Thursday 31th January,200210717العددالخميس 17 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في ندوة الأدب السعودي المعاصر
المملكة تؤكِّد حضورها الثقافي والفكري الفاعل في معرض الكتاب
د.الربيع :الريادة الأدبية للمملكة تعود للدولة السعودية الأولى وشهدت ازدهارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين

* القاهرة الجزيرة عثمان أنور:
أكَّدت المملكة العربية السعودية على حضورها الثقافي والفكري الكبيرين في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأظهرت عبر ندوة موسعة خصصتها إدارة المعرض لمناقشة الأدب السعودي المعاصر الدور الريادي للمملكة والسمات الإبداعية والفكرية التي لعبت دورا كبيرا في النهضة السعودية المعاصرة. تحدث في الندوة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي، وقدَّم لها الدكتور محمد بن حسن الزير المستشار الثقافي لسفارة خادم الحرمين الشريفين بمصر.
وأكَّد الدكتور الربيع في البداية ان الحديث عن الأدب السعودي اجمالا يعد أمراً صعبا بسبب تنوّع وتشعّب هذا الادب وتعدد أغراضه.
وعاد د. الربيع الى بدايات النهضة الأدبية والفكرية للمملكة مؤكدا ان الريادة الأدبية للمملكة العربية السعودية لم تأت من فراغ، بل نتيجة جهود كبيرة ومتعددة بذلتها المملكة في وقت مبكر جدا، حيث تمتد في جذورها للدولة السعودية الأولى التي مثلت البداية الحقيقية للنهضة الفكرية والأدبية وهي أسبق من بداية النهضة الحديثة لمصر والتي يُؤرَّخ لها بالحملة الفرنسية، حيث قامت الدولة السعودية الأولى عام 1157ه.
وأضاف الربيع ان قيام دولة تعتمد على فكرة توحيد الجزيرة العربية كان أساس النهضة، حيث بدأ الأدب مع هذه البدايات ووجود عدد كبير من الشعراء واكبوا النهضة وتوسعت الدولة السعودية الأولى وتوالت الاحداث وقامت الدولة السعودية الثانية ثم الثالثة في عهد الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، وعندما استطاع الملك عبدالعزيز ان يوحِّد أقطاب المملكة ويعلن عنها عام 1351ه وأطلق اسم المملكة العربية السعودية بدأت مرحلة جديدة، حيث شهدت الساحة الأدبية العديد من الكتابات والإبداعات في مختلف صنوف الأدب والمعرفة والتي عبّرت عن المشروع الحضاري للدولة التي عمل على بنائها وأرسى أسس تحديثها الملك عبدالعزيز وشهدت المملكة انشاء الصحف والمطابع واستجلاب الكتب من الخارج وقام الملك عبدالعزيز بطبع العديد من الكتب على نفقته الخاصة في مصر وسوريا والعديد من البلدان العربية وذلك في مرحلة ما قبل تدفق النفط.
ايضا كانت هناك قضية الابتعاث، حيث بدأت المملكة في وقت مبكر في إرسال المبعوثين الى مصر وفرنسا اضافة الى اصدار الانظمة والتنظيمات الإدارية وقرارات استقدام الكفاءات الموجودة في ذلك العصر.
وأشار د. الربيع إلى ان حالة التطور والتطلع للمعرفة وما قام به الملك عبدالعزيز ادى الى الاستقرار وهذا شرط اساسي للتطور.
مرحلة جديدة
وانتقلت المملكة لمرحلة تطور جديدة حيث انتشرت المدارس والجامعات وانفتحت البلاد على كل معطيات الحضارة العالمية. ويضيف د. الربيعي بعدما أفاء الله على المملكة بخيرات كثيرة استثمرتها على خير وجه وحفلت الحياة السعودية بكل جديد وتطور وأدى ذلك لمواكبة الأدب لتلك التطورات والتغيّرات واذا أخذنا الحركة الشعرية في المملكة إجمالا دون ذكر أسماء الشعراء سنجد أن الشعر بدأ تقليديا بعد ذلك جاء التنوع والتجدد ويوجد حاليا مدارس جديدة واتسعت رقعة الأدب في المملكة، وعلى صعيد الرواية والقصة والفنون أو الأنواع الادبية الاخرى.
شهدت المملكة ايضا طفرة كبيرة وقفزات تطويرية هائلة وذلك في ظل المناخ الملائم والتربة الخصبة الراعية للمبدعين والابداع في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وقد شهدت المملكة هذا التفاعل منذ البداية عندما اصدر عبدالقدوس الانصاري أول رواية بعنوان التوأمة وهوجم عبدالقدوس في ذلك الوقت، بعد ذلك بدأت القصة والأقصوصة والرواية تكتب بكثرة في المملكة وبدأنا نجد عشرات الأسماء تقوم بالتطوير والتحديث وأبدعوا وقدموا العديد من الكتب والمؤلفات الجيدة حتى وصلنا إلى الأدباء المعاصرين الذين يكتبون الرواية والقصة والأقصوصة بفنونها العصرية.
سمات بارزة
وعن أهم السمات البارزة التي يتسم بها الأدب السعودي قال الدكتور الربيع ان اولى هذه السمات هي التمسك بالقيم والمبادىء الاسلامية وهذه يدركها كل دارس سواء المحافظين أو المجددين، ايضا التمسك بالعروبة والاهتمام بقضايا الأمة العربية والاسلامية، وهناك كتابات كثيرة تناولت اعمال شعراء في القضية الفلسطينية وحرب 56 وحرب اكتوبر واستقلال الجزائر وغيرها من القضايا العربية، كما تنوعت وتعددت الروايات من رواية تعليمية الى رواية سياسية واجتماعية وواقعية ونفسية وغيرها.
وطالب د. الربيع بضرورة الاهتمام برسم السياسات المستقبلية وإجراء مزيد من الدراسات التقويمية الواعية للماضي والحاضر حتى نستطيع رسم خارطة مستقبلية من أجل التطور المنشود.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved