أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th January,2002 العدد:10700الطبعةالاولـي الأثنين 30 ,شوال 1422

الطبية

مشاكل النوم لدى الأطفال خلال سنوات عمرهم الأول
مشاكل النوم كثيرة لدى الأطفال خلال سنوات عمرهم الأولى، ومنها رفض الذهاب للنوم، الاستيقاظ الليلي، الأحلام، الكوابيس، المشي خلال النوم، كما يجب التذكر اختلاف مدة النوم التي يحتاجها الطفل، وما يستغرقه من وقت في الفراش قبل النوم، ومدى سهولة استيقاظهم من عدمها، وأغلب مشاكل النوم غير مؤذية، وإن كانت مزعجة للوالدين، وفي هذه المطوية سنحاول توضيح بعض الأمور التي تهم الوالدين عن مشاكل النوم، وكيفية المساعدة ليكون نوم طفلك هادئاً ومستقراً.
* ما هو الوقت الذي يقضيه الطفل في النوم؟
ليس من الممكن الإجابة على هذا السؤال بسهولة، فالأطفال تختلف ساعات نومهم، وحتى في نفس المرحلة العمرية، وجميعهم أطفال عاديون، ولكن يلاحظ أنه كلما زاد عمر الطفل، تقل ساعات نومه.
* الاستيقاظ الليلي Night Walking:
بعد الولادة يكون الطفل غير منتظم في النوم حتى الشهر السادس من العمر، ومع زيادة عمره يقل احتياجه للنوم، ومن الطبيعي استيقاظه لمدة لا تتعدى الدقائق يعود بعدها للنوم بسهولة. المواليد ينامون بمعدل 16 18 ساعة يومياً، وعلى فترات متقطعة كل منها ساعة أو ساعتان، لا فرق بين النهار والليل، وعندما يكون أغلب النوم نهاراً، تزيد مدة استيقاظه ليلاً مما يزعج والدته، ولكسر هذه العادة وتغييرها، فعلى الأم محاولة إيقاظه أكبر مدة ممكنة خلال النهار، وعدم إيقاظه ليلاً عند الرضاعة أو تغيير الحفاظ، لكي يتمكن من النوم بسهولة، مرة أخرى نذكر بأنه عند زيادة النوم خلال النهار فإنه سيستيقظ خلال الليل.
* الخطوات الواجب اتخاذها لمنع ا لاستيقاظ الليلي؟
حاولي منع الطفل من النوم الطويل خلال النهار، وكمثال على ذلك، إذا كان الطفل ينام 4 ساعات خلال النهار، فحاولي إيقاظه بعد 3 ساعات ثم ساعتين ثم ساعة، لكي يتمكن من النوم أكثر خلال الليل.
ضعي طفلك في سريره عند ملاحظتك بداية النعاس، علميه كيف يسترخي للنوم، وإذا كنت تمرجحينه حتى يخلد للنوم فقد يتعود على ذلك، ويتوقع وجودك معه طوال الوقت وعند الاستيقاظ، كل ذلك يؤثر على تدريبه على السكينة والنوم، كما أن بعض الأطفال يتعودون على وجود لعبة معينة.
عدم وضع الطفل في السرير بوجود المصاص «اللهاية»، فقد يستيقظ ولا يجدها فيبدأ بالبكاء، فالمصاص لا يستخدم للمساعدة على النوم ولكن لسد احتياجات الطفل، وإذا نام بوجود المصاصة فيجب إبعادها قبل وضعه في الفراش.
حاولي تأخير الاستجابة لبكاء الطفل عند استيقاظه لمدة خمس دقائق، فقد ينام بسرعة وخصوصاً في المرحلة العمرية 4 6 سنوات، وإذا استمر في البكاء فقومي له بدون إضاءة النور أو حمله واللعب معه، تأكدي من عدم جوعه أو أن تكون الحفاظ مليئة بالبول أو البراز، أو أن يكون مريضاً أو لديه حرارة، فإذا كان الطفل مريضاً فلا تتبعي التعليمات السابقة حتى تتحسن حالته ويعود إلى النوم الطبيعي.
* الكابوس «الجاثوم» Nightmares :
هي أحلام مروعة يتبعها استيقاظ كامل للطفل، وعادة ما تحدث في النصف الثاني من الليل حيث تشتد هذه الأحلام، وبعد انتهاء الكابوس يستيقظ الطفل من نومه ويخبرك عن ما حدث، وقد يبكي ويكون خائفاً مرعوباً، ولكنه يحس بوجودك ويطمئن إليك، وقد يكون مصحوباً بصعوبة النوم مرة أخرى لتذكره الكابوس، وللتعامل مع الكابوس ننصح بما يلي:
اذهبي للطفل عند سماع بكائه.
أيقظيه من النوم وطمئنيه وحسسيه بوجودك، وأنك لن تتركي أي شيء يصيبه.
أضيئي النور لمدة قصيرة.
إذا كان الطفل يهتز أو يتحرك فقومي بتهدئته.
تذكري أن الكابوس هي حقيقة لدى الطفل، استمعي لما يقوله وحثيه على التعبير عن ما في نفسه وعن ما حدث في الكابوس.
عندما يهدأ الطفل شجعيه على النوم مرة أخرى.
* رعب النوم Night terror:
وهو يختلف عن الكابوس وأقل حدوثاً، فالطفل لا يستيقظ من نومه ولا يتذكر ما جرى، وعادة ما يحدث عند تغير النوم من العميق إلى الخفيف وذلك بعد مرور ساعة من الاستغراق في النوم تقريباً، فيقوم الطفل بالتقلب في الفراش مع الرفس والصراخ، وقد يعرق أو يتنفس بقوة، قد يحدق النظر بدون أي علامة تدل على معرفة والديه، وبعض الأطفال يدورون في الغرفة بدون إحساس وقد يحاول دفعك بعيداً عند محاولتك الإمساك به، هذا الرعب النومي قد يستغرق مدة طويلة «45» دقيقة، وعادة ما يذهب الطفل سريعاً إلى النوم بدون استيقاظ، ومثل الكابوس فرعب النوم قد يكون تعبيرا عن الخوف أو أحاسيس أخرى كامنة، وعن كيفية التعامل مع رعب النوم فننصح بالتالي:
كوني هادئة، فرعب النوم يرعب الوالدين أكثر من الطفل نفسه.
حدوثها لا يعني أن هناك مشكلة كبرى أو مرض الطفل.
من النادر تكرر الحالة بكثرة أو لمدة طويلة من الوقت.
عادة تحدث في المرحلة الأولى للطفولة، وتختفي قبل المرحلة المدرسية بدون علاج.
لا تحاولي إيقاظ الطفل.
إذا حاول الطفل الابتعاد عن الفراش، فحاولي تهدئته.
تذكري أن الطفل يمكن أن يذهب إلى النوم بهدوء وبسرعة.
أخبري إخوته عن ما يجب عمله عند حدوث الحالة، وعدم الخوف منها.
* المشي أثناء النوم Sleepwalking:
* الكلام أثناء النوم Sleeptalking:
تحدث عادة عند إيقاظ الطفل من النوم العميق، وعند المشي فإن الطفل يعود إلى الفراش بنفسه ولا يتذكر ذلك، ومن الصعوبة إيقاظ الطفل عند المشي أثناء النوم، وعادة يكون المشي أثناء النوم لدى أكثر من فرد في العائلة، ويختفي عادة قبل سن السادسة من العمر، ولكي تضمني السلامة لطفلك، فيجب إبعاد الألعاب والأشياء الخطرة كما الأثاث من طريقه في الغرفة، لكي لا يقع أو تحدث له إصابات، ولا يحتاج الأمر إلى إيقاظه، بل أمسكي يده إلى السرير، حيث سيهدأ ويخلد إلى النوم من تلقاء نفسه.
* الجز على الأسنان Teeth grinding:
هذه العادة تؤدي إلى صوت غير مرغوب وقلق الوالدين، وإن كان غير مؤذ للأسنان، ويرجع السبب إلى القلق والتوتر، وعادة ما تختفي بعد مدة قصيرة، ولكن قد تعود مع القلق والتوتر مرة أخرى.
* كيف يمكن منع مشاكل النوم لدى الأطفال قبل سن المدرسة؟
يجد الوالدان صعوبة في تنويم أطفالهما في هذه السن، خصوصاً إذا كان في العائلة أطفال أكبر سناً ما زالوا مستيقظين، فهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى 10 12 ساعة من النوم يومياً، ولكنهم يرفضون الذهاب باكراً للنوم، ولكي نعطيهم الفرصة للنوم، هناك بعض النصائح نوجزها:
تأكدي من هدوء المكان فترة قبل النوم.
جعل وقت النوم ثابتاً كل ليلة.
اجعلي هناك عادة قبل النوم مثل القراءة أو سماع الموسيقى.
حمام دافىء قبل النوم يهدئ الطفل ويجعله ينام بسهولة.
لعب الطفل قبل النوم قد يتركه متهيجاً ويطرد النوم من عينيه.
الكثير من الأطفال لديهم لعب ودمى مفضلة، يرغبون في أخذها في أحضانهم كل ليلة، وآخرون يرغبون في لحاف معين، هذه الأشياء ممكن أن تساعد على النوم، وخصوصا الأطفال الذين يستيقظون ليلاً، تأكدي من سلامة هذه الأشياء وعدم وجود أزرار أو خيوط ممكن أن تؤدي إلى الاختناق أو أذية الطفل.
أن تكون حرارة الغرفة مناسبة.
ان تكون ملابسه لا تعيق حركته خلال النوم.
تأكدي من وضع الطفل في سريره وهو مستيقظ.
بعض الأطفال يرغبون في وجود إضاءة خفيفة.
نفذي رغبات الطفل واحتياجاته قبل النوم لكي لا يستخدمها ذريعة لتأجيل وقت النوم.
عدم ترك الطفل ينام معك لأن ذلك سيجعل من الصعوبة تعليمه النوم منفرداً.
عدم التردد على غرفة نوم طفلك عند كل شكوى أو نداء، فالطفل ذكي يتعلم بسرعة إذا لبيت النداء، فعند نداء طفلك اتبعي الآتي:
انتظري لدقائق قبل الاستجابة للنداء، ومدة الاستجابة يجب أن تزداد مع مرور الأيام، للتعويد وإعطائه فرصة للنوم.
طمئني طفلك بأنك قريبة منه.
إذا احتاج الأمر إلى الذهاب إلى غرفته فلا تطيلي المكوث.
حاولي الابتعاد عن سرير طفلك في حال الاستجابة له، واعتمدي على التطمين الكلامي عن بعد «الحديث معه من بعد وبدون حمله».
* ما هي أسباب مشاكل النوم؟
لاحظي ماذا فعل طفلك خلال يومه؟ فقد يكون هناك الجواب، هل نام طفلك كثيراً خلال النهار؟ هل يشاهد التلفزيون كثيراً؟ هل يلعب كثيراً بألعاب التلفزيون؟ حتى المشاكل العائلية يمكن أن تنعكس على الطفل، حتى التغيرات في التعامل معه والتي تعتقدين أنها بسيطة قد تكون مهمة للطفل، ومنها: الخلافات المنزلية، الطلاق، وفاة فرد في العائلة، مرض أحد أفراد العائلة، الخلاف مع الإخوة، تغيير المنزل، ولادة طفل «سيأخذ الحب والحنان؟»، المشاكل المدرسية، مدرس جديد، وغيرها.
لا يستطيع طبيب الأطفال معرفة الأسباب بدون مساعدتك، فلا بد أن تكوني جاهزة للرد على أسئلته، لذلك لا بد من مراقبة الطفل لعدة أيام وتسجيل بعض النقاط، ومنها:
أين ينام الطفل؟
متى تأخذين الطفل إلى الفراش؟ وما هي المدة التي يستغرقها الطفل قبل النوم؟
متى يستيقظ من النوم صباحاً؟
هل يأخذ قيلولة، وما هي مدتها؟
هل يستيقظ من نومه ليلاً، ومتى؟
ما هي المدة التي يأخذها لكي ينام مرة أخرى؟
ماذا تعملين لتهدئته؟
هل هناك مشاكل في المنزل أو المدرسة؟
تذكري أن الأطفال يختلفون عن بعضهم البعض في كل شيء، ومنها مدة النوم ومشاكله.
قد تكون هناك صعوبة في التعامل مع مشاكل النوم، وقد تتضايقين عندما يبقيك طفلك مستيقظة طوال الليل، ولكن تذكري أن مشاكل النوم شيء طبيعي تحدث للطفل، وعادة ما تختفي مع الأيام.
يجب عليك معرفة طفلك، ومعرفة مشاكل النوم، فتجاهل الأهل لها قد يجعلها أسوأ، وخصوصاً عندما تكون مصحوبة بالتوتر والقلق، فلاحظ التغيرات المنزلية والنفسية.
إذا استمرت الحالة لمدة طويلة، فقد يكون هناك أسباب نفسية أو جسمية تؤدي إلى عدم النوم، وطبيب الأطفال قد يساعدك لتوضيح الكثير من النقاط، فقومي باستشارته.
د. عبدالله بن محمد الصبي
أخصائي طب الأطفال

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved