Wednesday 6th February,200210723العددالاربعاء 23 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل يوم كلمة
معسكرات المنتخب الطويلة وتكرار الأخطاء
عبدالعزيز الهدلق

عندما تنطلق مباريات كأس العالم القادمة في 20/3/1423ه يكون لاعبو منتخبنا الوطني قد امضوا في معسكرهم الحالي عاماً كاملاً بلا توقف ولا انقطاع شاركوا خلاله في تصفيات كأس العالم ثم دورة الخليج وما سبقهما من مراحل استعدادية ثم جاء صدور برنامج المنتخب الإعدادي لكأس العالم ليؤكد استمرار اللاعبين في معسكرهم للاربعة اشهر القادمة.
والسؤال.. كيف سيكون وضع لاعبينا الدوليين بعد هذه الفترة الطويلة جداً والمتواصلة من المعسكرات والمباريات؟ وهل ستكون الحالة البدنية والفنية والذهنية والنفسية لنجومنا في أوج حضورها عند انطلاق مباريات كأس العالم؟.
بصراحة انا اشك في ذلك.. وأكثر ما اخشاه ان تبدأ مباريات منتخبنا في كأس العالم وسط معاناة حقيقية للاعبينا مما اصابهم في المعسكر طويل الأجل من ارهاق وملل وضجر وكثيراً ما عبر اللاعبون عن تململهم وتضايقهم من المعسكرات الطويلة وتعرضهم لأحمال تدريبية تفوق طاقاتهم وقدراتهم البدنية فلا يستطيعون الاستجابة ذهنياً وبدنياً لتنفيذ الخطط الفنية المطلوبة منهم ويكونون قابلين بشكل سريع للاصابات وهذه حقائق علمية يعرفها المدربون واخصائيو العلاج الطبي الرياضي.
واذا كانت ظروف المسابقات المحلية والمشاركات الدولية قد اجبرت المسؤولين على استمرار اللاعبين طيلة هذه المدة في الركض المتواصل وبلا انقطاع فقد كان من الحكمة الإدارية والفنية ان يحدث شيء من التغيير والتجديد في حياة اللاعبين لكسر حدة الروتين اليومي الممل الذي عاشوه طوال الاشهر الثمانية الماضية وسيعيشونه خلال الاربعة اشهر القادمة فلو ان الجهازين الإداري والفني للمنتخب اتفقا على ان يعود اللاعبون لانديتهم بعد دورة الخليج ويشاركوا معها الى نهاية الموسم ثم يعودون لمواصلة معسكرهم في المنتخب لكان ذلك «على الأقل» افضل لهم نفسياً ومعنوياً لان فيه تغييراً وتجديداً في حياتهم كما ان فيه اشباعاً لرغباتهم بمشاركة انديتهم التي لا يمكن تجاهلها حيث نلاحظ تعلقهم بفرقهم وهم في معسكر المنتخب فهم يحضرون المباريات التي تقام على استاد الأمير فيصل بن فهد عندما تكون فرقهم طرفاً فيها ويتفاعلون معها بشكل كبير، لذلك فإن مشاركتهم مع انديتهم بعد الغيبة الطويلة عنها يحقق ذاتهم ورغباتهم، وحرمانهم من ذلك يؤثر عكسياً على نفسياتهم خصوصاً في مثل هذه المعسكرات الطويلة والمملة التي تسبق المشاركات الرسمية للمنتخب بوقت طويل جداً جداً.
وما دام في الأمر متسع حتى الآن فإني اقترح إما منح اللاعبين اجازة طويلة من الان ولمدة شهر لا يلعبون فيها كرة حتى مع انديتهم ثم يبدأون معسكرهم الإعدادي لكأس العالم قبل انطلاقته بثلاثة اشهر بروح ونفسيات جديدة وبعد ان تكون ابدانهم قد ارتاحت من الركض اليومي المرهق. وإما ان كان ولا بد من استمرارهم وتحميلهم مزيداً من الضغط والارهاق البدني فلا اقل من السماح لهم بمشاركة انديتهم للحفاظ على معنوياتهم ونفسياتهم عند حدودها الدنيا من خلال التغيير والتجديد الذي سيشعر به اللاعبون وانعتاقهم من جمود وقيود وملل وروتين ورتابة المعسكر الواحد الطويل.
اما استمرار برنامج اللاعبين كما هو الان فهو تكرار لأخطاء الماضي وتكريس للتجارب السابقة غير الناجحة مع المعسكرات الطويلة، وهذا جزء من مشكلة الإدارة لدينا في الأندية والمنتخبات حيث لا تبدأ أي إدارة جديدة من حيث انتهت سابقتها مستفيدة من تجاربها واخطائها ونجاحاتها بل تبدأ من الصفر مما يؤدي لتكرارها لنفس الممارسات ووقوعها في نفس الأخطاء وتكتشف متأخرة طريق النجاح الذي كانت الإدارة السابقة قد اكتشفته متأخرة ايضاً، وفي علم الإدارة يؤكد الخبراء والممارسون ان استفادة كل إدارة من تجارب الإدارة التي سبقتها او عدم استفادتها يمثل الفارق بين الإدارة الفردية والإدارة المؤسسية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved