رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 18th January,2002 العدد:10704الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,ذو القعدة 1422

تراث الجزيرة

نسايم جنوبية
العرضة خصائص وأسرار
تتميز العرضة الجنوبية عن سائر فنون وموروثات المنطقة بالأولوية المطلقة دون منازع .. حيث تحتل المرتبة الأولى، من حيث الشمولية والأصالة، ومن حيث القيمة والجاذبية والاهتمام.. وهذا ناتج بطبيعة الحال عن الخصوصية التي تتفرد بها باعتبارها «رقصة الحرب»، ورمز الشجاعة .. والمؤشر على مدى الاستعداد والجاهزية للذود عن الشرف، ورد الاعتداء، ودفع الأذى.وتصنيف العرضة كقيمة وكقمة تتسنم من خلالها ما عداها من موروثات جنوبية ليس من عندياتي بقدر ما هي حقيقة يفرضها الواقع وتؤكدها الأحداث.لذلك فهي اللوحة الشعبية الوحيدة التي تنفرد بخصوصية حمل سلاح «البنادق» من قبل العناصر التي تؤديها .. والتفاني والتفاخر باقتنائها .. ولا مانع من إطلاق بعض الأعيرة أثناء أداء العرضة كتعبير عن أن كل شيء على ما يرام هذا قديما .. أما ا ليوم فإن ما يتم حمله من بنادق لا يعدو كونه عينات من البنادق القديمة جدا مثل الفتيل والمقمع، تم تحديثها من الخارج بغية الحفاظ على المظهر والشكل والطابع الأساسي المعروف للعرضة من خلال حملها وإطلاق جرامات من البارود بقصد إصدار بعض الأصوات التي تضفي على الحفل شيئا من البهجة.كذلك فإن من أهم مميزات وخصوصيات العرضة، كونها اللون الوحيد تقريبا من بين الألوان الأخرى الذي يتميز بنوعية خاصة من الشعر .. حيث يتحمور كل ما يلقى خلالها من قصائد حول التغني بالأمجاد، وبث الحماس والمدح المتبادل .. فضلا عن الحث على الفضائل، وعلى مكارم الأخلاق.. وعلى الكرم والشجاعة، وعلى حقوق الجار وطاعة ولاة الأمر .. الى ما هنالك من خصال وثوابت حميدة متوارثة.كذلك كانت العرضة الى وقت قريب ميدانا للتصافي، وإصلاح ذات البين .. وإعادة المياه الى مجاريها في العديد من الخصومات والأزمات والخلافات سواء كانت على المستوى الجماعي أو الفردي .. فكم من قصيدة ألقيت في ميدان عرضة وكانت سبباً مباشراً في حل خصومة مستعصية.. وكم من أخرى أذابت جليد أزمة مزمنة.
بمعنى أن العرضة تكاد تكون الموروث الجنوبي الوحيد الذي لا يجوز فيه تعاطي أي نوع من أنواع الغزل .ولعله من المناسب هنا أن نورد فيما يلي قصيدة ألقاها الشاعر الفذ محمد بن الاعدل «رحمه اللّه» خلال إحدى المناسبات وذلك قبل نحو «80» عاما، كانت سبباً في حل خصومة مستعصية كانت قائمة آنذاك بين قبيلتين تجمعهما وشائج القربي والجوار بعد أن أدرك أن ثمة من سعى الى دس الفتنة بينهما، مما أدى الى نشوب تلك الأزمة وتفاقمها.
البدع:
يالله يا سامع الداعي اذا ما دعا لا امرت شين
بين دعوى حسين الهول يا خالقي لا امرت شينا
أنت ذا ينقض المفتول بامرك ويتلى فتلها
يا من انعم على خلقه بهذي النعيم الوايدة «1»
لا تغيّر علينا النور ف «الأرض» عادت ميد «2» تظلم
با بن شهوان يا سيف له النصر حتات شباه «3»
كلمته غالية، وان غاب ما ينوجد تبديلها
الرد:
عاد للحق حكامه وللظلم ناس مرتشين
ما يغطّ بحقوق ويظهر الباطل الا المرتشينا
واحد ضري بالسحتة في الخصم «4» يتلافت لها
والله ما تسلم المشورة يا ذا عليها الوى يده «5»
لا تشاور على المخصوم وتقوله: انك ميد تُظلم
ثم تحلف له انه راعي الحق حتى تنشبه
واذا ما شبّت الفتنة فوالله ما تبدي «6» لها
üü هوامش:
«1» يعني بها «الواجدة» أي الكثيرة.
«2» يقصد «تكاد» أو توشك.
«3» حاد جدا.
«4» الخصم يعني بها «الخصومة».
«5» أي قبض الرشوة.
«6» أي انه لن يكترث.
وللموضوع بقية
محمد الشهري

أعلـىالصفحةرجوع
















[تعريف بنا][للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved