|
| الفنيــة
* القاهرة إيهاب كمال:
في اعترافات مثيرة ومريرة في آن واحد أكد النجم الكبير أحمد زكي عدم قدرته على منافسة الفنان الكوميدي الشاب محمد هنيدي سينمائيا في شباك التذاكر، وأضاف زكي انه لا يضع رأسه في الرمال ولا يجافي الحقيقة وطالب كل أبناء جيله بضرورة مواجهة أنفسهم والاعتراف بحقيقة الأمر على الساحة حاليا حيث ان الكرة أصبحت بلا شك بين أقدام الآخرين.
هذه الاعترافات التي أدلى بها أحمد زكي أثارت العديد من ردود الفعل وعلامات الاستفهام في الوسط الفني بمصر حيث جاءت كشفا لجوانب كثيرة من واقع الحياة السينمائية. فاختفاء النجوم الكبار عن ساحة المنافسة السينمائية وسيطرة شباب الكوميديا على شباك التذاكر ظلا يشغلان بال الكثيرين في الفترة الأخيرة باحثين عن أسبابها حتى اعترف أحمد زكي بعدم قدرته وقدرة جيله على منافسة الكوميديانات الجدد وان كان أحمد زكي قد حقق أعلى الايرادات وقت عرض فيلمه الأخير السادات.
الصمت الرهيب
وقوبلت تصريحات زكي بحالة من الصمت الرهيب سيطرت على كل نجوم ونجمات السينما الكبار ورفضوا الاعتراف بأفول نجوميتهم في السينما وبحقيقة التغيرات التي حدثت على خارطة النجومية في مصر إلا ان تصرفاتهم وأعمالهم تكشف كثيرا عن هذه الحقيقة أو جزء منها كما كشفها النجم الأسمرأحمد زكي ففي الفترة الماضية رفض كل من الزعيم عادل امام ونجمة الجماهير نادية الجندي النزول بأفلامهما في منافسة أفلام العيد، الأول كان يستعد منذ فترة بفيلمه «أمير الظلام» من اخراج نجله رامي امام وقد قرر خوض المنافسة إلا انه تراجع وقرر عرض الفيلم في الموسم الصيفي، والفنانة نادية الجندي كانت تستعد لخوض المنافسة بفيلمها «الرغبة» مع الهام شاهين واخراج نادر جلال إلا أنها قررت هي الأخرى تأجيل عرضه لموسم الصيف وفضلت الابتعاد عن المنافسة مع أفلام الشباب وتركت هي والزعيم الساحة لأفلام الشباب «رحلة حب» لمحمد فؤاد والذي حصد أكبر الايرادات وفيلم «جواز بقرار جمهوري» لحنان زكي وهاني رمزي وجاء ترتيبه الثاني في الايرادات، وفيلم داود عبدالسيد «مواطن ومخبر وحرامي» لشعبان عبدالرحيم وخالد
أبوالنجا وصلاح عبدالله وجاء في المركز الثالث. وألقى انسحاب النجوم على الكبار عن المنافسة ظلالا من الشك عليهم وخوفهم من الفشل وعدم تحقيقهم للايرادات المتوقعة وان لم يعلنوا عن ذلك صراحة فجاء النجم أحمدزكي ليكشف عن ذلك.
رفض
ومن جهة أخرى يرفض النجم محمود عبدالعزيز ذلك مؤكدا ان أفلامه الأخيرة «الساحر» و«سوق المتعة» حققت ايرادات كبيرة ونجحت جماهيريا ويضيف انه رغم الطفرة التي حققها الكوميديانات الجدد في الايرادات إلا أن هذا لا يعني نجاحهم المستمر، فهذه موجة وسوف يعود بحر السينما الى طبيعته مشيرا الى ان النجوم الكبار يسعون دائما الى الأعمال الجيدة والتي يبقى أثرها في وجدان المشاهدين وعن نفسي أستعد حاليا لتقديم قصة الشاعر الكبير الراحل بيرم التونسي للشاشة الصغيرة وسيتم التصوير في المواقع الحقيقية للأحداث باريس وتونس والاسكندرية والقاهرة، كما أقرأ عدة سيناريوهات للسينما اختار منها الجيد فأنا إن لم أجد نصاً جيداً لا أقبل العمل وذلك على عكس ما نشهده حالياً في العديد من الأفلام التي تعرض حيث لا يوجد نص أو فكرة رئيسية تدور حولها الأحداث وتخلو الأفلام من أي مضمون حقيقي يظل بوجدان المشاهد.
ويعلق الناقد السينمائي الدكتور رفيق الصبان على هذه الظاهرة وتصريحات الفنان أحمد زكي بقوله ان السينما المصرية تمر بفترة حرجة فعلاً ورغم سيطرة أفلام الشباب وتحقيقها لأعلى الإيرادات إلا أن الانتاج السينمائي في تدهور والسبب في ذلك ان ايرادات الأفلام رغم ضخامتها لا تتناسب مع ميزانيتها الضخمة أيضا، أقول ذلك عن الأفلام الجادة والتي يتم الانفاق عليها وخدمتها ماديا بشكل جيد، أما أفلام الشباب السريعة والتي يتم تصويرها في القالب في مدة أسبوع أو أسبوعين فهذه لا قيمة لها وان حققت ايرادات كبيرة، وعلى هذا فقول أحمد زكي صحيح في جانب تحقيق الايرادات أما المنافسة الفنية وجودة الأفلام فهذا شيء آخر، ومن هنا أطالب النجوم الكبار بالسعي الدؤوب وتكثيف مشروعاتهم من أجل عودة الأفلام الجيدة والتي من المؤكد ان الجمهور سيقبل عليها أيضا وهنا يتضح الفارق الطبيعي.
|
|
|
|
|
