Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشيخ محمد بن جبير
عثمان الصالح

من الشخصيات النادرة تلميذنا وابننا مواطننا وأحد الشخصيات العالمية في بلادنا والبلاد الإسلامية الغالية الفقيد الغالي الشيخ محمد بن إبراهيم الجبير.. الذي كان دارساً في أول مدرسة حكومية انشأتها الدولة عام 1356ه في مدينة المجمعة عاصمة سدير وكنت أول مدرس فيها تحت إدارة الشيخ سليمان بن أحمد الذي كان أوّل مدير فيها وأول شخصية وطنيّة يتولى إدارتها فكان في الوطن قدوة. وللناس أسوة. فقد كان سليمان رحمه الله فاضلاً فقيها شارك في الكثير من المواقف الدينية والتربوية وكنت معه أول مديّر فيها في عام استطاع أن ينتظم فيه كل مواطن ملمٍ بثقافةٍ مّا. وكان من أول تلاميذها فقيدنا الراحل محمد بن إبراهيم بن جبير الذي كان ومازال متخرجاً منها وملتحقاً بدار التوحيد التي أصفها بأنها الجامعة الأولى والكلية الأولى. والينبوع الأول. الذي آتى ثماراً ناضجة. وزهرات ناضرة تسر الناظرين تفتحت اوراقها وآثارُها ازهاراً ينعت بانتاجها فكان فقيدنا الراحل الغالي ابو خالد من بواكيرها التي نهلت من كلياتنا في الشريعة عذبا سلسبيلا ومازال رحمه الله في حياته مبكراً ينْهل من كل مورد من المراكز الدينية والأدبية حتى اكتمل نموّه.. وترعرع سموُّه.. وتكامل علوَّه. في أن كان في مجلس الشورى (بعد أن تفوق بمراحل العلو العلميٍ) وتجلبب ثيابه الزاهية.. واليوم نحن نذكره وذكره وشكره وهذا باق بقاء الزمان.. ورأيناه وهو من الدارسين على شيخنا واستاذنا عبدالله بن عبدالعزيز العنقري والعم الشيخ عبدالعزيز بن صالح وعلمائنا السابقين حتى تربع على أريكة مجلس الشورى صفيّاً مخلصاً.. وبعقله النيّر ممحصا. وفي القانون الدولي متخصصا.. ويكفي أن أباه العم إبراهيم الجبير.. مربٍّ ومعلم وموجه و(جدُّه) عثمان بن جبير قدوة في الكرم والرجولة والديانه والأسوة والسمعة الصالحة.. التي لها تربية اقتدى بها شبابنا وشيبنا في العمل الباقي علما وكرما ورجولة وشمما.
واليوم ونحن نودع هذا الأديب العالم والقانوني الضليع والشيخ الموقر.. والعامل على علم وتقوى ودين وخلق في اعمال جلّى وفي ثلاث دورات في مجلس الشورى الذي ابدع في قيادته الصائبة فكراً وخلقاً ووطنية ورجولة واخلاصا للدولة في ادارة وقيادةٍ صالحةٍ من سيدنا خادم الحرمين الشريفين وقدوة من ولي العهد المعظم ونائبه الثاني الذين قادوا سفينة الدولة في ريادة باقيةٍ وقيادة ثمينية سامية.. وإخلاص متفانٍ لا تأخذهم في الله لومة لائمٍ في عمل أو قول أو فعل. هو الشيخ العالم والقانوني الضليع في الفكر.. والديّن والتقى محمد بن ابراهيم بن عثمان الجبير الجليل والأصيل في دينه ووطنه (المجمعة) المملكة العربية السعودية.. استحَّق ويستحق بهذه السُّمعة الطائلة والمسيرة الفاضلة والخدمة الناصحة من أول يوم عرف نفسه مسؤولا.. وعرف نفسه وفضائلها الباقية.. فكان الرجل الصالح في المكان الباقي الناصح.. والوضع النامي والمتكامل (الشورى) الذي اوجده عبدالعزيز الباني لهذه الدولة المملكة العربية السعودية التي أعْلامها مرفرفة. وريحها مهفهفةً.. وثباتُها نامٍ.. ورسوخها تاركاً فيْها بأثره وعلمه وشخصيته المهيمنة على علم وأدب ودين وفضل وإخلاص للوطن لايزول ولا يحول مادامت الأرض ومادام العدل والتقى.. ومازال فيها فهم الإسلام فزدهرا.. والعدل باهرا. والدولة السعودية ثابتة على دينها وخلقها وعدلها وكرمها.. هذا وقد غادرنا شيخنا الجبير الذي كان علماً راسخاً .. وطوداً شامخاً وجبلاً أشماً، ورئيساً مهمَّاً ، فمشى في جنازته رجالات الدولة أمراءً ونبلاءً وعلماءً وشباباً وشيباً صلى عليه الجميع في مسجد الامام (تركي) وأمّهم الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ورجاله الأبرار.. والأخيار.. وأصبحت المقبرة في تعازٍ حارّة لابنائه الكبار والصغار في تلك اللحظات التي انهمرت فيها الدموع وسالت منها العبرات فرحم الله الفقيد رحمة واسعة لقاء ماقدم فيها من عمل مبارك من يوم أن كان طالباً في أوّل مدرسة انشأها الملك عبدالعزيز الى هذا اليوم الذي بنوه واحفاده في وداع دامٍ.. وتوافق سام في حبه وتقديره فجزى الله الملك عبدالعزيز خيراً وأبقى لنا من بنيه وشبابه من يقود ويسود بلاداً مبدأها نشر الدين والعقيدة واللغة والعدل والانصاف واقتفاء نبينا والصالحين الراشدين الذين هم القدوة والاسوة ومرة أخرى أدعو للفقيد بالرحمة والغفران ولأبنائه الكرام بنين وبناتٍ وذرية كريمة وهم الذين ولله الحمد قدوة طيبة.. وأسوة صالحة.. ومنار للهدى والاستقامة والصلاح والإصلاح وصلى الله على محمد وآله وسلم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved