* كتب عبدالرحمن المصيبيح:
من مفهوم الأصالة انطلقت فكرة انشاء قرية تراثية في منطقة العاذرية لتستوعب في جنباتها روح التراث النجدي الاصيل في معانيه ومفاهيمه واساليب حياته وتعكس مفاهيم ناجحة في تشكيل الحياة المعاصرة بمباني تحمل روح التراث شكلاً ومضموناً وتستوعب اسلوب الحضارة العصرية بما توفره من اساليب الراحة والهدوء.
وتقع قرية العاذرية في شمال مدينة الرياض التي تعتبر جزءاً من منطقة الثمامة.
وسميت المنطقة بالعاذرية لوصفها بالعُذرية ولكثرة نبات العاذر حيث تحتوي على مظاهر الحياة الصحراوية الطبيعية التي لم تمسها أو تطولها يد الانسان.
وتم بناء قرية العاذرية باستخدام الاسلوب التراثي الذي يستخدم مواد البناء المحلية في منطقة نجد مثل الطين وشجر الأثل والجريد من النخل والقش وغير ذلك من المواد المتوفرة محلياً، وقد استخدمت هذه المواد في عمل الطوب اللازم للبناء واللياسة بمختلف أنواعها والاسقف للمباني والجسور والعناصر الانشائية والعناصر الجمالية وتصريف مياه الامطار. وتتكون قرية العاذرية التراثية من المباني والمناطق التالية:
القرية التراثية:
تم الانتهاء من بناء قرية العاذرية في عام 1414ه الموافق 1994م لتعكس في بنائها واسلوب تشكيلها مدينة الرياض القديمة حيث تتكون من عناصر اساسية لا تكاد تخلو منها اي مدينة او قرية قديماً وهي السور الرئيسي الذي تتخلله الابراج الدفاعية (المراقب) والبوابات المحصنة ثم تأتي مباني القرية التي تنتشر حول ساحة رئيسية تفصل القصر الرئيسي عن باقي المباني التي كانت مكاناً مهما للتجمعات التجارية والدينية والسياسية ثم يأتي القصر الرئيسي الذي كان يسكنه الحاكم ثم المسجد الرئيسي الذي يرتبط بالقصر عبر الجسر أو عبر الساحة ثم مباني القرية السكنية التي تنتشر حول القصر في نمط توزيعي عضوي عبر الممرات المتعرجة والضيقة والمباني المتلاصقة العربية الاصيلة ذات الفناء الداخلي.
المزرعة (الحيالة):
واحة النخيل شمال قرية العاذرية التي تعبر عن مزارع النخيل التي وجدت دائماً عند المدن والقرى القديمة لتمثل مكان العمل الذي يخرج إليه رجال القرية صباحاً ليعملوا بزراعة النخيل والبرسيم والقمح وغير ذلك، وتحتوي على اشجار النخيل المثمرة التي تنتج كيمات من الرطب والتمر الذي يعتبر اساس الغذاء واكرام الضيف في المملكة منذ القدم.
المصمك:
يعتبر المصمك بقرية العاذرية نسخة اصلية عن حصن المصمك التاريخي الذي يتوسط مدينة الرياض ويقع في قلبها منذ بنائه في عام 1312ه وكان حامية عسكرية له في الرياض يحتل المصمك مكانة بارزة في تاريخ الرياض لاقترانه بملحمة فتح الرياض البطولية التي تحققت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله في يوم الخامس من شوال لعام 1319ه لقد تم بناء المصمك بقرية العاذرية لما يمثله هذا المبنى من قيمة تاريخية وسياسية هامة ولاعادة بنائه ووضعه بنفس اسلوبه القديم الذي وجد به منذ ما يزيد على قرن من الزمان لقد انقسم مبنى حصن المصمك التاريخي إلى العديد من الوظائف التي تعكس بجلاء اهمية الدور التاريخي والسياسي والاداري الذي شغله حصن المصمك.
مضارب البادية:
وفي قرية العاذرية توجد بيوت الشعر (المكان المخصص لاقامة البدو الرحل) حول الواحة التي يوجد بها النخيل والمسطحات الخضراء والخيام وبيوت الشعر التي تمثل سكن البدو الرحل الذي ينزلون خارج اسوار المدن للتبادل التجاري.
نفوذ العاذرية:
تشكل منطقة العاذرية ذلك الفراغ الصحراوي الجميل وهو جزء من نفوذ منطقة الثمامة الذي تتنوع طبيعته الصحراوية الرائعة لتشمل مناطق الكثبان الرملية والمناطق الجبلية الصخرية والسهول والشعاب (فروع الاودية) .
ويحده من الشمال سلسلة جبال طويق التي تعتبر من أهم سلاسل الجبال في المملكة.
|