رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th January,2002 العدد:10704الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,ذو القعدة 1422

محليــات

لما هو آت
بين الرِّجال والنِّساء!!
د. خيرية إبراهيم السقاف
من الأمور البدهية أنَّ أيِّ إحداث لمتغير جديد يطرأ في حياة الإنسان / فرداً/ أو جماعة/ لا ينجو من تراكميَّة «القِيَم» الأساس التي ينبثق منها...، ذلك لأنَّ الحياة الاجتماعية لهذا الإنسان إنَّما هي من «مفرزات» هذه «القِيَم»، بل هي «مكوَّنة» منها...
والحديث في أيِّ مجال من مجالات «المرأة» في المجتمع العربي قاطبة، إنَّما يصبح لاغياً، ومفرغاً من أيِّ قيمة له «وزنيَّة»، إن لم يعتمد العودة إلى جذور «القِيَم» التي يقوم عليها المجتمع في «ثقافته» الخاصة.
لذلك، عندما أقرأ تلك الحوارات المطوَّلة، واستمع إلى «الجدل» الغوغائي في المجالس العديدة، أو على شاشات «التلفاز»، أو في أيِّ مكان، وزمان، بين الفئات المختلفة سواء من جانب «النساء» التي تميل عادة كفَّة حوارهن وجدلهن نحو إظهار الامتعاض، والاستياء من عدم «تقديرهنَّ» أو سلب «حقوقهنَّ»، أو «الإساءة» في التَّعامل معهنَّ، أو التَّنافس غير اللاَّئق معهنَّ...، وترتفع الأصوات تطالب بمنحهنَّ أكبر قدرٍ من «التقدير» وتفسِّر كلُّ فئة نوعية، وشكل، ونمط التقدير.. سواء الوظيفي، أو الأسري، أو التعاملي، أو.. أو...، نجد في الجانب الآخر فئة «الرجال» تميل كفَّة نقاشهم على الضغط بقوة وبثقة على «أضراسهم» وهم يؤكدون «تقليص» ما للمرأة والتّباهي بما هو لهم... في معركة تميل إلى التَّشبُّه بمعارك «الديكة» مع «الدجاج»، ولا أطرف في هذه المعارك من منظر الديكة وهي تتباهى بأعرافها الحمراء...
دون أن تُنزل رؤوسها إلى الأرض كي ترى أنَّ ما تحت أقدامها ليس سوى «تراب» هو العنصر الأساس المكوَّنة منه الأرض وهي القاعدة لكلِّ من يمارس الحياة فوقها...
هذه القاعدة المنطلَق، يُمارس الحياة فوقها عنصر الإنسان، ولهذا الإنسان حياة بشرية تتنوع في جوانبها، وتفاصيلها، وعلائقها، ومرتبطاتها، وهي لها أيضاً ضوابطها، وخصوصية كلَّ ما عليها، كي تتَّحد أداءات هذه العناصر، فتتَّحد كي تمنحها شكلها القائم، ونظامها الممارَس...
من هنا، فإنَّ هناك تراكميَّة لمجموعة من «القِيَم» التي تشكل نظرة الفرد/ الجماعة/ المجتمع/ نحو الأفراد «بجنسيهم»، «الرجل» و«المرأة»...
ولو...
اتَّخذت كلُّ جماعة تتحاور قاعدة العودة إلى «أسباب» هذه النظرة أو تلك للرجل في المجتمع، وللمرأة فيه، في منأى عن التحيُّز النّوعي...، وأُعيدت إلى جذورها التَّكوينيَّة من خلال جذور تكوين «ثقافتها» وقِيَمها المعنويَّة والماديَّة لوفَّر الجميع عليهم الوقت/، الجهد/، ومن قبل ومن بعد، أراحوا حبالهم الصوتيَّة دون الإصابة بالتراخي...، في الوقت الذي تظلُّ أفكارهم «مشدودة» نحو... من سبق: البيضة أم الدجاجة؟... وفي وجهٍ آخر:
من أحقُّ: المرأة أم الرجل؟!...
وتحضرني صورة أحد مجالس الحوار التي انفضَّت بانقلاب الصحون فوق الطاولات وحماية الرؤوس ببواطن الأكفّ، وتداخل الأقدام وهي تركض بأجساد أصحابها خوفاً من وطيس المعركة... بين الرجال والنساء!!... و
وما أكثر هذه المعارك .
الخالية من التَّقنين العلمي.. والمنهجية الواعية...
تلك الكفيلة بوضع النقاط فوق حروف الحقيقة والواقع..
شاء الرجل أم أبت المرأة...
وأبى الرجل أم شاءت المرأة..!

أعلـىالصفحةرجوع
















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved