رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th January,2002 العدد:10704الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,ذو القعدة 1422

أفاق اسلامية

زوجات يهدمن بيوتهن بأيديهن .. الزوجة المعاكسة:
اعتداءات أخلاقية ضحيتها الأسرة والمجتمع
رئيس هيئة النعيرية: الإسلام اهتم بالمرأة ودعا إلى إشباع عواطفها!!
رئيس هيئة ظهرة البديعة: لا بد للشباب من الاهتمام باختيار الزوجة وهذه طرق العلاج والوقاية
تحقيق عبد اللّه بن ظافر الأسمري:
الحياة الزوجية أمانة مشتركة بين الزوجين، والرجل فيها له القوامة المضبوطة بضابط الشرع كما قال تعالى «الرجال قوامون على النساء» والمرأة مسؤولة عن منزلها وزوجها وأولادها ما ائتمنت عليه، ولكن قد يحدث الخلل في فهم المسؤولية، والقوامة والتربية، فيسيء الرجل قوامته إما بالمبالغة فيصبح جلادا، أو أن يفرط فيها فيظن القوامة هي مجرد الإنفاق وإيجاد المال وإحضار الخدم والسائقين والمربين، «والرسالة» ستتطرق إلى أمر جدير بالطرح ألا وهو إهمال قلة من الأزواج لزوجاتهم حتى تقع الواحدة منهن في أعمال مشينة كالمعاكسة، لذا لا بد من تشخيص ذلك حتى نخرج بالحل، وهو الدور النموذجي للزوج مع أهل بيته، وخطر إهمال الزوجة وعدم الاهتمام بأمورها العاطفية والنفسية والاجتماعية وغير ذلك، حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه.
الإسلام والمرأة
تستهل «الرسالة» هذه المبحث المهم بالحديث عن موقع المرأة في المجتمع وأهميتها ومكانتها المرموقة التي ضمنها الإسلام، في هذا الشأن تحدث فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة النعيرية وتوابعها الشيخ تركي بن فهيد الشمري حيث قال:
لا ريب أن الإسلام عني بالمرأة عناية فائقة واهتم بشأنها اهتماماً بالغاً أمّاً وابنة وأختاً وزوجة، كيف لا وهي مربية النشء وحاضنة الأجيال وصانعة الرجال ومدرسة تعد من خلالها الشعوب، والمرأة كزوجة ضمن الإسلام لها الحياة الكريمة والمعيشة الهانئة المطمئنة ، فإن هي تعلقت بأهداب تعاليم الملة واستنارت بنور الشريعة نالت من السعادة أوفر الحظ والنصيب، ولكون المرأة من بني البشر تؤثر وتتأثر وهي تتعامل في ظل الحياة الزوجية فإن هناك من الآفات التي تنذر بخطر وتهدد هذا الكيان بالتصدع والإنهيار.
ويضيف الشيخ الشمري كلاماً مهماً عن المرأة وإحدى المشكلات التي تقابلها في الحياة الزوجية نتيجة خلل أو آخر فيقول:
ومن هذه الآفات الفراغ والفتور العاطفي بين الزوجين . قال الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
وهي نعمة إن لم تصن تحولت إلى نقمة.
قال المصطفى الكريم محمد بن عبد اللّه عليه الصلاة والسلام «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» ، فهو وعاء مملوء لا محالة فإن ملئ بخير وإلا ملئ بشر، لا سيما إذا فقد الزوج دوره في تفعيل الحياة الزوجية وتجاهل خصوصية الزوجة وانقطع المد العاطفي بينه وبينها، فهذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه يداعب زوجاته ويسابق عائشة مداعبة لها، كل ذلك إشباعاً وتقوية لأواصر العاطفة بين الأزواج لتحقق الحياة الزوجية الكريمة السالمة من الآفات والمكدرات وسداً لأبواب الانحراف نحو الرذيلة والضياع والشتات.
مسؤولية القوامة
بعد ذلك تحدث «للرسالة» فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة النماص الشيخ جابر بن عبد اللّه الشهري، والذي تحدث عن القوامة وأهميتها ومفهومها الصحيح الشرعي. والذي حدده الشارع لضبط الحياة الزوجية والأخطار بالعيش الآمن وما إلى ذلك، فقال:
إن اللّه عز وجل شرف الرجال بأن جعل القوامة في أيديهم فقال تعالى:{ال رٌَجّالٍ قّوَّامٍونّ عّلّى النٌَسّاءٌ بٌمّا فّضَّلّ اللَّهٍ بّعًضّهٍمً عّلّى بّعًضُ } «الآية 34».
فهذه القوامة هي بلا شك تشريف للرجال، ذلك بأن المرأة بطبيعتها ناقصة عقل ودين فهي بحاجة إلى مسؤول يتولى القيام عليها وهو الرجل، لهذا أوجب اللّه على الرجال رعاية النساء والقيام عليهن لتكميل ما فيهن من نقص.
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه اللّه : حول تفسير هذه الآية «الرجال قوامون على النساء» أي قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق اللّه تعالى من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن ذلك». انتهى.
وقد ورد عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته» وهذا هو مفهوم القوامة في الشريعة الإسلاميّة بأن يقوم الزوج بالمسؤولية ويستشعرها وأن يكون له دور فاعل في بيته ومتابعة ما يدور فيه لا أن يترك الحبل على الغارب كما أن من مقتضى القوامة النصح والتوجيه عملاً بقوله تعالى {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وأّهًلٌيكٍمً نّارْا وقٍودٍهّا پنَّاسٍ والًحٌجّارّةٍ } «التحريم الآية 6» وفي قول اللّه تعالى في سورة التحريم ولا تكون الوقاية من النار إلا بامتثال أوامر اللّه عز وجل واجتناب نواهيه ومن ذلك حملهم على القيام بالواجبات وترك المنهيات فعليه أن يأمر أهله بكل خير ويحثهم عليه وينهاهم عن كل شر ويحذرهم منه.
إنذار وأخطار
ويعود الشيخ الشمري ليتحدث عن المصيبة التي ابتلي بها كثير من بيوت المسلمين ألا وهي التعرض لما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من مواد منحرفة فاسدة فيقول فضيلته:
من الرزايا العظيمة والفتن الجسيمة التي تطاير شررها واستشرى خطرها ما يبث عبر وسائل الإعلام من دعوات مغرضة وحملات مفتنة تستهدف المرأة لتخرجها من حصنها الحصين ومكانها المصون لتكون سلعة مبتذلة كما كانت في الجاهلية الأولى وما يؤثر في حياة الزوجة سلباً ليهدم بنيانها ويزلزل كيانها ويهدر أمنها واستقرارها ما يبث في الأفلام والمجلات من الدعوة إلى الحرية المزعومة والفرية المألوفة التي تصور للزوجة أن الحياة ليست قصراً على الزوج وأنه لا مانع من تكوين علاقات أخرى بجانبها، ويطلقون بهتاناً وزوراً علاقات الصداقة فيحرضون بذلك المرأة على التمرد والانفلات لتخرج من عشها الطاهر الآمن فتصبح عضوا فاسداً ومعول هدم تفسد بدورها العشرات بل المئات من الفتيان والفتيات عن طريق اللقاءات والمعاكسات.
إن الولوج من نفق المعاكسات هو خطورة متهورة وبداية لإشعال فتيل الحرب على قلعة الحياة الزوجية الوادعة وهذه الصيحات والنداءات إنما هي دعوات من أدعياء الرذيلة، فهذه الذئاب البشرية تحسن صوت عوائها حتى إذا زلت القدم وسقطت الضحية ظهر عيانا عظم تلك المأساة وشناعة المعاناة.
تضييع الأمانة
والمرأة أمانة في عنق زوجها، كيف لا وهو الذي أصبح ولي أمرها بعد أبيها، ولذا فإن عددا من الأزواج يهملون نساءهم ولا يفيقون إلا على أمر جلل، فيندمون ولا فائدة.
وعن هذه المشكلة يشاركنا الحديث فضيلة رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشفا بمدينة الرياض الشيخ حسين بن زيد التميمي الذي أدلى بدلوه قائلا:
اللّه عز وجل خلق لنا في هذه الدنيا أزواجاً نسكن إليها وجعل المودة والرحمة روضة نستظل بها. ولهذا أوصانا بالمعاشرة بالمعروف قال تعالى {وعّاشٌرٍوهٍنَ ّ بٌالًمّعًرٍوفٌ فّإن كّرٌهًتٍمٍوهٍن َّ فّعّسّى أّن تّكًرّهٍوا شّيًئْا ويّجًعّلّ اللَّهٍ فٌيهٌ خّيًرْا كّثٌيرْا } (النساء: 19) والنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرا حيث قال: «استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء» متفق عليه.
والمرأة أمانة عندك مسؤول عنها يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع ومسؤول عن رعيته» متفق عليه. ولما تخلى الرجال عن هذه المسؤولية انتشر الفساد في بيوت المسلمين لأن القوامة التي جعلها اللّه للرجال في قوله تعالى {الرٌَجّالٍ قّوَّامٍونّ عّلّى النٌَسّاءٌ}« النساء: 34» انتزعت من بعض الرجال وتخلى الراعي عن رعيته وبيته ونتج عن ذلك التخلي وعدم الشعور بالمسؤولية أمام اللّه، فتجد أنه لا يحافظ على زوجته من الفساد أو مواطن الشبه، ولا يظهر لها الغيرة. ولا يحثها على القرار في البيت ولا يبعدها عن رفيقات السوء، ولا يحرص على منعها من الإكثار من الخروج إلى الأسواق ولا يهتم بإعفافها وتلبية حاجاتها، ولا يحرص على إشباع رغبتها العاطفية بالكلمة الطيبة والثناء الحميد والمعاملة الحسنة.
الأسباب والعلاج
كما تحدث «للرسالة» فضيلة رئيس هيئة ظهرة البديعة الشيخ عبد اللّه بن ناصر الدخيل، الذي أوضح بدوره الأسباب الواقية من خطر الاقتران والزواج بزوجة معاكسة وعلاج ذلك فقال فضيلته:
لا بد لكل شاب مقدم على الزواج أن يقدر الأمر الذي سيقدم عليه، لأن الزواج نقطة تحول من مرحلة إلى مرحلة أخرى مختلفة، لذا لا ينبغي عليه أن يبحر بسفينة أفكاره في بحر التمني والحياة السعيدة ويكون ذلك على حساب الشعور بالمسؤولية التي ستلقى على عاتقه والأمانة التي سيتحملها، ومن الأمور التي يجب على كل شاب أن يراعيها حال بحثه عن زوجة تشاركه حياته ألا يقترن بفتاة معاكسة تربطها علاقة محرمة مع شاب آخر، وهناك بعض الأسباب التي بإذن اللّه تقي الشاب من الاقتران بفتاة معاكسة، منها:
1 الدعاء وخاصة في أوقات مظان الإجابة قبل الزواج بأن يرزقه اللّه زوجة صالحة تعينه في دينه ودنياه، والدعاء عبادة عظيمة ينبغي لكل مسلم أن يتعبد اللّه به في كل وقت وخاصة في مثل أمر الزواج فاللّه سبحانه وتعالى بيده كل شيء ويعلم كل شيء.
2 السؤال عن الفتاة التي يتقدم إليها، فيتأكد من دينها وحسن علاقتها بربها، ومن بيئتها وخلوها من أسباب الفتنة. ومن صديقاتها وسلامة أخلاقهن وسلوكهن. وفي الحديث أوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم معاذا رضي اللّه عنه فقال: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
3 ومن أظهر أسباب اقتران الشاب بزوجة معاكسة قيام الزوج بالمعاكسة من قبل، فيعاقبه اللّه ويبتليه بزوجة معاكسة، فكما طرق بيوت الناس طرق بابه، ومن خلال الوقوف على بعض حالات معاكسات النساء وارتباطهن بالعلاقات المحرمة تبين أن أزواجهن ممن يسلك المسلك نفسه، قال تعالى {ومّا أّصّابّكٍم مٌَن مٍَصٌيبّةُ فّبٌمّا كّسّبّتً أّيًدٌيكٍمً } «الشورى الآية 30».
فينبغي على كل مسلم أن يتقي اللّه وأن يبتعد عن المعاصي عموما وبالأخص المعاصي المتعلقة بالأعراض لأنها الدين، وكما تدين تدان.
4 ومن الأسباب: ابتعاد وسائل الفساد ونشر الرذيلة من بيت الزوجة كالقنوات الفضائية التي تغرس في النفوس الرذيلة وتنزع منها الفضيلة، وكذلك المجلات المنحرفة، والأغاني الماجنة التي هي بريد الزنا ومن أول درجات سلمه المعاكسة.
5 ربط الزوجة بالصالحات من النساء خاصة من الأسرة نفسها، فإن المصاحبة والمجالسة لها تأثير كبير في أخلاق وسلوك المرأة، فكم من امرأة استقامت وصلح حالها بسبب صديقاتها والجليسات الصالحات، وكم من امرأة انحرفت وانجرفت في طريق الرذيلة بسبب صديقات السوء، وأذكر في هذا الموضوع حالة مؤلمة وقفت على بعض مراحلها تؤكد ضرر صديقات السوء، امرأة شارفت الأربعين من عمرها ولديها ثلاثة أبناء وخمس بنات كانت تعيش مع زوجها وأولادها في حياة هنيئة مستقرة، وكانت قدوة في البيت حريصة على بناتها، وحينما تعرفت على امرأة منحرفة الأخلاق وسيئة السلوك أصبحت تكثر من الاتصالات الهاتفية في أوقات متعددة وتطول مدة الاتصالات، ثم أخذت تطلب الخروج من المنزل بحجج مريبة مما أثار الشكوك وما هي إلا فترة حتى تنكرت على زوجها وقصرت في حقوقه وتمردت عليه وعلى أولادها، وكانت الفاجعة العظيمة أنه اكتشفها وهي تعاكس!!.
أيها القارئ الكريم كل ما حدث هو بسبب تلك الصديقة المنحرفة!!.
6 ومن وقاية المرأة من الوقوع في شراك المعاكسة الحرص على عدم دخولها إلى السوق بدون محرم وكذلك الحرص على الحجاب الشرعي وعدم التبرج والسفور، فالمرأة المتبرجة تتجرأ عليها الذئاب البشرية فيرمونها بنظراتهم

أعلـىالصفحةرجوع
















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved