أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th January,2002 العدد:10702الطبعةالاولـي الاربعاء 2 ,ذو القعدة 1422

الاخيــرة

نظرية المؤامرة
د. فهد بن إبراهيم الإبراهيم
عند وقوع الأحداث الكبيرة ونزول المصائب بالعرب والمسلمين جراء تلك الأحداث ينقسم الناس في تعليل أسبابها ونتائج وقوعها إلى قسمين، قسم يرى أن ما حدث لم يكن اعتباطاً وإنما هو بتخطيط وتدبير بأيدٍ خفية تدير السياسة الدولية وتسعى للقضاء على الإسلام والمسلمين، وأن الغرب تحديداً يبني خططه السياسية على المدى القريب والبعيد في محاربة الإسلام والمسلمين في كل مكان، مستغلين في ذلك أي حدث عالمي أو العمل على استحداث فعل يمكن استثماره لإكمال حلقة من المخطط وقسم آخر يرى أن ما يحدث في العالم كله إنما هو قانون الحياة وطبيعة الأيام: «يوم لك ويوم عليك» أو كما قال الشاعر:


هي الأمور كما شاهدتها دولٌ
من سره زمن ساءته أزمانُ

والذين يميلون إلى نظرية المؤامرة إنما ينطلقون من استقرائهم للتاريخ وحوادثه العظام، وبخاصة ما اشتهر به اليهود في تاريخهم الطويل من أساليب الكيد والحيل والتآمر على أنبيائهم ثم على من جاء بعدهم من النصارى، ويستشهدون بما حفظ التاريخ الإسلامي من أخبارهم ومؤامراتهم عليه منذ أن تشكلت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة إلى عصرنا هذا، وما كان لهم من دور خبيث في كل المصائب الكبرى التي حلت بالمسلمين، ألم يكن«يهود الدونمة» في تاريخهم الحديث وراء سقوط الدولة العثمانية والقضاء على الحكومة الإسلامية وإقامة الدولة العلمانية وما آل إليه الأمر بعد ذلك من احتلال أرض فلسطين وإقامة وطن لليهود فيها؟ لتواصل اليوم تنفيذ مخططاتها التوسعية مستندة على دعم اللوبي الصهيوني في دولة القطب الواحد.
فإذا كان اليهود اليوم يسيطرون على الإعلام الغربي ويحكمون بيوت الأموال الغربية ويديرون أمريكا من خلال اللوبي الصهيوني فإن النتيجة الطبيعية أن يتجهوا إلى خدمة اهدافهم ومصالحهم وتدمير كل ما يعترض طريقهم مهما كان شأنه أو قدره، و لا يألون جهداً في تنفيذ مخططاتهم دون اعتبار لشرف الوسيلة أو نبلها فالغاية لديهم تبرر الوسيلة، ولا يمكن أن نتوقع غير هذا منهم، ولا يصح أن نحسن الظن بهم.
وإذا كانت السياسة الدولية لا تؤمن بصداقة دائمة أو عداوة مستمرة وإنما علاقة تحكمها المصالح، فإن اليهود لا يؤمنون بهذه السياسة على إطلاقها و إنما يبنون سياستهم على أساس يجعل مصلحتهم الدينية والسياسية والاقتصادية متقدمة على مصالح غيرهم، ولا يكتفون بذلك بل يسعون إلى التأثير على السياسات المختلفة والضغط عليها لتصب في خدمة سياساتهم وتحقيق أهدافهم ومآربهم.
ليس من الدقة أن تنسب أحداث التاريخ في الماضي والحاضر إلى التآمر فقط، كما أن من الغباء القول بأن المصائب تحدث دون أسباب. إن ما يحدث اليوم يصب في ترسيخ القناعة بأن ما يحدث حلقة من حلقات التآمر، لذا لا يلام من يعتقد أن ما يحدث إنما هو مخطط تآمري، ولكن لا يليق بنا أن نتخذ هذه النظرية قانوناً ثابتاً نخفي وراءه عجزنا وضعفنا إلى درجة نلغي فيها دورنا أو ما ينبغي أن يكون لنا من دور، ثم نتحول إلى متفرجين نتابع أحداث المسلسل التآمري حتى نهايته، ونقول عندئذ، أليس هذا ما كنا نتوقعه!!.



أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved