أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th January,2002 العدد:10701الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,ذو القعدة 1422

لقاءات

سمو رئيس وزراء البحرين في حديث لصحيفتي «الرياض» و«الجزيرة»:
العلاقات السعودية/ البحرينية أكبر من أن يُعبَّر عنها بكلام قليل أو كثير
الشيخ خليفة: المملكة هي القدوة التي تستلهم دول المنطقة من قيادتها الحكمة وبُعد النظر
* نوَّه سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في دولة البحرين الشقيقة بالعلاقات السعودية البحرينية، مشيراً إلى تميّزها ومتانتها وأنها ذات جذور توارثها الأبناء عن الآباء والآباء عن الأجداد، وأنها تستمد قوتها واستمراريتها من الأخوة المخلصة التي تجمع بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
المملكة هي القدوة
وقال سموه خلال استقباله لرئيس تحرير صحيفة الرياض الزميل تركي السديري ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة الزميل خالد المالك في مقر إقامته بقصر الضيافة بالرياض، إن ما يربط بين بلدينا وشعبينا من العلاقات والمصالح المشتركة أكبر من أن أعبِّر عنه في قليل أو كثير من الكلام وإنني والكلام لسموه وأنا أزور المملكة إنما أزور بلدي وأهلي وأقوم بواجب الاطمئنان على الجميع، فهذا البلد بقيادة خادم الحرمين الشريفين أيده الله هو القدوة التي تستلهم منه دول المنطقة وتتلمس طريقها مستفيدة من حكمة قادته وبعد نظرهم. وأشار سمو رئيس وزراء البحرين وهو يتحدث عن طبيعة الزيارة التي يقوم بها إلى المملكة إلى أنه لا يوجد جدول أعمال أو مواضيع محددة لهذه الزيارة، كما لم تكن هناك قضايا لها الأولوية في المباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، لكن سموه استدرك قائلاً إن كل ما يهم بلدينا ويخدم دول المنطقة ويوفر السلام والأمن للعالم كان ضمن ما تم التطرق إليه في أحاديثنا المشتركة في هذه الزيارة مثلما جرت العادة عليه في كل اللقاءات السابقة.
دعم بلا حدود
وأعاد سموه إلى الأذهان ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم لإنماء دولة البحرين وما تلقاه من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من مواقف هي موضع رضا شعب البحرين باعتبار أن ما يربط بين البلدين الشقيقين من وشائج القربى والمحبة إنما يأتي هذا الدعم كما لو كان ترجمة لهذا الواقع الذي يعرفه ويلم به الجميع.
وأجاب سموه على سؤال عن الغرض من الزيارة في هذا التوقيت بالذات، فأكد أن الزيارة جاءت استجابة لدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وإننا كما أشرنا سابقاً قد استمعنا من قادة هذه البلاد إلى وجهات نظرهم في الكثير من القضايا التي تمس مصلحة دول المنطقة بصورة خاصة والدول العربية بصورة عامة، وخصوصا قضية فلسطين التي تمثل لبلدينا هاجساً يؤرقنا على الدوام بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل ولجوء إسرائيل إلى كل الأساليب لتقويض فرص السلام العادل في هذا الجزء من العالم.
وقال سموه إن مباحثاته مع سمو ولي العهد شملت استعراض التطورات في العالم ولا سيما الحرب ضد الإرهاب، مؤكداً أن وجهات نظر المملكة والبحرين كانت متطابقة في نظرتها ومحاربتها للإرهاب، غير أن سموه وقد أكد على تعاون البلدين الشقيقين مع الحملة الدولية على الإرهاب أشار إلى إلقاء التهم على هذه الدولة أو تلك واعتبارها شريكاً أو مسؤولاً عمّا حدث دون أن يتوفر سند قانوني واحد لإثبات مثل هذه المزاعم لا يساعد على إحلال الأمن والقضاء على الإرهاب.
إرهاب الإعلام
وحول ما تتعرض له المملكة من حملات إعلامية بغيضة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وخصوصا من الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية، أبدى سموه قناعته التامة بأن مثل هذا العمل إنما يمثل نوعاً من الإرهاب، وأنه من المؤسف أن تقابل مواقف المملكة الداعمة لكل ما يقضي على الإرهاب بمثل ما نراه اليوم في وسائل الإعلام الأمريكية، متسائلاً سموه أين هذا الإعلام وأين كان عندما تعرضت المملكة إلى عدد من الأعمال الإرهابية.
الجميع يقف مع المملكة
وأعلن الشيخ خليفة تضامن البحرين ودول المنطقة وكل الدول المحبة للسلام مع المملكة ضد هذا الإعلام المشبوه وتفهمها لمواقفها المبدئية والثابتة، وقال إن ما تتعرض له المملكة إنما يزيدها قوة وصلابة ولا يضيرها أن تقابل مواقفها الثابتة والمبدئية بمثل هذا الهجوم غير المبرر. واستطرد سمو رئيس وزراء البحرين قائلا: إن وجود عناصر سعودية محدودة العدد ضمن تنظيم القاعدة أو مع طالبان لا يمكن اعتباره مبرراً لهذا الهجوم الإعلامي على المملكة، مثلما أن محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق ريجن واغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق كنيدي وقد تمت على أيدي عناصر أمريكية ضمن عمليات إرهابية أخرى كثيرة لا يمكن أن تلقى التهمة وتحمل مسؤوليتها على جميع أفراد الأمة الأمريكية، وطالب سموه هذا الإعلام بالكف عن إيذاء الآخرين، وبالتعامل مع الأحداث تعاملاً موضوعياً ضمن السعي المخلص لتوفير المزيد من الضمانات للعيش بأمن وسلام في مختلف دول العالم.
حملة لن تحصد إلا الريح
وقال سموه لقد تعامل إعلام المملكة من خلال ما تنشره الصحف السعودية بعقلانية وموضوعية وهو يواجه هذه الحملة الإعلامية الأمريكية الشرسة، وهو تصرف وإجراء سليم يجب أن يستمر الالتزام به وألا يجر الإعلام السعودي إلى أمور لا تتفق مع المنهج الذي اختطه لنفسه، معلناً سموه ثقته بأن هذه الحملة لن يكتب لها النجاح، وأن من يقف وراءها سوف لن يحصد إلا الريح.
الأمير عبدالله في القلب
وأبدى سمو الشيخ خليفة تقديره لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبد اللّه بن عبد العزيز حين دعاه إلى زيارة المملكة، مشيرا إلى أن مكانة سموه هي في القلب لدى أمته العربية والإسلامية بل وفي العالم أجمع، مستذكرا الكلمة التي وجهها سمو الأمير عبد الله إلى العالم خلال انعقاد مؤتمر قمة دول مجلس التعاون في سلطنة عمان، وقال إن هذه الكلمة عبرت وبما فيه الكفاية عن شعور صادق يشارك سموه فيه كل عربي وكل مسلم وإنها وضعت النقاط على الحروف وأوضحت بجلاء الموقف المخلص والصادق لما يمر به العالم اليوم، وأضاف: لقد أخذت هذه الكلمة وما زالت كل هذا الاهتمام لأنها ترجمت الموقف الذي ينبغي أن يتعاون الجميع على ترسيخه للخلاص مما يشوب استقرار الدول من أعمال إرهابية وخصوصا من قبل دولة إسرائيل.
تطور كبير
وفي معرض حديث سموه أشار إلى ما شاهده من نهضة كبيرة وتطور سريع في مختلف مرافق المملكة، وأن ما تم انجازه يعد في حساب الزمن والأرقام عملاً كبيراً لم يتحقق لدولة أخرى، وضرب مثلاً بالخدمات الصحية، وتساءل من هي الدولة في العالم التي تملك اسطولاً من الطائرات المجهزة طبياً لنقل المرضى من قرى المملكة إلى مدنها ومن مدنها إلى العالم دون تمييز، إني لا أعرف دولة واحدة تشارك المملكة في مثل هذه الخدمة، وأنا أقول هذا عن معرفة وعن تجربة، ولا شك أن مثل هذه الخدمات التي تصب في قناة خدمة المواطن وتوفير الرخاء والصحة والأمن لها الأولوية من الاهتمام في عالم مليء بالمشاكل وهو ما تقوم به المملكة.
تحديث النظام الدستوري في البحرين
وتناول سمو الشيخ خليفة الأوضاع والمستجدات في البحرين الشقيق فأشار إلى الخطوات الجديدة التي تمت في البحرين استجابة للمتغيرات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الكثير مما تم إنجازه في الفترة الأخيرة بدأ التخطيط له مبكرا ومنذ عهد الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه اللّه وأن سمو أمير البلاد الشيخ حمد سلمه اللّه قد أوفى بما وعد به شعب البحرين وأكمل ما بدئ التخطيط له في ظل قيادة والده طيب اللّه ثراه، وأن كل ما تحقق هو القليل مما نعد به شعب البحرين لتعزيز الوحدة الوطنية بين أفراد الشعب والحفاظ على المكتسبات التي تحققت له حتى الآن والتصدي بروح الأسرة الواحدة لكل ما يعيق استقرار وتطور دولة البحرين. وأوضح سمو رئيس الوزراء أن ميثاق العمل الوطني سوف يمهد الطريق نحو إصلاحات كثيرة تقود بلدنا إلى إرساء أسس الدولة العصرية التي تتطلع إليها وتعمل من أجلها، لأن هذا الميثاق سوف ينظم شؤون الحياة في البحرين وهذا هو المهم.
وقال سموه، ومثلما زف سمو أمير البلاد البشرى إلى شعب البحرين بأن هناك مجلسين أحدهما مجلس نيابي يتم انتخاب أعضائه والآخر مجلس للشورى يتم اختيار أعضائه بالتعيين من ذوي الخبرة والاختصاص، وقد أجمع الشعب على قبول هذه الصيغة والأخذ بها وأقرها من خلال التصويت على ميثاق العمل الوطني، فإن البحرين مقبلة على خطوات متسارعة لدعم هذا التوجه وصولا إلى الهدف الذي نسعى إليه وسيكون ذلك إن شاء الله متزامنا مع عودة الحياة النيابية الديمقراطية قريبا.
المعارضة البحرينية
وحول سؤال عن عودة المعارضين البحرينيين إلى بلادهم منهين بذلك إقامتهم خارج الوطن، أجاب سمو الشيخ بأن أحداً لم يطلب منهم الإقامة في الخارج ولم يجبرهم على هذا الخيار، ونحن نؤكد دائما أن الوطن للجميع وأن مسؤولية بنائه تقع على عاتق كل فرد فيه ، ونحن اذ نرحب بعودتهم نتمنى أن يبدأوا صفحة جديدة وأن يسهموا مع بقية إخوانهم في بناء البحرين الحديث بما يوفر رغد العيش والأمان والاستقرار لجميع أفراده والمقيمين فيه.
الصحافة وهامش الحرية
وتحدث سموه عن الصحافة في البحرين فأشار إلى أنه مع حرية مسؤولة تكون عوناً للمواطن والوطن في السعي نحو توفير الرخاء والاستقرار والعيش الكريم بتساوٍ بين الجميع، وأنا مع هامش كبير من الحرية التي تساعد على البناء وتبصر الناس بما يفيدهم وتقرب ولا تبعد على المستوى الداخلي والخارجي، مؤكداً أن في البحرين كما في المملكة صحافة يعرف أصحابها والمسؤولون فيها دورهم المهم في خدمة دينهم وشعوبهم باستخدامهم لحرية التعبير المتاحة في الدفاع عن مكتسبات الشعب والتصدي لما قد يطرأ من مشاكل.
تأكيد على الثوابت
واختتم سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين حديثه للرياض والجزيرة بالتأكيد على الثوابت في إدارة دولة البحرين، وأن من بين هذه الثوابت التعاون مع دول مجلس التعاون ومع جميع الدول العربية بما يصون حقوقها، والانفتاح على العالم تكريسا للمشاركة التي تقود إلى تطور البحرين وتنميتها واستقرارها، وأن أي عمل أو أي خطوة تقوم بها البحرين الآن ومستقبلا يسعدنا أن يجد منها الأشقاء من الإيجابيات ما يمكنهم من الاستفادة منها ضمن ظروف كل بلد وقناعاته.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved