد كلما وافت الصفا
نقشْنَ به صدر البزاة حوافيا
(تتماشى وتسير بأيد وارجل (قوائم) اذا داست على الصخر اثَّرت به كأنها نقشت عليه صورة صدر البازي المزركشة مع انها حافية بلا نعل حذوة حدوة).
وينتقل الى مدح كافورٍ قائلاً عن الخيل:
قواصدَ كافور تواركَ غيره
ومَنْ قصدَ البحرَ استقلَّ السواقيا
(فكافور بحر في الجود وغيره ساقية جدول ترعة).
وكان كافورٍ يلقب بأبي المسك فمدحه ابو الطيب قائلاً:
أبا كل طيب لا أبا المسك وحده
وكلِّ سحاب لا اخص الغواديا
(كلام فاضي). ويقول
يُدِلُّ بمعنىً واحد كل فاخرِ
وقد جمع الرحمن فيك المعانيا
ويكفي هذا من هذه القصيدة.
واذا كان ابو الطيب مدح كافوراً بالقصائد الرائعة فإنه هجاه بعد ان لم ينل عنده ما كان يريد (يقولون انه كان يريد الولاية) هجاه بالقصيدة الشهيرة التي دائماً يتذكرها الذين لا يفرحون بالأعياد ومطلعها:
عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ
بما مضى ام لأمر فيك تجديدُ
أما الأحبة فالبيداء دونهمُ
فليت دونك بيداً دونها بيدُ
واذا كان الاسلام لم يفرق بين ابيض واسود ولا بين عربي واعجمي ولا اسود واحمر.. والله تعالى يقول: «ان اكرمكم عند ا لله أتقاكم»، والرسول صلى الله عليه وسلم غضب من ابي ذر عندما عيّر بلالاً بسواد لونه حيث قال له «يا ابن السوداء» فقال له صلى الله عليه وسلم: «إنك امرؤٌ فيك جاهلية.» وعمر قال عن ابي بكر حيث اشترى بلالاً وأعتقه رضي الله عن الأربعة : «ابو بكر سيدنا واعتق سيدنا». وأمير المؤمنين علي رضي الله عنه ينسب إليه هذا الشعر الإنساني:
الناس من جهة التمثيل أكفاءُ
أبوهمُ آدم والأم حوّاءُ
نفس كنفسٍ وارواحٌ مشاكلةٌ
وأعظمٌ خُلقت منهم وأعضاءُ
فإن يكنْ لهمُ من أصلهمْ نسبٌ
يفاخرون به فالطينُ والماءُ
ما الفخر إلا لأهل العلم انهمُ
على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ
وقدر كل امرئ ما كان يحسنُهُ
والجاهلون لأهل العلم أعداءُ
وقبل هذا فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: كللم لآدم وآدم من تراب...
فإن كل ما ذكرنا لم يشفع لدى المتنبي من ان يعيّر كافوراً بسوادِ لونه فقال:
من علّم الأسوَد المخصيَّ مكرمةً
أقومه البيضُ أم آباؤه الصِّيدُ
(والصِّيد السادة من صفات الملوك)
أم أذنُه في يد النخَّاس داميةٌ
أم قدره وهو بالفلسين مردودُ
لا تشتر العبدَ إلا والعصا معهُ
ان العبيدَ لأنجاس مناكيدُ
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهمُ
الا وفي يده من نَتْنِها عودُ
ومعروف عن ابي الطيب انه كان بعيدا عن القيم الاسلامية فقد قالوا انه ما صلى ولا صام ولا قرأ القرآن ولا زنى ولا شرب الخمر.
وعَوْدٌ الى ضرس الاستاذ حمد لنسأله بم خرَّبه؟ بالحلويات والشوكولاتة أم بترك الفرجون والمعاجين.
ويقول الاستاذ حمد ان ضرسه (الضرس مذكر وقد يؤنث لأنه سن) ازعجه حتى قرر التخلص منه بالطلاق البائن. والبينونة بينونتان صغرى (راجعة) وكبرى (الطلقة) الثالثة.
ويتساءل عن ضرسه العزيز ماذا سوف يكون مصيره بعد فراقه:
واظنك استرحت منه واستراح منك. أم نسيت ما كنت تتعبه به من الحلويات والمكسرات والمشروبات الحارة والباردة؟
ولا ادري لماذا تطرق الى ذهني البيت التالي:
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعدهُ
في الحيِّ منْه بكى له في قبرهِ
ثم يذكر الاستاذ حمد (بالمناسبة : كنت قبل ايام اسمع مناقشة رسالة ماجستير فقالوا عن الإمام الخطّابي ان اسمه «حَمْدٌ» وان حَمَد عامية) فيما يذكر حُمّى ابي الطيب. وأقول معلقاً: من كثرة هموم ابي الطيب وزيادة عليها زارته الحمى اظنها الإنفلونزا، فقال فيها:
وزائرتي كأن بها حياءً
فليس تزور إلا في الظلامِ
بذلتُ لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
(وعظام ابي الطيب ألينَ للحمى من المطارف والحشايا فرش المتنبي
يضيق الجلد عن نَفَسي وعنها
فتوسعه بأنواع السقامِ
(ولا يمكن لجسمين ان يحلا في حيّز واحد في آن واحد، ولكن حمى ابي الطيب توسع جلده بأنواع المرض فتحل فيه بطلوع الروح .)
كأن الصبح يطردها فتجري
مدامعها بأربعةٍ سجامِ
ومعروف ان الألم يشتد ليلاً، ويخف نهاراً. أما الدموع التي تجري بأربعة سجام اطراف العينين فهي عَرَقُه الذي يعقب الحمى بعد (البنادول او الاسبرين)
أراقبُ وقتها من غير شوقٍ
مراقبة المشُوق المستهامِ
وهو ليس مشتاقاً لها ولا هائما بحبها الحمى ولكن مراقبته من خوف حضورها لما تسببه له من آلام.
ويصدق وعدها والصدق شرٌّ
إذا ألقاكَ في الكُرَبِ العظامِ
والصدق في الوعد والوفاء به خير، لكنه يتحول الى شر إذا ألقى صاحبه في الشدة والضيق والمرض.
أبنتَ الدهر عندي كلُّ بنتٍ
فكيف وصلتِ انت من الزحامِ
وبنات الدهر مصائبه والمتنبي عنده من المصائب فوق الكفاية (زحام) ومع ذلك فقد نفذت الحمى بنت الدهر من الزحام إليه. ويقول العامة: «عندي من الخرُّوب سدّة ملانة».
قال الاستاذ حمد : ام تُراه تشبث بي قبل الرحيل، وهذا مأخوذ من قول ابن زريق الأندلسي لزوجه يودعها عند رحيله:
لا تعذليه فإن العذل يولعُهُ
قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعُهُ
جاوزتِ في نصحِه حدّاً أضرّ به
من حيث قدرت ان النصح ينفعُهُ
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً من عنفه فهو مضنى القلب موجعُهُ
ومنها:
أستودعُ اللهَ في بغدادَ لي قمراً
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعُهُ
ودعتُه وبودّي لو يودعُني
صفوُ الحياة وأنى لا أودعُهُ
كم قد تشفَّع بي الا أفارقهُ
وللضرورة حالٌ لا تشفعُهُ
وهذا البيت المقتبس منه:
«وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً
وأدمعي مستهلاتٌ وأدمعُهُ»
لا أكتمُ الله ثوبُ العذر منخرقٌ
عنّي بفرقته لكن أرقِّعُهُ
وفي آخر مرثية الضرس يودع الكاتب ضرسه على أمل اللقاء في الآخرة: مستشهداً بقول ابن زيدون لولادة بنت المستكفي حبيبته:
ان كان قد عزّ في الدنيا اللقاءُ ففي
مواقفِ الحشر نلقاكم ويكفينا
وقصيدة ابن زيدون هذه مشهورة رومانسية المعاني كلاسيكية التركيب ومطلعها:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
والتنائي والتداني هذا يسمى في علم البديع الطباق وكذلك اللقيا والتجافي، والطباق في لفظين مقابل لفظين يسمى المقابلة.
بِنْتُمُ وبِنَّا فما ابتلَّتْ جوانحُنا
شوقاً اليكم ولا جفَّتْ مآقينا
والبين الفراق، وهي بانت وهو بان أما أنا نزار فلو بانت ما بنتُ . الجوانح: الضلوع اذا يبست.
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
وأنا والله اتمنى ان يقضي على ابن زيدون الاسى على فراق حبيبته فهو السبب، قال صاحب ريّا مخاطباً نفسه:
حننتَ الى ريّا ونفسُك باعدتْ
مزارك من ريا وشعْباكما معا
فما حسنٌ ان تأتيَ الأمرَ طائعاً
وتجزع ان داعي الصبابة أوجعا
ويا ليت ابن زيدون كان متجلداً لا يظهر شوقه ولا هواه أمام الناس.. قال أبوفراس:
اذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
واذللت دمعا من خلائقه الكبرُ
أما أنا فعيب عندي البكاء على فراق الحبيبة ولكن التجلد حسن.
حالت لفقدكمُ أيامنا فغدتْ
سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
وهنا ايضا مطابقة بين الايام (جمع يوم وهو النهار) والليالي والسود والبيض (مقابلة). والدليل على ان اليوم هو النهار قولهم: مكثت يوماً وليلة.
ليُسقَ عهدكم عهده السرورِ فما
كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
والارواح والرياحين تجانس ناقص. والدعوة بالسقيا مشهورة لان ارض العرب صحراء قليلة المطر ولا ينطبق هذا على الاندلس حيث عاش ابن زيدون وولادة في قرطبة. قال ذو الرمة:
ألا يا اسلمي يا دار ميَّ على البلى
ولا زال منهلاّ بجرعائك القطرُ
قال ابن زيدون:
إن الزمان الذي قد كان يسعدنا
أنساً بقربكم قد عاد يبكينا
ويسعد ويبكي وكان وعاد مطابقات.
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا
بأن نغصَّ فقال الدهر: آمينا
غِيظ فعل ماض مبنى للجهول والمعلوم منه غاظ فاذا اردنا بناءه للمجهول نضم الغين ونكسر الالف فلا تكسر فنقلبها ياء ونغيّر الضمة الى الكسرة لتناسب الياء: قال: قيل، باع: بيع
تساقينا الهوى: استعارة مكنية، والهوى مفعول به للمصدر تساقينا.
آمين : اسم فعل للدعاء وليس للأمر بمعنى: استجب. والأمر من أدنى الى اعلى دعاء.
يا ساري البرق غاد القصر فاسقِ به
من كان صرف الهوى والودِّ يسقينا
والقصر قصر الخليفة المستكفي والد ولادة. فاسق به: اسق ولادة التي كانت افتراء تسقيه خالص الود. وما أظنها عطشانة. صرف الهوى: الهوى والحب الخالص. يسقينا: استعارة مكنية.
ويا نسيم الصبا بلّغّ تحيَّتَنا
من لو على البعد حيّا كاد يحيينا
وإرسال الرسائل مع نسيم الصبا لايزال مستمرا رغم البريد الالكتروني. (E.mail) والرسائل الجوّالية ولعله أسرع
يا روضةً طالما أجنت لواحظنا
ورداً سقاه الندى غضاً ونسرينا
والندى تكثُّف بخار الماء الموجود (رطوبة) في الهواء على السطوح الباردة والعامة يسمون المطر الخفيف الرذاذ ندى. والنسرين ورد عطريّ أبيض قوي الرائحة واحدته نسرينة.
ويا حياةً تملَّينا بزهرتها
منىً ضروباً ولذاتٍ أفانينا
ضروب وأفانين: أشكال وألوان وأنواع.
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمةً
وقدرك المعتلي عن ذاكِ يغنينا
ويختم بشاهد الأستاذ حمد:
ان كان قد عزَّ في الدنيا اللقاء ففي
مواقف الحشر نلقاكمْ ويكفينا
ولم يدعُ ابن زيدون ان يكون اللقاء في الجنة بل في مواقف الحشر:
قال تعالى: «يوم يفر المرءمن أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه».
وفي ا لحديث الشريف: «يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً. قالت عائشة: ينظر بعضهم الى بعض. فقال صلى الله عليه وسلم: الأمر يومئذ أشد من ذلك» أو كما قال عليه الصلاة والسلام
أما أنا فأرجو أن يجمعني الله ومن احب في الفردوس الأعلى.. شاكراً للاستاذ حمد مقاله الشيّق وللجزيرة النجيبة وعزيزتي الجزيرة الحبيبة والقراء الكرام والسلام ختام.
نزار رفيق بشير - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved