Thursday 7th February,200210725العددالخميس 25 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ترانيم صحفية
أين المسنون من حياتنا؟!
نجلاء أحمد السويل

* من المحزن جدا ان نرى عددا ليس ببسيط من المسنين وهم يلازمون الاسرة البيضاء في المستشفيات وقد قتلتهم الوحدة وقضى عليهم الهدوء الكئيب دون زيارة أو مراقبة او متابعة ولو بعيدة من قبل ابنائهم بل ومن المحزن اكثر ان يكون هذا الموضوع شبه ظاهرة تكتب عنها الصحافة في اخبارها وتحقيقاتها بل وقد تستفحل الظاهرة لتكون ثمرتها الامتناع والهروب من استلام المريض المسن حتى بعد شفائه وانتهاء مدة علاجه بالمستشفى حتى وان بعضهم ربما يمكث ست او سبع سنوات دون ان يعلم عن ابنائه شيئاً!! أي ظاهرة هذه التي ابتلي بها مجتمعنا بل أي كارثة هذه التي اصابت قلوب الابناء بالموت وهي نابضة يتدفق دم الحياة فيها؟! نعم الابن يتثاقل من ابيه أو أمه ولكنه بكل رحابة يستقبل «صديقه» الذي جاء من جدة او الطائف او الشرقية نعم هو متفرغ لمثل هذه المجاملات ولا ابالغ عندما أقول ان الزوجة لها نصيب الأسد في توجيه سلوك الزوج تجاه والديه واهله فكثيرات من النساء «ما فيها خير في اهلها» فكيف يصبح فيها الحنان او الحب لأهل زوجها؟! ولكن الزوج العاقل هو الذي يدرك الصح من الخطأ ولا يسير فقط خلف زوجته كما يسير (.... في الساقية)!!.
* نقطة اخرى ارغب لفت النظر لها وهي طريقة التواصل الفكري او العقلي مع المسنين من آبائنا وأمهاتنا فمثلاً نجد كثيراً من الابناء لا يشركون آباءهم في احاديثهم حتى لو كانت عامة وحتى يومية عابرة بل تراهم يتحدثون واذا سألهم هذا الاب المسن «سكتوه» واصمتوه بأي عبارة او كلمة ربما لا تمت لمواضيعهم بصلة وكأنهم «يتداولون شؤون الكرة الأرضية» مع ان احاديثهم ربما تكون اتفه واسخف مما يتصوره العقل.. ولكن الأمر لبه هوانهم لم ولا يعرفون كيف يحترمون الكبير أو المسن وهذا كله في النهاية يجعل من الأب المسن أو الأم انساناً ذا فكر ميت وعقل يكاد يصدأ لأنه يفتقد رأي العقل والنقاش والجدل والاخذ والعطاء وما ان تمر سنوات هذا المسن إلا وتراه مصاباً بأمراض نفسية اضعاف تلك التي يكون مصاباً بها من الأمراض الجسمية والسبب المعاملة السيئة من الابناء؟!
ان رعاية المسن لا تعني الأكل والشراب ولكنها تفوق ما قد يجعله هؤلاء بكثير فهي تعني الرعاية النفسية قبل كل شيء وتحسيسه بوجوده وأهمية رأيه وقوة ذاته وشخصيته وحتى لو كان الآباء أو الامهات يحملون بعض القسوة أو العنف فلابد من امتصاص هذا العنف بمزيد من العطف والاحتواء والأجر من الله في ذلك عظيم اما ما يفعله بعض الجهلة من الناس بترك آبائهم وامهاتهم في احد الشوارع ومن ثم الهروب أو ما شابه ذلك من السلوكيات المريضة فهي اشبه ما تكون بفعل الشياطين لأن حتى الحيوانات ربما تكرم عن مثل هذه التصرفات السلبية.
* البريد الإلكتروني:
شبكة ناهد: بالنسبة لموضوع الاطفال الذي وصلني ومعاناتهم داخل اسرهم من (؟) واطلقت عليها ظاهرة بل اختلقتها كظاهرة أمر يؤسفني جدا لان مجتمعنا لم يصل ولله الحمد ولن يصل ان شاء الله لهذه المرحلة الدنيئة!!
الاخ صالح النجار، حمد الجاسم، هدى الخراشي، سعاد الزامل وامل المفرح شكرا للجميع.

أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved