أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th January,2002 العدد:10702الطبعةالاولـي الاربعاء 2 ,ذو القعدة 1422

متابعة

يتملكهم شعور بعدم الأمان في بلادهم
أفغان المهجر يتحرقون شوقاً للوطن ويترددون في العودة
* هامبورج بقلم: بريتا يانسين د، ب، أ:
مازالت الثقة في المستقبل غائبة بين اللاجئين الافغان الذين فروا إلى ألمانيا، حيث تتأرجح مشاعرهم إزاء الوضع الجديد في بلادهم بين الأمل في السلام والخوف من حرب أهلية جديدة، والقليل فقط منهم هم الذين يفكرون الآن في العودة إلى بلادهم التي مزقتها الصراعات، وذلك بالرغم من أن وزير الاعمار الافغاني أمين فارهانج دعا مواطنيه المقيمين في ألمانيا إلى البدء في رحلة العودة إلى الوطن،
ويعبر الدكتور أصغرخيل مانجال عن مشاعر الكثير من مواطني بلاده بقوله «إن قلبي يتفجر حنينا إلى أفغانستان، إلا أنني لن أعود حتى يتم نزع سلاح جميع الجماعات المتناحرة ويسود الاستقرار جميع الهياكل الديمقراطية وتختفي الشكوى من انتهاكات حقوق الانسان»، وقد مرت الآن عشرة أعوام على نزوح مانجال إلى مدينة هامبورج الساحلية الشمالية التي تضم أكبر عدد من أبناء الطائفة الافغانية في ألمانيا، فهناك حوالي 000، 22 من ولاية هندوكوش يعيشون فيها، من بينهم 000، 4 شخص يحملون الجنسية الالمانية،
ومانجال البالغ من العمر ثمانية وأربعين عاما ينتمي إلى قبائل الباشتون وكان وكيلا لوزارة الاتصالات الافغانية، كما عمل أيضا قنصلا لافغانستان في موسكو، ويتكسب مانجال الآن معيشته من خلال عمله في إحدى شركات الشحن البحري في هامبورج، ويقول «لا يمكن الحديث عن استقرار الامن في بلادي في هذه المرحلة»،
ويضيف قائلا «إن النساء مازلن خائفات من مليشيات التحالف الشمالي الذين يصورون أنفسهم الآن باعتبارهم ديمقراطيين ويتظاهرون بالعمل مع القوات الدولية»،
ويترسخ الشعور بعدم الأمان بعمق بين المنفيين الافغان بعد عقود من الحرب الاهلية بين الجماعات المختلفة خلفت وراءها البؤس والاضطهاد ويقول مانجال الذي فر بجلده من الحرب الاهلية «لن يكون باستطاعتنا التحدث مع بعضنا البعض إلا بعد اختفاء الاسلحة وثبات الرقابة الدولية، مازال هناك طريق طويل لإقرار العدالة الاجتماعية والديمقراطية»،
ولمانجال ابنة تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما، ومن خلال وضعها كطالبة تطبعت الابنة واسمها وجمة بالحياة في المجتمع الالماني، وهي تتحدث لغة مجتمعها الجديد بطلاقة، وتعتبر إيلزا أفضالي واحدة من النسوة الافغان اللاتي عرفن تماما ما هو الاضطهاد من خلال خبرتها المريرة،
وتقول المديرة والممثلة التي تعيش مع زوجها في هامبورج «انه امر لايطاق»، وقبل هروبها من أفغانستان عملت إيلزا لوقت طويل كمحاضرة في جامعة كابول، وكذلك عمل زوجها الذي كان مشهورا هناك كأخصائي في أمراض النساء،
ويقول محمد أفضالي البالغ من العمر اثنين وستين عاما «إننا نود بطبيعة الحال العودة، إلا أننا نرغب أولا في مراقبة الوضع، ، وقد نخاطر بالعودة خلال عام أو اثنين»، أما كبير أمير فيقول «إن العودة إلى أفغانستان في هذه اللحظة مساوية تماما للانتحار بالنسبة لي»، ويعيش أمير البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاما منذعشرة أعوام تقريبا في هامبورج بعد رحلة مليئة بالمخاطر فرارا من وطنه، وقد أسس الاكاديمي أمير وزوجته المدرسة مع عائلتهما حياة مستقرة إلى حد بعيد لأنفسهم في هامبورج، ومثله مثل الكثير من أبناء وطنه، يتكسب أمير معيشته من عمله كسائق تاكسي، ويقول أمير «إنني لا أعرف أي شخص يرغب في العودة إلى أفغانستان حاليا، فالغالبية ينتظرون بكثير من الشك لأن الوضع هناك غير آمن»، وعلى أي الاحوال فإنه لايوجد هناك أمل أمامه في الحصول على عمل، حتى في بلاده، يتفق مع مؤهله، ويقول أمير «نحن الاكاديميين في المنفى قد هجرنا مجال عملنا منذ وقت طويل، فقد تعين علينا توفير سبل الحياة لانفسنا من خلال كافة أشكال الوظائف والمهن الغريبة، ولهذا فقد فقدنا الصلة بمؤهلاتنا خاصة في مجال المهن التقنية، رغم أن أفغانستان تحتاج الآن في عملية إعادة البناء والاعمار إلى شباب مؤهل بأحدث المؤهلات»،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved