أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th January,2002 العدد:10702الطبعةالاولـي الاربعاء 2 ,ذو القعدة 1422

مقـالات

رؤى وآفاق
الأمير نايف وهموم الحج
د. عبدالعزيز الفيصل
يضطلع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بمسؤولية كبيرة، هي مسؤولية أمن هذه البلاد، بمدنها وقراها وباديتها وحدودها التي تجاور عدداً كبيراً من الدول العربية، بالإضافة إلى السواحل الممتدة على بحارنا الغربية والشرقية، وما يتخلل تلك السواحل أو يقرب منها من الجزر، إن الإشراف على الأمن في هذه البلاد الواسعة، وعلى مدار الساعة لهو همُّ ملازم لا ينفك عن صاحبه، ولكن هذا الهم يحمله صاحب نفس كبيرة:


وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

نعم إن النفس الكبيرة ترضى بالمسؤولية الجسيمة وتحملها عن رضا وقناعة، فالمواطنة قناعة بحمل هم الوطن، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حمل هم وطنه في أيام الأزمات وفي أيام الاسترخاء، فالمثل الشعبي يقول (الخوف قبل والكون ساعة).
فالحذر مصاحب لرجل الأمن الأول في أيامه كلها، ولذلك تساوت لديه أيام الأزمات بغيرها من الأيام، فمصاحبة الحذر جلبت الأمن لهذه البلاد، فرفرف بظلاله على كل بقعة في صحرائه النائية، وكل حي من أحياء مدنه المكتظة بالسكان، فراعي الأمن ينطبق عليه المثل القائل:


ينام بإحدى مقلتيه ويتقي
بأخرى المنايا فهو يقظان نائم

إن من يتابع ما يُدبَّر لهذه البلاد من تهريب المخدرات لإفساد شبابنا وشاباتنا، وتزوير العملة، وأذون الحج والعمرة، ودخول البلاد والوصول إليها بهدف الإفساد، أو نهب الأموال، أو ادعاء الطب ومعرفة السحر والشعوذة، إن من يتابع ذلك ليعلم علم اليقين أن عملا عظيما يُنجز في كل يوم لحسم الشر وإبعاده عن هذه البلاد ومقدساتها الطاهرة. يضاف إلى هذه الهموم هم حماية مقدسات العالم الإسلامي، فالمسلمون في كل يوم وليلة يتجهون إلى هذه البلاد، حماها الله من كل شر، فأماكن العبادة جديرة بالحماية والاهتمام من رجل نذر نفسه لحمايتها على امتداد العام، ان همَّ الحج هو هم المواطن الشريف، فكل فرد في هذه البلاد يتنفس ملء رئتيه بعد تمام الحج بأمان، فإذا كان هذا يحدث للمواطن فكيف برجل الأمن الاول نايف بن عبدالعزيز الذي يتابع أيام الحج يوما بعد آخر، بل ساعة بعد ساعة، إن الاستعداد للحج لا ينحصر في وزارة الداخلية، فأمن الحج متشعب، فهناك الأمن الغذائي، والأمن المائي والأمن الصحي، وأمن الاتصال، وأمن النقل، بالإضافة الى تأمين الطريق، وحماية الحجاج من السرقات والتهديد بالإخلال بتأدية شعائر الحج وإيذاء الحجاج خلال تجمعاتهم وانشغالهم بأداء شعائرهم، إن الأمن المائي هم كبير تستعد له الدولة قبل ايام الحج بزمن، وتقوم وزارة الداخلية بحماية المياه في المشاعر من عبث العابثين، وإفساد المفسدين، والأمن الغذائي يُستعدُّ له قبل ايام الحج، والأمن الصحي بشقيه صحة الإنسان وصحة ما يُجلب الى منى من المواشي يستعد له استعداداً تاماً، ومع الاستعداد والإعداد فإن الحج يحتاج الى متابعة في كل عام، ففي العام المنصرم حدث الزحام في الجمرات في صباح يوم العيد وحدثت وفيات، والعامل الكبير في تلك الوفيات حواجز الطريق العلوي للجمرات، فإذا كان الطريق العلوي قد أسهم في التخفيف عن الرمي الأرضي فلابد من الالتفات الى سلبياته، وفي الساعة العاشرة الى الحادية عشرة من يوم العيد كاد الطواف يتوقف، فالحركة بطيئة والتوقف أكثر بسبب الزحام، والمشاهد يرى الأسباب التي تعرقل حركة الطائفين ولكنه لا يستطيع القيام بأي عمل تجاهها، ومنها جلوس الحجاج في طريق الطائفين خارج صحن المطاف، فالمعروف ان طواف الافاضة من أصعب ما يؤديه الحجاج لكثرة القادمين من عرفات ومنى، فلو أخلي ما يقرب من صحن المطاف لاصبح الحرم متسعا للطائف من بعيد، ولكن شرطة الحرم تتراخى كثيرا مع الجالسين، ثم إن شرطة الحرم لاتقوم بواجبها في مدخل الطائفين ومخرجهم، وهو ما يحدث فيه الاختناق والإغماء فالمبتدىء في الطواف يدلف الى صحن المطاف مقابل الحجرالأسود، وكثيرمن الطائفين يخرجون من الصحن في المكان نفسه، اذا ان الوصول الى المقام متعذر في وقت الازدحام فيخرج الحاج من الطواف في هذه النقطة، ومن المفروض إخلاء المكان من الجلوس من قبل الشرطة، ولكن ذلك لم يلتفت اليه، وفي طواف الوداع يحدث من الزحام ما يشبه طواف الافاضة، فصحن المطاف يزدحم والطابق العلوي يزدحم، والسطوح تزدحم كذلك والمسعى يزدحم وقد اسهمت قبة الصفا في التضييق على الطائفين والساعين، حصرتهم بين جدارها وحاجز السطح الضعيف.
وبالاضافة الى هذه الملحوظات فإن حملات الحج تحتاج الى الالتفات إليها، بأن تقوم المباحث في أيام منى بسؤال الحجاج عن مدى تطبيق تعهدات الحملة، فتسأل 25%من حجاج كل حملة وتحاسب الحملة بعد ذلك على تقصيرها.
أعان الله رجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز وكل رجل مخلص لدينه ووطنه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved