* الرياض واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في قصر سموه بالرياض بعد ظهر أمس ضيوف الحرس الوطني من العلماء والادباء والمفكرين ورجال الاعلام والصحافة من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة والمقام حاليا في الجنادرية.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع الى تلاوة من آيات القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.
ثم تشرف الضيوف بالسلام على سمو ولي العهد بعد ذلك ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم أيها الاخوة باسم أخي خادم الحرمين الشريفين وباسم الشعب السعودي وباسمي أحييكم في بلدكم وعند اخوتكم وعلى الرحب والسعة.
اخواني ماذا أقول في هذه الصفوة الخيرة أقول لهم الله يوفقكم لخدمة دينكم ووطنكم.
اخواني لا أحب أن أطيل عليكم تعرفون الوقت هذا الذي نحن فيه والاحداث وفي اعتقادي لاشيء يخفى عليكم أحب أن أفهمكم أنه ولله الحمد شعبكم هنا الذي الصحافة وانتم تعرفون من وراءها ما قصرت معنا ولكن شعب صامد شعب مسلم شعب عقيدة شعب ايمان شعب وفاء لإسلامه واخوانه والعالم ككل والانسانية هذا مبدأ الاسلام وهذه عقيدة الاسلام ونحن مسلمين ومسلمين ومسلمين الى أن يأخذ الله ما أعطى.
اخواني..
هذه الصفوة من الرجال الخيرة من علماء وكتاب وأدباء وصحفيين آمل منهم جميعا أن يؤدوا واجبهم نحو عقيدتهم الاسلامية وعروبتهم ونخوتهم الاصيلة نحو أمتهم جميعا الاسلامية والعربية لانه يا أخوان مالنا نحن العرب عزة ولا نصر إلا بعقيدتنا الاسلامية مهما كنا ومهما صرنا.
اخواني..
ما أحب أن أطيل عليكم لأنني أحب أن أسمع منكم وأنا مستعد لأي شيء تطلبونه مني أو تسألون عنه أنا مستعد للاجابة عليه وأتمنى لكم التوفيق والاقامة السعيدة عند أخوتكم ومحبيكم أبناء المملكة العربية السعودية وشكرا لكم.
بعد ذلك القى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي كلمة أعرب فيها باسم جميع الضيوف عن التهنئة للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بمناسبة مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة.
وثمن الدكتور القرضاوي مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة من القضايا التي تمس الأمتين العربية والاسلامية وما تحمله تصريحات سمو ولي العهد وكلماته القوية من دفاع عن الاسلام وأهلة.
وأعرب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي عن شكره وجميع الضيوف والمشاركين في الجنادرية لهذا العام لحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في الحرس الوطني على استضافتهم لحضور نشاطات المهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة.
ثم القى الشيخ أحمد المبارك كلمة تحدث فيها عن صفات الملك عبدالعزيز رحمه الله ومناقبه وجهوده الكبيرة في توحيد المملكة العربية السعودية.
وأشار المبارك الى أن الملك عبدالعزيز أعلى منار الاسلام في جزيرة العرب وكشف الله على يده خزائن الارض التي استثمرت خير استثمار لصالح هذه البلاد التي سار فيها أبناء الملك عبدالعزيز على نهج أبيهم.
اثر ذلك القى الشيخ محمد بن سعيد النعماني مستشار وزير الثقافة بجمهورية ايران الاسلامية كلمة أعرب فيها عن شكره للمملكة العربية السعودية ممثلة في الحرس الوطني على استضافته لحضور فعاليات المهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة. وامتدح جهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في توطيد العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية.
وقال «أقول وأشهد الله على ذلك ان مواقفكم الحكيمة والرشيدة والاسلامية بعثت في الامة روحا وأملا وتفاؤلا بأن تسود لغة العقل والحكمة والرشاد وأن يكون للمسلمين دور مهم يناسب وضعهم في هذه المعمورة بما يملكون من مقومات البناء ليعملوا مع العالم في بناء عالم يسوده الأمان والاطمئنان والسلام».
بعد ذلك استمع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والحضور الى عدد من القصائد القاها كل من الشاعر محمد التهامي من جمهورية مصر العربية والدكتور بهاء الدين عزمي من المملكة العربية السعودية وطارق عبدالسلام المخلافي من الجمهورية اليمنية.
ثم دار حوار بين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والحضور اتسم بالصدق والصراحة والوضوح.
وفي بداية الحوار أجاب سمو ولي العهد على سؤال حول ان كان في الامكان اعتماد كلمة سموه في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاخيرة في مسقط برنامج عمل للقمة العربية القادمة في بيروت قائلا «العلم عند أصحاب الشأن عند المسؤولين في لبنان الشقيق.. أنا أديت بعض الواجب الذى أعتقد أنه واجب والباقي على اخواننا القائمين على هذه القمة».
وردا على اقتراح بأن يختم المهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة ببيان يصدر عن جميع المشاركين يطالب فيه القادة العرب باعتماد خطاب سمو ولي العهد في قمة مسقط منهاجا للعمل ويبدأ تطبيقه ابتداء من القمة العربية القادمة في بيروت قال صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز «شكرا لك.. ولكن أنا أقول العكس .. دعها تأتي من اخواننا في لبنان أو من الدول العربية .. وأنتم اخوة نطلب منكم الوفاء لدينكم وأوطانكم وعروبتكم .. ونريد منكم أفكاركم وأقلامكم للدفاع عن الاسلام وعن العروبة وشكرا لكم».
وعن موقف الولايات المتحدة الامريكية مما يتعرض له الشعب الفلسطيني وفخامة الرئيس ياسر عرفات الذي يتعرض للسجن في رام الله قال سمو ولي العهد «ما من شك .. الموقف غريب وغريب جدا أن زعيما يسجن .. ما حدث ذلك أبدا .. ولكن أحب أن أقول للاخوة ان المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تبذل وستبذل جهدا ولكن من طبيعة هذا البلد أن لا يفتخر بالشيء الذى يؤديه نحو اخوته ونحو الاسلام .. نحن نبذل كل جهد والتوفيق من الرب عز وجل .. أما الامة العربية والامة الاسلامية مثلما طلبت ومثلما أرجوه ان شاء الله أن يتكاتف الاخوة لأن التفرقة لا تورث الا الهوان والجمعة لا تورث الا القوة والكرامة .. يا اخوتي قلوبنا تتفجر دماء وهذه الحقيقة ولكن مع الاسف .. والقوة للرب عز وجل ما لاحد قوة يمكن الآن هم فيهم شيء من هذا .. ولكن قوة الرب عز وجل هي الدائمة وهي الباقية وأنتم أحق وقوتكم باقية لا ريب فيها ان شاء الله.
وجوابا على سؤال حول موقف الادارة الأمريكية الايجابي من الدولة الفلسطينية قبل الحادي عشر من سبتمبر الذي تغير بعد ذلك ودور سمو ولي العهد في ذلك الموقف الايجابي وماذا قال سموه للأمريكيين لاقناعهم قال سموه «شكرا لك يا أخي .. ما قاله عبدالله هو ما يقوله كل مسلم وكل عربي نحو دينه وأمته .. أما المراسلات التي دارت بيني وبين فخامة الرئيس بوش كان في ودي أن تقرأ لكم ولكن مع الاسف لأسباب ما .. فيها شيء لا يعني المملكة العربية السعودية ولكن ما أحب أن يقال هذا فخر للمملكة العربية السعودية وشعب المملكة العربية السعودية .. أحببت أن أدعها مخبأة لوقتها.. وأنتم أعلم بها .. والآن أنت فهمت كل شيء .. كان قبل الحادثة سيحصل كل شيء ولكن ارادة الله صارت الحادثة وحصل عكس ذلك حتى بعد الحادثة كان سيحصل شيء ولكن أنتم أعلم بما حدث .. ونقول الله يكفينا شر من فيه شر ويلهمنا الصواب ويلهمنا الصبر ويلهمنا عدم الاستفزاز .. يا اخوان لا أحد يستفزكم لأنكم أصحاب حق وأصحاب عدل .. وثقوا بالله فوق كل شيء بأنكم منتصرون منتصرون منتصرون ان شاء الله».
وعن القمة العربية القادمة وان كانت ستعقد في بيروت وفي موعدها وان كانت ستبذل جهود ليتمكن فخامة الرئيس ياسر عرفات من حضورها قال سمو ولي العهد «القمة ستكون في لبنان ان شاء الله في الموعد المحدد .. وان شاءالله سيكون الاخ ياسر عرفات بيننا».
وردا على سؤال حول ما يمكن أن يقدمه سموه من نصيحة لفخامة الرئيس جورج بوش حول كيفية شن حرب ضد الارهاب قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز «نصيحتي لفخامة الرئيس بوش أن يراعي مصلحة أمريكا وهذه تكفينا عن كل شيء .. أما الارهاب فهو منبوذ أصلا .. منبوذ من الأمة الاسلامية والامة العربية .. وكل شريف لا يقبل الارهاب .. وفي اعتقادي أن بعد مواجهة الارهاب مواجهة المخدرات يجب على العالم بأجمعه أن يحارب هاتين الآفتين».
وفي رده على سؤال حول الفجيعة والمذبحة التي تحدث يوميا في فلسطين وان كان هناك تغير يجب أن يطرأ في الاستراتيجيات العربية وفي أسلوب التعامل مع الاحداث قال سمو ولي العهد «مثلي مثلك أحس وأتالم وأتمنى كما يتمنى كل مسلم وكل عربي التكاتف وجمع الكلمة وجمع القلوب والصدق قبل كل شيء والصراحة لأن الصراحة مرة قليلا ولكن هي التي تصفي القلوب أرجو لاخوتي جميعا من قادة ومسؤولين .. وهذا الذي ان شاء الله سيحدث منهم .. فهم يحسون بهذه الاشياء مثلي وأكثر».
وتعليقا على تثمين الشعب الفلسطيني لمواقف المملكة العربية السعودية ومواقف سمو ولي العهد من قضية فلسطين قال سموه «شكرا .. شكرا.. وتحيتي الى اخوتي وأبنائي الشعب الصامد الشعب الذي رفع هامة العرب والاسلام شامخة وأتمنى له النجاح وأتمنى ان شاء الله أن نصلي كلنا في يوم من الايام في القدس الشريف ان شاء الله ».
وعن التصنيع في المملكة العربية السعودية التي لا ينقصها الاستقرارالسياسي ولا المالي وان كانت ستستفيد من الابحاث العلمية في هذا الشأن قال سمو ولي العهد «أخي أحب أن أذكر شيئا من التاريخ .. كان أخي خادم الحرمين الشريفين وأنا في أمسية .. فعلا فكرنا بعمل مدينة علمية في الطائف وكانت الفكرة بين أخي الملك فهد وبيني ونجلب لها من العلماء من جميع أنحاء العالم مسلمين وعرب لأننا لا ننس اخوتنا المسيحيين لأن لهم مواقف مشرفة فعلا .. واتفقنا على هذا الامر وكان سينفذ ولكن ارادة الله فوق كل شيء حصل ما حصل .. وما حصل لا أريد أن أخبر به أحدا .. ولم يحدث ولكن ان شاء الله الايام في أيدينا».وردا على سؤال حول رؤية المملكة العربية السعودية للفرق بين المقاومة والارهاب قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز «المملكة العربية السعودية قالت أشياء كثيرة ومن ضمنها ما تكرمت به ..المقاومة غير والارهاب غير .. أنا أدافع عن ديني وأرضي وشرفي وعرضي .. وهذه ليست ارهابا .. يا أخي هذه شرف لي وشرف لكل انسان يقاوم عن أرضه وعرضه ودينه قبل كل شيء وشرفه .. وهذا شرف ويعرفونه كلهم .. ولكن ارادة الله فوق كل شيء والله معكم ان شاء الله .. لا تخافوا أبدا».
وعن طرح مشروع الدفاع العربي المشترك في القمة العربية القادمة في بيروت قال سمو ولي العهد «الدفاع ليس بالحديد .. الدفاع بالقلوب .. اذا توحدت القلوب حصل كل شيء .. وأتمنى هذا».
وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني السابع عشر للتراث والثقافة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد ومعالي المستشار في ديوان سمو ولي العهد الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الأستاذ ابراهيم الطاسان ومعالي وكيل الحرس الوطني الدكتور عبدالرحمن السبيت ومعالي وكيل المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي ووكلاء الحرس الوطني وعدد من المسؤولين.
وقد تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد.
|