Thursday 17th January,200210703العددالخميس 3 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ترانيم صحفية
الضرب المعاكس!!
نجلاء أحمد السويَّل

قد يكون الحديث عن الخلافات الزوجية أمراً مستهلكاً إعلامياً وبكل الوسائل، إلا أن هذا الموضوع في الحقيقة يظل متكرراً في الواقع وبكل سلبياته وكأن الناس يستمتعون بطرح هذا الموضوع أكثر من خوضهم تجربة الابتعاد عن سلبياته، بمعنى أنهم يقرؤونه أو يشاهدون ما يتعلق به فقط من باب التسلية ولكنهم لم يتلمسوا جذرية أضراره على نفسية أبنائهم وليس هذا الحديث يتناول الآن الخلافات الزوجية بشكل عام وإنما يتناول مشكلة محددة واضحة ربما تكون الآن انتشرت للأسف لدى بعض النساء في المنازل الا وهي عدم احترام الزوج الذي هو أب الأبناء بمعنى أن الأب ربما يوجه ابنه في أي سلوك خاطئ فتدخل الأم التي هي الزوجة في تخطيء الطريقةالتي يتعامل بها الأب مع ابنه وتحطيم كلام الأب وتوجيه النقد والعتب لأسلوبه وطريقته في التربية على ان يكون هذا على مسمع من الابن الأمر الذي يجعل الأب يفقد شخصيته ويفقد رأيه وكيانه الذي وجب عليه ان يحترم. كثير من الأمهات قد يعتقدن ان هذه وسيلة ناجحة لكسب الأبناء في صفوفهن ويقفن مع عملية تدليل الابن اكثر من عملية تربيته وتقويم سلوكه، إذاً فالمعادلة خاسرة لأنها تحوي عنصرين هامين هما: تحطيم كلام الطرف الآخر + المساعدة على تمرد الابن ودفعه نحو المزيد من الخطأ، وهنا ماذا نتوقع ان تكون النتيجة؟!
أحياناً قد تكون هذه الاساليب التي يمارسها الأب أو الأم في التربية تجاه الابناء خاطئة، الا ان النقد الخارج من الطرف الآخر على ذلك لابد ألا يكون علناً امام الأبناء وبصورة مدمرة للكرامة والشخصية مما يجعل الابن يتطاول وان يتجاوز هو في عدم تقدير والده أو والدته وليس النساء فقط، بل حتى الرجال لابد أن يراعوا هذه النقطة في توجيه النقد أو اللوم لا أن يسترسل الرجل في لومه دون قيد او شرط، والا فكيف يحترم الابن أمه بعد ذلك؟!
أمور كثيرة لا بعمل حسابها ولكنها هي التي تمحور حياتنا بإذن الله وهي التي تحرفها أو تقومها من حيث تربيتنا لابنائنا وتعاملنا معهم، بل والأهم هو تعاملنا بعضنا مع البعض وإدراكنا لمكاناتنا وواقعية الشخصية لكل منا، فهل فعلاً نفكر في ذلك قبل أن نقدم على أي خطوة؟ أم أننا فقط ننفذ ما تمليه علينا عشوائيتنا واندفاعنا !!
أظن أن بناء الأسرة ايجابياً يحتاج الى مجهود «فكري» اكثر مما نحن عليه الآن.. ولكن يا ترى هل نعطيه ما يستحقه؟!

* أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved