أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th January,2002 العدد:10702الطبعةالاولـي الاربعاء 2 ,ذو القعدة 1422

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
معالي وزير العمل: بل (للشماغ) الحق في التوظيف
د، محمد الكثيري
حينما بدأت مشكلة التوظيف تواجه الشباب السعودي، وخصوصاً حديثي التخرج، انبرى اعلامنا وكتابنا ومسؤولونا للدفاع عن هذه القضية وكالوا الاتهام للقطاع الخاص، بل وصل الامر بالبعض منهم الى ان شكك في مواطنة اصحاب الشركات والمؤسسات الذين لا يوظفون ابناء جلدتهم ووصفوهم بالعاقين والناكرين للجميل، الذي منحتهم اياه الدولة والمتمثل في الدعم والتسهيلات التي مكنتهم من الوصول الى ما وصلوا اليه، واتهموهم بالتخلي عن دورهم حينما جاءت الحاجة لهم،
في السنوات الاخيرة انعكست الآية، وبدأنا نلمس توجها مغايرا لذلك الذي صاحب ظهور المشكلة، حيث اخذ اولئك او اغلبهم يلقون اللوم على اولئك الشباب، ويتهمونهم بالدلال وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وأنهم غير جادين في الانخراط في مجالات العمل المتاحة، وأخذ البعض يخلي ساحة الشركات والمؤسسات من المسؤولية ويرى انها ليست ضمانا اجتماعيا لإيواء هؤلاء وأمثالهم وأن عليهم كي يستحقوا الالتحاق بهذه الشركات ان يثبتوا انفسهم ويقفوا جنبا الى جنب مع اولئك الوافدين بل ويزيحوهم ويأخذوا مواقعهم في العمل،
كان آخر الأمثلة على التوجُّه الاخير تلك الكلمات الافتتاحية التي جاءت ضمن لقاء التوظيف والسعودة، والذي عقد اخيرا بتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وبمشاركة من الجمعية السعودية للادارة، حيث تردد في تلك الكلمات، ان المواطنة وحدها ليست حقا يكفل لصاحبه الوظيفة بغض النظر عن مؤهلاته وقدرته على القيام بتلك الوظيفة على الوجه المطلوب،
المتأمل يرى أننا خرجنا من رأي متطرف حين مناقشة القضية الى رأي متطرف آخر، وهذه هي مشكلتنا التي لم نستطع الخلاص منها عند مناقشة قضيانا، انتهينا من ذلك التوجُّه الذي يحمل الشركات والمؤسسات وحدهم المسؤولية، الى توجُّه يبرئهم ويلقي باللوم على الشباب وحدهم الذين يبدو ان عليهم ان يعدلوا المناهج ويغيروا العادات والتقاليد وطبائع المجتمع كي يكونوا جاهزين للعمل في القطاع الخاص،
ان علينا ان ندرك اننا لا نستطيع ان نحمل جهة دون اخرى مشكلة البطالة بين ابناء المجتمع، بدءا من الجهات المسؤولة عن التعليم بمراحله المختلفة ومرورا بمؤسسات المجتمع الاعلامية والاجتماعية وانتهاء بالشباب ومؤسسات القطاع الخاص، وانه من الظلم ان نلقي اللوم على جهة دون اخرى كما كان الاتجاه سابقا وحاليا، إلا انه من المهم ان ندرك وبالذات مع التوجُّه الاخير المتمثل في تحميل الشباب المسؤولية ان علينا كمجتمع بمؤسساته العامة والخاصة وأجهزته التربوية والتعليمية مسؤولية كبيرة في هذا الاتجاه، والاهم من كل ذلك ان تدرك مؤسسات القطاع الخاص ويدرك المسؤولون والمهتمون بأمر السعودة ان (للشماغ) الحق في التوظيف متى ما توفر للابسه الحد الادنى من المؤهلات، التي تمكنه من ان يضع رجله على سلم الوظيفة، وهذه القناعة يجب الا تأتي فقط من اجل (عيون) من يرتدي هذا الشماغ، ولكن لأننا امام قضية محورها الشباب السعودي الذي لا نريده ان يصبح مثل الكرة كل يقذف بها في اتجاه مختلف، لأن ذلك ان استمر فإن الضرر لن يقتصر على الكرة نفسها بل انه سيشمل الجميع بما فيهم اصحاب شركات ومؤسسات القطاع الخاص، باختصار ولكي اكون مفهوما اكثر فإننا امام قضية تحتاج من الجميع تقديم بعض التنازلات للمساهمة في حلها،
kathiri@zajoul، com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved