* داكار «الجزيرة»:
مع اسدال الستار على رالي دكار 2002 مؤخرا غمر المتسابقين ال113 الذين استطاعوا عبور خط النهاية في عاصمة السنغال شعور عميق بالفرح والانتصار.
فسواء كانوا من أصحاب الصدارة أو في ذيل الترتيب، مجرد الوصول الى داكار يعتبر انجازا بذاته بعد 17 يوما و9436 كيلومترا من أصعب اختبارات التحمل في العالم.
ومن أصل 117 سائق سيارة انطلقوا من آراس في شمال فرنسا يوم 28 ديسمبر الماضي، وصل الى خط النهاية 45 سائقا فقط، لكن أحد أكثر السائقين فرحا واعتزازا كان النجم القطري سعيد الهاجري، بطل الراليات المخضرم الذي شارك في رالي داكار لأول مرة، فاحتل المركز السادس بين كبار نجوم الراليات الدوليين على الاطلاق. وبينما حصل أصحاب المراكز الثلاثة الأول على ميداليات، كان نصيب الهاجري وملاحه البريطاني مات ستيفنسون ثناء وافرا وتنويها خاصا من زملائه في فريق متسوبيشي ومن منافسيه على السواء.
فرجل الأعمال البالغ من العمر 44 عاما جلس الشهر الماضي خلف مقود سيارة متسوبيشي ال 200 الخاصة بفريق قطر للراليات بعد ثماني سنوات من اعتزال السباقات الدولية. غير انه سرعان ما أعاد صورته المتألقة الى ذاكرة عشاق هذه الرياضة، حيث احتل المركز السادس عشر في المرحلة الأولى في فرنسا ثم تقدم الى المركز العاشر في المرحلة الثانية. ومع عبور الماراثون الى أفريقيا، راح الهاجري يعزز مركزه في الترتيب العام يوما بعد يوم، وخصوصا في المراحل الصحراوية التي تعتبر المفضلة بالنسبة له.
وكاد حادث تعرض له الهاجري في موريتانيا ان يقضي على طموحاته في تحقيق نتيجة طيبة في رالي داكار، ففي المرحلة الخاصة التاسعة، انقلب بيك آب المتسوبيشي ال 200 على جانبه بعد ارتطام أحد الاطارات بصخر مدفون جزئيا في طريق كثيرة المطبات، ورغم ان الحادث أتاح لأكثر من 50 سائقا تجاوز الهاجري خلال توقفه، لكنه عاد الى المرحلة بتصميم وعزم فأطلق العنان لسيارته بنهايتها الى المركز الذي كان يحتله.
وفي المرحلة الأخيرة من الرالي التي أقيمت حول البحيرة الزهرية الشهيرة في داكار، استطاع الهاجري تحقيق انجاز آخر بتسجيله ثالث أسرع أوقات المرحلة بالمشاركة مع البرتغالي كارلوس سوسا الذي كان يقود طرازاً أحدث من المتسوبيشي ال 200.
وقد صرح السائق الفرنسي جان بيار فونتيناي لم يسبق لي ان سمعت عن سائق عاد الى المنافسة بعد ثماني سنوات من التوقف وشارك مباشرة في رالي دكار ولأول مرة، ثم أحرز المركز السادس بين نخبة سائقي العالم. وفي أول تعليق له بعد الختام، قال ممثل العرب الوحيد في رالي داكار:« كانت تجربة مضنية.. إنما رائعة.. وأشعر بحاجة الى يومين من الراحة كي أعوض التعب الذي أصابني لكنني أشعر كذلك بالفخر لفريقي ولبلدي ولنفسي». وأضاف الهاجري:«أتوجه بالشكر الجزيل للجنة الأولمبية القطرية ولشعب قطر على ثقتهم بي، كما أشكر كل الذين قدموا لي الدعم».
هذا وقد توج الياباني هيروشي ماسوكا فائزا برالي السيارات واحتلت بطلة العالم الماضي الألمانية يوتا كلاين شميت المركز الثاني في فئة السيارات، علما بأن متسوبيشي احتكرت مراكز الصدارة فيها. وحل الهاجري في المركز السادس بفارق 8 ساعات و24 دقيقة و51 ثانية.
|