يتناول الكتاب نموذجاً نقدياً جديداً، عرف باسم «نظرية التلقي» وهي العملية المقابلة للعملية الإبداعية أو الإنسانية أو الكتابية، التي حولت الاهتمام من النص إلى القارىء، هيمنت هذه النظرية على الساحة النقدية خلال النصف الثاني من العقد السابع والعقد الثامن من القرن العشرين يقدم الكتاب أفكار رواد هذه النظرية «ياوس» و «إنجاردن» و «موكاروفسكي» و «جادامر» و «هيرش» و «شوكنج»، كما يشرح العوامل التي أدت إلى ظهور نظرية التلقي ورواجها في ألمانيا، ويربط بينها وبين الأزمة المنهجية في مجال الدراسات الأدبية، كما يربط بينها وبين ما طرأ على الحياة الاقتصادية والسياسية من تغير، في الوقت الذي ظهرت فيه الحركات الطلابية، وبلغ فيه جيل ما بعد الحرب مرحلة من النضج، وما أصاب العقلية الألمانية من تغير، كل ذلك وجه الدراسة في حقل اللغة والأدب وجهة جديدة. ولهذا تعد هذه النظرية منهجا لإعادة النظر في القواعد القديمة، كما تعد أساسا لدراسة الأدب الإعلامي والأدب الشعبي، والمسرح والرواية، ذلك أنها تركز على الجمهور والقارئ الذي يتأثر بالعمل الأدبي.
|