Wednesday 23rd January,200210709العددالاربعاء 9 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ملامح بطل خليجي «15»
فهد عبدالله الجابر

من المبكر جداً أن نتحدث عن بطل دورة الخليج الخامسة عشرة، فالبطولة ما زالت في جولاتها الأولى، وإن ظهر لنا من خلال نتائج الجولة الثانية أن الترشيحات التي أطلقها النقاد والمتابعون قبل بداية المباراة كانت تركز على المنتخب الكويتي الذي خسر خمس نقاط ثمينة من واقع مباراتين، وترشيح المنتخب السعودي الذي ما زال يقدم عروضاً غير مقنعة على الرغم من كسبه لمباراة وخسارته لنقطتين أمام المنتخب الكويتي.
ولكن الجولة الثانية من عمر البطولة كشفت لنا من واقع النتائج أن ملامح البطل في هذه الدورة جاءت من منتخبات بعيدة عن الأضواء والترشيحات التي عادة ما تسبق البطولة وتؤثر على مسيرة الفرق المرشحة كما هو حال المنتخب السعودي والكويتي.
في الجولة الثانية يمكن أن نأخذ بأهم الملامح التي تحدد لنا البطل متى ما حصد ما مجموعه ست نقاط من مباراتين، وهو ما استطاع المنتخب القطري أن يجمعه ويتصدر المنتخبات في هذه الجولة. ومن الناحية الفنية أرى أن المنتخب القطري جدير حتى الآن بأن يسير بهذه الصورة خاصة أن المنتخب القطري ظهر في لقاءيه الماضيين بشكل مختلف عن أسلوب المنتخب القطري في لقاءاته أثناء تصفيات كأس العالم الأخيرة.. وأبرز تلك الاختلافات ملاحظة التوازن في أداء خطوط المنتخب القطري والتي يمكن أن يطلق عليها الكرة الجماعية، فهو يدافع بطريقة توحي للمتابع بأنه يلعب بخطة دفاعية ولكن عندما تنقل الكرة تجاه الفريق المقابل فإن أكثر من لاعبين أو ثلاثة يتواجدون لدعم الهجمة مما يسهل مهمة خط المقدمة ويفتح ثغرات تشكل خطورة ويتحقق منها فرص يمكن أن تنجم عن هدف، هذه الطريقة شبيهة بالأسلوب الذي لعب به منتخب الكويت أمام المنتخب السعودي، وهي بصمة فنية أضافها المدرب الفرنسي «لوشانبر» على أداء المنتخب القطري، فمتى ما استمر المنتخب القطري في أدائه بهذه الطريقة أعتقد أنه سوف يدخل كأحد أقوى المنافسين للفوز بلقب البطل.
وبالمناسبة فمدرب منتخب قطر مدرب كبير يملك سجلاً تدريبياً مشرفاً، فقد كان مدرباً للمنتخب الكاميروني قبل أن يتولي تدريب المنتخب القطري فحقق مع المنتخب الكاميروني نجاحات كان آخرها تأهل المنتخب الكاميروني إلى نهائيات كأس العالم القادمة. وعند توليه لمنتخب قطر أعاد بناء خريطة الفريق وادخال عناصر شابة على حساب أهل الخبرة، هذا التغيير قوبل بآراء تعارض مثل هذه النقلة على اعتبار أن بطولة الخليج لها أهميتها التاريخية في مسيرة هذه البطولة وكان المدرب الفرنسي «لوشانبر» قد وضع أمام اتحاد الكرة القطري خطته وطلب منهم أن يستبعدوا بطولة الخليج من حساباتهم إذا أرادوا منتخباً للمستقبل.. ووعدهم بأن يكون لمنتخبهم حضور قوي في مناسبات قادمة. وأن يضعوا في حساباتهم أن دورة الخليج الخامسة عشرة ما هي إلا شكل من أشكال الإعداد للمنتخب القطري. وعلى إثر ذلك ثارت الصحافة الرياضية في قطر ووجهت انتقاداتها للمدرب الفرنسي.. وبما أن المنتخب القطري خاض مباراته التجريبية مع المنتخب المصري اكتشف الشارع الرياضي أن ما يقوم به «لوشانبر» خطوات تسير في الاتجاه الصحيح.
وأمام هذه الاستراتيجية التي بناها القطريون ظهر لنا المنتخب القطري في بطولة الخليج الخامسة عشرة، واستفاد بقوة من تحقيق الاستقرار النفسي الذي حظي به لاعبوه، كما أن تصريحات المسؤولين القطريين فيها شيء من محاولة ابعاد قطر عن الترشيحات، وهذا بالطبع سوف يحقق للفريق القطري مكاسب تصب في مصلحة الاتجاه نحو البطولة، كما أنه سوف يقلل من كبح جماحه من قبل الفرق الأخرى.
ومن المتوقع أن تزداد ملامح البطل في الجولة الثالثة من عمر البطولة متى ما حصل المنتخب القطري على تسع نقاط وبالتالي فإن المنتخب القطري سوف يلعب مباراته القادمة وفي حساباته أن الجولة الثالثة هي مفترق طريق نحو البطولة.
وإذا ما تعثر المنتخب القطري بالتعادل أو الهزيمة فإن من يتجاوز سبع نقاط فسيعيد تشكيل ملامح البطل.. ومازال المنتخب السعودي أقرب إلى أن ينوب عن المنتخب القطري أو يطارده نحو البطولة، والمنتخب السعودي في هذه البطولة يعاني في نظري من ضغوط كثيرة هي في اعتقادي التي أثرت على أداء لاعبيه.
فإذا أخذنا حالة المنتخب كمجموعة وجدنا أنه مطالب قبل دورة الخليج بأن يظهر بمستوى مشرف في نهائيات كأس العام، اضافة إلى أن المدرب القدير ناصر الجوهر يعاني من قلم الصحافة السعودية كثيراً فناصر الجوهر يعيش تحت ضغوط إعلامية قد تؤثر عليه خاصة في محاولته بأن يقدم الوجوه الجديدة التي ينشد منها المشاركات الفعالة ولنا في اللاعب الشاب صالح المحمدي مثال على فكر ناصر الجوهر التدريبي، فالمنتخب السعودي يعاني من صانع الألعاب ولم يوجد حتى الآن من يملأ هذا المكان بعد اصابة الشلهوب وابتعاد التمياط في هذه الدورة لعدم جاهزيته، ومازال ناصر الجوهر يعتمد على سامي الجابر ليلعب كصانع ألعاب، ولكن هناك أكثر من ناقد يرى أن بديل سامي الجابر يجب أن يكون جاهزاً في الوقت الذي يرى فيه آخرون عدم المجازفة بالعناصر الشابة، فوقع مدربنا القدير بين النقد الفني غير المبرر وبين بزوغ نجومية صالح المحمدي.
كما أن الحضور الجماهيري لمساندة المنتخب السعودي مرهون بتقديم مستوى مشرف بل ذهب الزميل أحمد الرشيد في تحليله إلى عدم ا لحضور الجماهيري لمباراة المنتخب السعودي على أساس أنه جمهور ذواق.. وهذه المسألة تلغي المزايا التي يتمتع بها المنتخب السعودي على اعتبار أن عامل الجمهور له دور في بروز المنتخب المضيف.. بل ظهر أثر هذه الجماهير على أداء المنتخب..ويضاف إلى ذلك أن مستويات بعض لاعبي المنتخب السعودي في هبوط ملحوظ فخميس العويران لاعب المحور الذي عرفناه ضابطاً لايقاع اللعب في المنتخب السعودي نشاهده في اللقاءين الماضيين ليس في مستواه المعهود.
فخميس يؤدي دوراً غير مرئي في الغالب لمتابعي كرة القدم ولكن العارفين في فنون الكرة يضعون خميس العويران كلاعب من ذهب، هذا الذهب اليوم يحتاج إلى أن يشارك بفعالية ومتى ما عاد خميس العويران إلى مستواه كلاعب محور مؤثر فإن مشكلة الدفاع التي نتحدث عنها سوف تزول بزوال السبب.
وبالله التوفيق

للتواصل:

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved