رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th January,2002 العدد:10704الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,ذو القعدة 1422

مقـالات

مداد العقل
الاستعمار الجديد
د. سليمان الرحيلي
يبدو في عصرنا أن الامراض ليست وحدها في الانتشار في البيئات الفقيرة وبين المجتمعات المتأخرة فقد أصبحت السياسة تنافسها في مد النفوذ والسيطرة عليها وتحت مبررات ودعوات براقة ومضللة لتمرير وتحقيق الاهداف الحقيقية لسدنة تلك السياسة وصناعها وهو ما يذكرنا بالاستعمار ورسم سياساته في آسيا وافريقيا وهو يعود لنا اليوم ولكنه بوجه امريكي وبقوة عسكرية وتأجيج صراعات اقليمية بعناية ثم التدخل بدعوى نصرة احد الجانبين او زرع اتجاه أو تيار حتى إذا ما تنفذ أو وضح أعلنت انها تتدخل للحد من خطره والقضاء عليه والنتيجة واحدة هي دخول هذه المنطقة أو تلك والبقاء فيها لعدة عقود وبسط نفوذها فيها والهيمنة عليها هيمنة ليست عسكرية وسياسية فحسب بل وصلت الى حد تقرير المناسب لها ومحاولة التدخل في الدين والعادات والمناهج ويبدو ان توجيه اللغة والاسماء في الطريق وهو ان الاستعمار الامريكي يتسم بالسرعة والبت وانه اشد من أبيه وجده الاستعمار الاوروبي.
إن من يتأمل الفترة الاخيرة يدرك ان الولايات المتحدة هي وراء الحروب والصراعات في الشرق الاوسط ووسط آسيا وشرق افريقيا وان اختلفت وتلونت هنا وهناك ويدرك حقيقة في منتهى الخطورة وهي انها مصرة على الزج بالاسلام في هذه الصراعات وجعل معقله الاول وهو الجزيرة العربية له النصيب الأوفى فمرة في شرقها ومرة في غربها في القرن الافريقي ومرة حملة اقتصادية وثانية اعلامية وثالثة دينية.. ان ذلك كله يمهد ويرهص لشيء خطير قادم ضد هذه الجزيرة ولكنه بالطريقة الامريكية التي تتسم بانضاج الحبك والتخطيط للهدف المراد ثم الانقضاض عليه مرة واحدة لا فرق في ذلك بين قوي وضعيف أو عدو أو حليف فالقوي هنا لا يملك قطميراً من أدبيات الحرب أو الخلاف أو حتى الانسانية فالمهم هو السيطرة وتحقيق مصالحه وبسط نفوذه وهيمنته واخضاع المنطقة لاستعمار جديد وبثوب وبطابع جديد أيضا مستغلاً في ذلك أمرين الاول ضعف الاقاليم أو الدول والمجتمعات المرادة مقارنة بقوته والثاني احادية القوة العالمية وتربعه عليها دون منافس وتوجيهه تبعاً لذلك الهيئات والمنظمات الدولية لتضفي التأييد والحشد المطلوب لسياساته وتدخلاته ووجوده في الدول الاخرى بالاساليب والمظلات والمبررات التي يراها.
واذا كانت أوضاع افغانستان أعطت لأمريكا موقعاً استراتيجياً في وسط آسيا وبين قوى نووية بالفعل أو أخرى تحاول لم تكن تحلم به فان الوضع في الصومال لا يختلف كثيراً فأوضاعها المتردية وتخاذل المسلمين والعرب في دعمها وإقالتها من عثرتها ومساعدتها على النهوض من جديد بعد سقوط الحكم الشيوعي فيها جعلها شاغرة للتدخلات الدولية وقد اغرى موقعها المتميز الولايات المتحدة في ان تستغل أوضاعها أكثر من مرة وتحت مظلات ومبررات مختلفة معروفة بينما هي في الحقيقة تخطط لوجودها هناك وما الظروف وبعض الحوادث الا مظلات وذرائع إذ ان موقع الصومال يتيح لها أيضا كما أتاحت لها افغانستان موقعاً استراتيجياً يحيط بالجزيرة العربية ويتحكم في مداخل بحارها المهمة وهما بحر العرب والبحر الاحمر وكذلك يتحكم في كثير من ايرادات وامور قارة افريقيا وهي القارة الداعمة في كثير من مواقعها وسياساتها للعالم الاسلامي والعربي وأخيراً فانه يقع بالقرب من منابع الانهار ويمكن منه التأثير فيها بالسيطرة أو تغيير مجاريها فهي انهار تقوم عليها أمم وشعوب مثل مصر والسودان تكن العداء لاسرائيل حليفة الولايات المتحدة التي تعد من يعاديها انه يقف ضدها هي في منطق من الغطرسة والروح الاستعمارية لا يخفى.

أعلـىالصفحةرجوع
















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved