أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th January,2002 العدد:10702الطبعةالاولـي الاربعاء 2 ,ذو القعدة 1422

محليــات

لما هو آت
هذه الشَّامخة
د. خيرية إبراهيم السقاف
« مع التحية لها حيث تحسب أنَّ الحياة، والمدن يمكن أن تتوقف عند نقطة جليد »
هذه المليحة ترتعد أطرافها برداً...
لكنها تغوص في دفء حركتها التي لا تهدأ...
تواصل السير نحو وقدة الحياة...
الرياض...
وبينما الناس تصطك أسنانها من الشتاء الذي نزل بعنوة بكامل قضِّه وقضيضه...
تنهض هي... ترمي عنها الأغطية... وتمتشق في الضوء...
حركة دؤوبة لصنع شيء دؤوب...
والدأب... نتيجته دوماً الوصول إلى نقطة قلب الدائرة في ملكوت الأهداف...
كم فيها من عربة تسير، وكم من آليات بناء ترتفع، وكم من أبواب تشرع، وأثداء تُرضع، وكم من صحيفة تطبع، ومؤلَّف يصدر، وكم من دارس يتجه لمدرسته، وباحث ينكفىء على ورقه، وكم من... وكم من... وهي: كم تستوعب، وتحتضن، وتستقبل، وتودِّع، وتُنتج، وتُصدِّر، و... وتظلُّ تسهر، ولا تنام، وتَّتقد ولا تخمد، وتزدحم، وتكتظُّ... وتبقى شامخة على مشارف الأحلام... : هي تحلم، ولكنها لا تقف عند حدود الأحلام، فبكلِّ عنفوانها توقد فتيل أحلامها، كي تصطلي على نيرانه، وتصنع أمانيها عجينة، ما تلبث أن تتحول إلى أرغفة الخبز التي تُلْقم، وتُثْمر...
هذه المدارس...
الجامعات...
المؤسسات...
المصانع...
المعامل...
قاعات البحث، النقاش، العمل...، تبادل الآراء والأفكار، بل صناعتها...
و... و... و...
وهذه المعاهد...
وتلك الندوات، والدورات، وورش العمل...، كُلُّها لصناعة الإنسان في زمن لا يتحقق فيه «المكسب» الحلال إلا عن «الإنسان»!...
والإنسان إن لم يُصنع وفق عقيدة بأنَّه لا ينجو في دولبة الحياة، إلاَّ عندما يجتاز جسر الإيمان بدوره، والإيمان بدوره لا يتحقَّق، إلاَّ بمعرفته لهذا الدور ومعرفته لهذا الدور لا تتمُّ إلا بمعرفة «الحياة»، تلك التي جاء في دستوره العظيم، على لسان خالقه تعالى تعريفها، وتحديد دوره فيها...
وهنا...
بين كلِّ هذا الزحف المقنَّن، والمدروس، والمقدَّر، نحو بوابات الحياة المشرعة لكلِّ شيء، ومن كلِّ احد، فإنَّه لا يتحرَّك في مساحات هذه المليحة الشَّامخة، إلاَّ وهو يُدرك دوره، ويعرف مكانه في هذه الحياة، ويعي كيف يتحرَّك، وماذا يعمل، وكيف يكون...؟!
كذلك هي شامخة، دافئة بشموخها، في عزِّ البرد، والصَّقيع...
ذلك لأنَّها مأوى...، ولأنَّها سكن، ولأنَّها بوتقة...
مأوى، لمن يعرف دوره، ويعي الحياة...
وسكنٌ، لكلِّ حلم جميل، كي ينمو في رحابه، لا تقتل فيه طموحه، ولا تُخمد فيه وقيده، وبوتقةٌ، لتحقيق كلِّ هذا، لهذا الإنسان فيها...
ألا... يحق لها هذه الشَّامخة...
أن تقوى على الصقيع؟!
وأن تنهض أمام بوابات الحلم المشرعة بكلِّ قوة؟... وفي أعمق تعبير للدفء؟...

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved