رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th January,2002 العدد:10704الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,ذو القعدة 1422

محليــات

مفيداً أن الاعتداء على المسلمين وسواهم بديار الإسلام لا يجوز.. التركي:
المسلمون عاملوا أهل الذمة باحترام وحموهم ووفروا لهم الحقوق
يجب على الحكام والعلماء التعاون في معالجة المحن ومحو آثارها
* * مكة المكرمة واس:
أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي انه يجب على علماء الإسلام والعقلاء من المسلمين عند خروج فئة منهم عن السياسات العامة والنظام العام أو عند قيام أفراد بأعمال تنافي روح الإسلام ان يدينوا هذه الأعمال ويوضحوا حقيقتها لعامة الناس ومدى أضرارها بالأمة والبلد وان يحاصروا هذا الفئة بزيادة توعية الناس بأحكام دينهم المتسامح وكذلك بمعاقبة من ارتكب هذه الأعمال التي ليس لها مبرر أو سند شرعي.
كما يجب على الحكام والعلماء أن يتعاونوا في معالجة المحن ومحو آثارها وفق أحكام الإسلام وتأصيل منهاج الوسطية ومعالجة جميع أشكال الغلو المذموم في الإسلام والتقيد بوسطية هذا الدين في القول والعمل.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية «إن اعتداء غير المسلمين هو عدوان شرع الله رده بالدفاع المشروع عن النفس والعدوان الذي يوقعه اليهود على المسلمين في فلسطين هو من هذا القبيل وإذا كان هذا الاعتداء على المسلمين فرديا من قبل غير المسلمين وممن ليس بيننا وبينهم حرب أو عداوة فيجب معاقبتهم وفق شرع الله ولا يجب تحميل من هم على دينهم وزر جرمهم وحتى لا نسقط في الفخ الذي سقط فيه الغرب اليوم باتهام المسلمين كافة بالإرهاب».
وبين معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ان الله حرم الاعتداء على الأبرياء وحدد قواعد الحرب بأطر واضحة ومنظمة فلا يحق لأحد ان ينصب نفسه قاضيا وحاكما لأن الخروج من مقاصد الشرع محرم وهو لا يخدم الإسلام والمسلمين بل يجلب الضرر ويشوه صورة المسلمين وأن ديننا ينهى عن الغلو وأن من يقتل إنسانا ظلما وعدوانا بدون حق فهو عاص ومرتكب جرما عظيما.
وأكد معاليه أن جميع الأعمال التي تساعد على ارتكاب الجرائم وإلحاق الأذى بالآخرين وبث الرعب والهلع في النفوس دون سبب هي أعمال شريرة وكل من يقوم بمد يد المساعده لها بأي شكل كان وهو عالم بما سوف تؤدي إليه مساعدته من جرائم فهو لا فرق بينه وبين مرتكبيها.
وشدد على أن توجه الأعمال الخيرية إلى درء الإرهاب والتخفيف من الأحقاد بين الناس فمجالها ليس كما يتوهم البعض في الغرب بأنه مساعد للإرهاب بل على العكس من ذلك.
وأفاد الدكتور التركي أن الاعتداء على المسلمين وسواهم سواء أكانوا في ديار الإسلام أم في غيرها لا يجوز في الإسلام وأوجب على ولاة أمر المسلمين إقامة قضاء منظم يتولى القصاص والعقاب وحل المنازعات بين الناس وإلا تحولت الدنيا إلى الفوضى فالإسلام كرم الإنسان واقتضى هذا التكريم تحريم إيذاء الآدمي والاعتداء عليه بلا سبب أو حق ان الله لم ينهنا عن الإحسان لغير المسلمين وبرهم إذا لم يقاتلونا ويؤذونا.
وكشف معاليه أن الإسلام والمسلمين عاملوا أهل الذمة باحترام وحموهم ووفروا لهم حقوقا لم تكن موجودة لديهم من قبل ومكنهم من حماية معابدهم ولم يكرههم على الحرب إلى جانب المسلمين ومنحهم الأمان في ديار المسلمين وفرض الدية والكفارة على من قتل منهم خطأ وحرم قتل الذمي الذي يعيش في ديار المسلمين وأمر سبحانه بتحقيق العدالة في التعامل مع أهل الذمة والمستأمنين وغيرهم من غير المسلمين.
وأكد أن أهل الذمة لم يجدوا من الرعاية والحماية في العصر الحديث كما وجدوها من المسلمين فاليهود وجدوا أكثر الحماية والرعاية في الحرب العالمية الثانية في بلد مسلم وهو المغرب وقبل ذلك وبعد سقوط الأندلس لم يهرب اليهود إلى أوروبا القريبة بل هربوا إلى المغرب العربي وتركيا.
وقال معاليه «إن أقرب تعريف للإرهاب في الإسلام هو الحرابة أو ما يسمى بإخافة السبيل وقطع الطريق مؤكدا أن التعريف الذي تضمنته الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادر عن مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الذي شارك في صياغتها وفد المملكة هو تعريف جامع لصور الإرهاب الإجرامي فهو جمع أشكال الفساد في الأرض التي نهانا الله عنها» مبينا أن الإسلام قرر الجزاء الرادع لجميع أنواع الفساد واعتبره محاربة لله ورسوله.
وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الإسلام سبق جميع القوانين الوضعية في مكافحة الإرهاب والاعتداء على حياة الأبرياء مسلمين أو غير مسلمين وعلى مكاسبهم المادية والمعنوية ورسخ قواعد سامية لحماية حياة الإنسان وعرضه وماله ودينه وعقله من خلال حدود مفصلة وعدَّ من يتجاوزها ظالما قال تعالى: {ّمّن يّتّعّدَّ حٍدٍودّ پلَّهٌ فّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ پظَّالٌمٍونّ} وقد عدَّ الإسلام ترويع الناس وقتلهم فسادا في الأرض وحرابة وهو ما صار يعرف اليوم بعد أربعة عشر قرنا بالإرهاب.
وقد حرم الإسلام قتل المسلم للمسلم إذ قال الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }

أعلـىالصفحةرجوع
















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved