|
| العالم اليوم
* باريس أ ش أ:
توقعت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية حدوث أزمة اقتصادية طاحنة في إسرائيل بسبب انتفاضة الأقصى لا تقل خطورة عن الأزمة التي تواجه الأرجنتين حاليا..
وقالت إن الانتفاضة الفلسطينية تفرغ خزائن إسرائيل وتهدد بوقوع أزمة اقتصادية وشيكة وإن الموقف الاقتصادي المتردي الذي يواجه تل أبيب حاليا هو السبب في امتناع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عن عرض موازنة الحكومة على الكنيست حتى الآن.واستعرضت الصحيفة «في تحقيق لمراسلتها من القدس» تفاصيل الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية.. مستشهدة بموجة الاضرابات التي تعم إسرائيل والتي كان آخرها اضراب أصحاب الاحتياجات الخاصة من المعوقين ودعمت التحقيق بالأرقام والبيانات للدلالة على استفحال الأزمة.
وأرجعت استفحال الأزمة إلى استمرار الانتفاضة خمسة عشر شهرا متواصلة إضافة إلى موجة التباطؤ الاقتصادي على المستوى العالمي الأمر الذي دفع بإسرائيل إلى هوة سحيقة من أزمة اقتصادية لم تشهدها منذ عام 1953.. فقد تكلفت الحرب مع الفلسطينيين مايزيد على ثلاثة مليارات دولار أمريكي حتى الآن.
وذكرت ليبراسيون أن الزمن الذي كانت فيه شركات التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل تفتح الأبواب على مصارعيها أمام العمالة والفنادق الإسرائيلية التي كانت تعج بالنزلاء من كل جنس ولون قد ولى تماما الآن.. فقد ارتفعت معدلات البطالة بما يقرب من 10 في المائة فيما انخفض الناتج الداخلي الخام بمعدل 3 في المائة في عام 2001 وتراجعت صناعة السياحة بنسبة 47 في المائة الأمرالذي جعل الخزائن خاوية في الوقت الذي زادت المطالبات والاضرابات بشكل ملحوظ.
وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي أحجم حتى الآن عن تقديم موازنة الدولة إلى الكنيست رغم أن الموعد الأقصى لعرضها حل في 31 ديسمبر الماضي قد يحزم أمره لتقديمها خلال الاسبوع الحالي.
وأضافت ان شارون «الخائف بشدة مما قد يتعرض له من هجوم» قد يحصل في النهاية على مساندة أعضاء الائتلاف الحاكم الرئيسيين الذين يطالبه كل منهم بشيء يختلف تماما عن الآخرين.
وقد ذهب بعض خبراء الاقتصاد إلى حد التساؤل «خلال ندوة عقدت منذ أيام بجامعة القدس المحتلة» عما إذا كانت إسرائيل على شفا أزمة طاحنة كتلك التي تواجه الأرجنتين..وركزوا على جوانب الشبه بين الموقف الاقتصادي في البلدين وهي ازدياد الفوارق الاجتماعية واستفحال الفقر والبطالة 7 مع معدل نمو صفر ونظام تعليمي عليل وغياب كامل للثقة في قيادات الدولة.
وأوردت الصحيفة تعليقات بعض المستائين من الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل حيث قال أحدهم لايعنيني رصد أموال بلا حدود للجيش كي يحارب الانتفاضة ما يضايقني حقا هو ان قادتنا يركبون السيارات الفارهة ويتقاضون الرواتب الضخمة ويعيشون في منازل فاخرة وينسون تماما رجل الشارع.
وقالت ليبراسيون إنه في غمرة اهتمام القادة في إسرائيل بالشؤون السياسية العسكرية نسوا تماما الشعب الذي سيذكرهم فجأة بوجوده.. فقد اشتعل الموقف منذ شهر واحد في منطقة النقب حيث يعيش المهاجرون الجدد من المغرب وروسيا عندما هدد شارون بإلغاء قانون استصدره سلفه ايهود باراك لصالحهم ولصالح تطويرالمنطقة التي يتجمعون فيها.وفي كتاب يصدر هذا الاسبوع بعنوان «صفقات قذرة في الجنوب» يندد دانييل بن سيمون الصحفي في جريدة «هاآرتس» الإسرائيلية بالبؤس الذي يعيش فيه سكان النقب مقارنة بسكان المستعمرات في الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن آخر كشف حساب للدولة يوضح أن إسرائيل تستثمر لصالح المستوطن الواحد أربعة أضعاف ماتستثمره لأجل إسرائيلي يعيش في النقب.. محذرا من ثورة الجنوب.. فقد بدأت المشاكل الاجتماعية تطغى على التأييد الشعبي التقليدي للمجهود الحربي وعصيان النقب قد يمتد إلى باقي إسرائيل.
واختتمت الصحيفة تحقيقها عن الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل بالإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي زعيم حزب العمل بنيامين بن اليعازر بدأ يستثمر الوضع الاجتماعي لصالحه وأدرك تماما ان الفائز في الانتخابات القادمة هو من ينجح أكثر في التفاعل مع المطالب الاقتصادية والاجتماعية لكل الفئات المهمشة في إسرائيل.
|
|
|
|
|
