Saturday 9th February,200210726العددالسبت 26 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في احتضان الذكريات
د. رافدة الحريري *

صغيرة هذه الدنيا رغم كبرها.. وكثير ملتقى طرقها رغم تداخلها وتبعثرها في مساحات شاسعة حتى إن الفكر ليعجز في تصور مدى امتدادها وتشابكها.. وجميل أن يعيش المرء حاضره دون ان ينسى ماضيه او تهزه الذكريات والاحداث الكثيرة.. وقد يتمسك بخيط واحد دون غيره..
وبذكرى عزيزة يفضلها على باقي ذكرياته عزيزة ايام الطفولة.. بل الطفولة في أيام زمان حيث البساطة في اسلوب العيش والقناعة والرضا بأبسط الامور.. كانت سعادة طفلة صنعت لها والدتها دمية من القماش وحشتها بالقطن او الصوف لا تضاهيها سعادة طفلة احضر لها والدها جهاز كمبيوتر هدية متواضعة منه في وقتنا الحالي.. كان التواصل والاتصال ميزة ايام زمان مما يجعلها راسخة في الذاكرة.. كانت المدرسة قلب الاتصال ومركز التواصل والحجر الاساس الذي يربط الصغار فيما بينهم ويشدهم للانتماء والحب.. أليست التربية بمفهومها المتعارف عليه عملية انسانية قبل كل شيء؟ انها عملية التعامل مع البشر وبشكل مباشر مما يجعلها تختلف كلية عن باقي الحقول والميادين..
من هذا المنطلق عشقت كل مدرسة قضيت فيها ردحاً من الزمن. .ولما كان التواصل سمة ايام زمان اضافة الى شدة تركيز المدارس آنذاك والى وقتنا الحاضر على اذاعة اسماء الطالبات يومياً لحصر الحضور والغياب.. ولشعورنا بالانتماء الى مجموعة في وقت قلت فيه سبل الترفيه ولن تداهمه التقنية الحديثة بعد.. اذكر تماماً اسماء بنات صفي منذ ان دخلت المدرسة.. وأذكر جيداً اسماء وملامح معلماتي ولاسيما من تميزت منهن بالحنو والامومة.
كان اول لقاء لي بعد انهاء المرحلة الثانوية بذلك الغلام الذي كان يدحرج كرته في احد الازقة فيزعج المارة بسبب ضيق الطريق.. فتسألني صديقتي.. عليك ان تخمني.. من يكون هذا الغلام؟ لم اكن قادرة على التخمين فمن اين لي ان اعرف؟
وتجيبني بحماس.. انه ولد معلمة النشيد في المرحلة الابتدائية.. هل تتذكرين من هي..؟ بالطبع اذكرها انها السيدة مديحة.. وتشدني الذكرى الى الوراء فأتصور معلمة النشيد بجسمها الهزيل وصوتها الرخيم المفعم بالحنان وهي تنشد لنا كل صباح:
يا ولدي.. يا ولدي.. يا فلذة من كبدي.. افديك بالروح وما..ملكت من الدنيا يدي. لم تنجب الاولاد بسبب اصابتها بمرض في القلب يحول دون ذلك.. لكن مشيئة الله ابت الا ان تمنحها الولد لتموت على اثر الولادة..اذاً لم يكن ذلك الغلام سوى كبدها تمشي على الارض..! كنت اتوق وبعد ان ولى الشباب ان التقي بأية انسانة علمتني ام رافقتني ايام دراستي.. لاسيما وقد انقطعت عن مجتمعي.. كنت قادمة من الغربة اذ كنت احضر لنيل درجة الماجستير.. فأصرت احدى قريباتي التي تقطن في منطقة نائية من مناطق بلادي ان البي دعوتها على العشاء.. وكانت معلمة في المرحلة الابتدائية.. ذهبت الى هناك لأجد لفيفاً من المعلمات اجتمعن في مجلسها ولن يخرج حديثهن عن اخبار وهموم العمل.. وفجأة لمحت بين هؤلاء الجمع وجهاً الفته كثيراً وعرفته رغم عبث السنين به..وأمعنت النظر لتجسيد ملامحه.. ربما تكون صديقة طفولتي التي كانت من اقرب صديقاتي واكثرهن التصاقاً بي.. كنت كثيراًً ما أعمل لها الواجب البيتي لقاء استمرارها في اللعب معي.. أليست هذه المرأة هي ذاتها عائدة عبدالصمد؟ وتراجعت برهة لا لان المرأة مفرطة البدانة وقد عهدتها ضئيلة الجسم هزيلة العود..
ولكن لانها كانت تلفظ حرف الراء بكل وضوح ولم تكن هكذا طوال سني المرحلة الابتدائية.. وبعد التردد الطويل في سؤالها بادرتني هي بالسؤال.. ألست فلانة؟ نعم! اذاً انت عائدة..
وهكذا عادت عائدة صديقة لي بعد ان حجبتنا الظروف لاكثر من عقدين من الزمن!!
احببت هذه الهواية الممتعة.. وصرت ابحث عن هؤلاء الذين احملهم في ذاكرتي واتمنى لقياهم.
كان يوماً فائضاً ذلك الذي اعلن فيه عن تجمع تربوي في احدى الجمعيات الخيرية لعرض نشاطات مختلفة.. وحصلت على دعوة للحضور.. كان عرضاً جميلاً وممتعاً فالكل منهمك باعداد فقرته من الطالبات والتربويات.. فوجدتها بل التقطتها عيني من بين ذلك الجمع الغفير.. انسانة بمعنى الكلمة ومربية فاضلة.. كنت ابحث عنها دائماً وقد اضناني السؤال وعبثاً حاولت ايجاد من يرشدني الى مكانها ولكن دون جدوى..
وكم من مرة اتصلت بوزارة التربية طالبة عنوانها بعد ان علمت انها تقاعدت عن العمل.. كانت معلمة اللغة العربية في المرحلة المتوسطة.. وكانت تثني علي وعلى قريناتي بملاحظاتها القيمة في درس التعبير ومن اقوالها التي لا تنسى «حاولي ان تنشري بعض ما تكتبيه في الصحف» و«سيكون لك شأن في يوم ما» هذه هي المعلمة التي نحتاج لامثالها.. كانت تكتب لي خطابات تحثني فيها على مواصلة القراءة والاطلاع بعد ان تركت الوطن لأعيش في وطني الثاني..
ومازلت احتفظ برسائلها تلك للتأكيد لطالباتي عن اثر المعلم في حياة التلميذ..
وهكذا وجدتها فقضيت بقربها اجمل ساعات العمر وبعد ثلاثة عقود من الزمن.. وتكرر اللقاء ومازلت اتعلم منها الكثير.. الكثير.
في مجلس عزاء حضرته لتقديم الواجب فيه.. دخلت امرأة طاعنة في السن اوشكت ان تفقد بصرها فهي لا ترى الا بصيصاً خافت النور.. همست اختي في اذني.. انظري الى هذه المرأة.. انها مديرتنا في المرحلة الابتدائية.. فلانة.. لن اتمكن قطعاً من تمييز ملامحها فهي مختلفة تماماً عما كانت..
كانت انيقة الملبس رشيقة القوام لم تضحك بوجه احد البتة.. حادة النظرات شديدة البطش حازمة الادارة.. وكانت تلجأ كثيراً للعقاب الجماعي مما يجعلنا نخشى غضبها..
اذكر مرة دخلت علينا الى حجرة الدراسة لتقول.. كل واحدة تأخذ حقيبتها وتنصرف بهدوء فالمعلمة غائبة.. عندها تمتمت احدى التلميذات قائلة: وماذا عمن لا حقيبة لها؟
هنا دوى صوت المديرة قائلة.. لا خروج من المدرسة الا بعد الدوام بنصف ساعة.. هذه هي. قفزت نحوها وقبلت يدها ورأسها وذكرتها بنفسي فتذكرتني حيث انها كانت من اهل حارتنا.. هذه الحازمة نضب عطاؤها فسألت الله ان يجعل كل ما قدمته من خدمة للتربية والمجتمع حسنات في ميزان اعمالها.
مرت السنون.. ومضى الشباب.. وامتلأت بيوت ابنائي بالصغار الذين احاول جاهدة استغلال ساعات لقأتي بهم فاحاول تعليمهم كيفية صنع القرار، وحل المشكلات التي تبدو لهم كبيرة رغم بساطتها كفك أزرار القميص وربط خيط الحذاء، ولبس الفستان، كما احاول اكسابهم مهارات التسوق فاسعد بملاحظتهم، وهم يضعون في عربات السوق المركزي ما يحتاجونه، ومالا يحتاجونه بل ربما لا يعرفونه فتراهم يلتقطون بأيديهم الصغيرة ويتناولون بأصابعهم التي تشبه عيدان الكبريت في نحافتها ونعومتها الشيكولاتة والعصير.. وعجينة السمبوسك.. التي سرعان ما يعيدونها الى مكانها بعد ان اوضح لهم كينونتها.. كان كل منهم يشتري شيئاً ليقدمه هدية «لماما او لبابا».. فمن تشتري الخبز الذي تفضله ماما، ومن يشتري العصير الذي يحبه بابا.. وهكذا تكون المتعة قرب هذا الجيل الاكثر وعياً وتحضراً من جيلنا..والذي نرقب عطاءه مستقبلاً ونأمل خيراً من ميدان التربية والتعليم في رعايتهم واكسابهم المهارات اللازمة وترسيخ القيم السامية في اذهانهم وفي تعاملهم مع الآخرين.
حان وقت الاجازة.. فوجدت الفرصة المواتية للسفر حيث تتفتق القريحة وتحوط قلبي الفرحة وانا انعم بين اضلاع المحبة وعبق الوطن.. يوم الاحد ذممته في احدى قصائدي بالقول:


كل يوم قاتم في لونه
خلته مضن كيوم الاحد

ذلك لان يوم الاحد يوم ممل في الغرب لجموده وتعطل الحياة فيه.. لكني سرعان ما غيرت رأيي عن ذلك اليوم.. ففي يوم الاحد عرضت علي صديقتي مصاحبتها في زيارة لاحدى صديقاتها.. اعجبني طراز بيتها.. وشدني اناقة اثاثه وجمال تصميم بنائه وروعة لوحاته التي رسمتها بيدها.. جميل ان يختلط حسن الذوق بالبساطة المتداخلة مع الفن.. فتصورت نفسي في ركن من اركان تاج محل.. او في معرض عالمي للفن.. قلما افرح في الجلسات الرتيبة التي تتخذ الطابع الرسمي فيلبس كل فرد فيها وجهه الرسمي ليكون مغايراً لحقيقته.. لكني شعرت بالارتياح التام..فلا زيف ولا تكلف ولا هناك اي خيط من خيوط الرسميات..
كان رب الدار طبيباً اطلعتني زوجته على صالة المكتبة فانبهرت للتشكيلة التي حوتها المكتبة من كتب علمية وادبية ودينية وثقافية.. ومن موسوعات ودوائر المعرفة..
وهناك تضطجع على أرضية الصالة كتب اخرى لمحت عناوينها على عجل فوجدت انها اقرب بميولي فقد كانت خليطاً من كتب الادب والتربية..
وبينما كنت وصديقتي وربة الدار بين معلق ومعقب.. فتحت باب احدى الغرف لتطل منها امرأة بطيئة الحركة ذات شعر قطني اللون وشحته بوشاح اسود.. فسلمت على صديقتي لأعلم انها والدة رب الاسرة..لم تمض سوى دقائق لتنزل الام الى الصالة الارضية وتدخل بخطى وئيدة لتجلس على اول كرسي صادفها.. ثم تحدثت بصوت متعب وانفاس متقطعة مشيرة الى الكتب المصفوفة على ارض صالة المكتبة قائلة: انها كتبي ومازلت بانتظار مكتبة يحضرها لي ولدي لتوضع فيها هذه الكتب.. ترى هل عملت هذه المرأة في حقل التربية؟ سألت زوجة ولدها فأجابت باقتضاب انها كانت معلمة.. لا يمكن ان تكون هذه المرأة المسنة معلمتي ولاسيما وانا اذكر جيداً ملامح معلماتي.. قالت درست وانا كبيرة في السن.. كنت في معهد للفنون البيتية فإنني خياطة من الطراز الاول..
حصلت آنذاك على كؤوس ودروع كثيرة وفتحت مشغلاً بعد تخرجي.. ولكن الزمن شل حركتي.. ويد المنون اختطفت مني ابنتي وصديقتي التي كان الناس يظنون انها اختي لتقارب عمرينا.. كانت حاصلة على درجة الماجستير في اللغة العربية.. انها ارادة الله.. كل حيلتي هي الدعاء لها والاكثار من قراءة القرآن الكريم..
تحدثت بمرارة عن ابنتها وأسهبت.. فحاولت تهدئتها بسؤال خارج عن نطاق الموضوع.. اي معهد كنت تدرسين فيه؟ وفي اي عام؟
وتيقظت احاسيس لأعلم منها ان معهدها كان ذات المعهد الذي درست فيه.. والسنوات التي عنيتها هي نفس السنوات الثلاث اللاتي قضيتهن في ذلك المعهد حديث الافتتاح آنذاك الذي خصص للراغبات في تعلم الفنون البيتية كالطبخ والخياطة والرسم اضافة الى منهج المرحلة المتوسطة المقر من قبل وزارة التربية..
وكانت ميزة ذلك المعهد.. قبول الطالبات من خريجات المرحلة الابتدائية اضافة الى افساح المجال للمنقطعات عن الدراسة لاتمامها..دون وضع قيد او شرط للفئة العمرية.. فنجد فيه من المستجدات من كان عمرها لا يتعدى الثلاثة عشر عاماً ومن المنقطعات اللاتي تعدين العقد الثاني او الثالث من العمر.. وعلى الرغم من عدم تجانس الفئات العمرية في الصف الواحد.. الا ان الطالبات انفسهن انقسمت الى مجموعات متجانسة فحققن نظام السوشيوميترا بشكل فطري..
راحت ذاكرتي تغوص في متاهات العقل لتعود ثلاثة عقود ونصف من الزمن.. فتذكرت جيداً موقع صفي واماكن جلوس زميلاتي.. ومعظم الاسماء حضرتني.. كانت المجموعة الاولى مشكلة من الطالبات المحترمات اللاتي كن يؤثرن الصمت وعدم الاختلاط ويجلسن عادة في المقاعد الاخيرة من الصف وتذكرت سهيلة الطالبة المتزوجة التي لها اولاد..
وغنية الطالبة المطلقة التي تلاحقها تعنيفات المعلمات لبطء استيعابها وكثرة اهمالها.. وخولة تلك البدينة ضخمة الجسم التي تجلس في الكرسي الاخير في الركن الايمن من زاوية الصف التي كانت سريعة النكتة خفيفة الظل.. تستقطب بعض الطالبات اللاتي يشعرن بالوحدة والانطواء لتكون لهن الحامية والمدافعة مقابل تطوعهن بالصرف عليها في مقصف المعهد وتوفير متطلبات الدروس الفنية..
ومريم قريبة المديرة التي نعلم جميعاً انها عينها السحرية في الصف.. متزوجة مبكراً ولها ولد في الجامعة.. شابة طويلة انيقة هادئة متزنة ذات شعر اسود حريري صف بطريقة جميلة ليسدل على كتفيها.. كانت نادرة الابتسامة قوية الشخصية..
اما المجموعة الثانية فكانت العصبة المشاغبة التي همها تناقل الاخبار عن الطالبات والمعلمات والاهالي وترويج الشائعات وإثارة الفتن.. والمجموعة الثالثة من الحريصات المتفوقات دراسياً والمواظبات على الدوام امثال هناء وجنان وسناء.. كنا نلتف حولهن في الصباح الباكر لنستمع الى شرحهن وتحليلهن للدروس فنستفيد من معلوماتهن ونتعود على التقاعس في عمل الواجب معتمدات عليهن في التلخيص والشرح كان الكل سعيداً بالانتماء الى تلك المجموعة..
عدت لا تمحص وجه هذه المرأة الثكلى المتعبة.. ترى من تكون؟
وعدت اسألها.. لا لشيء وانما للتأكد من انها كانت تدرس معي تحت سقف واحد.. هل تعرفين شيئاً عن مدرساتنا آنذاك؟ صبيحة وساجدة وبشائر وسلوى وزكية وردينه وغيرهن لا اعلم شيئاً سوى ان المديرة وهي ابنة عمي قد توفاها الله.. وتحدثنا عنها اذ كانت شخصية قيادية من الطراز الاول..انسانية واسعة الثقافة قوية الشخصية.. كثيراً ما تمنيت ان اصبح مثلها لدرجة انني سميت احدى بناتي على اسمها احياء لذكراها الطيبة..
نظرت الى عيني تلك المرأة المجهولة.. وجمعت نبرات صوتها المختنق لازجها في بوتقة سمعي فلم تخني الذاكرة.. انها مريم بملامحها الجميلة وصوتها الناعم.. انها تلك الطالبة التي كنا نحترس من وجودها لكونها قريبة المديرة.. مريم.. هل انت مريم؟ تلك الطالبة التي تزوجت مبكراً وكان لها ولد في الجامعة؟ نعم انه هو الطبيب رب الاسرة التي ازورها.. كان في كلية الطب آنذاك.
اذاً هذه مريم التي كنا نخجل من كبريائها واحترامها لنفسها وللآخرين.. التقيتها مرة اخرى ليلة السفر فأهدتني شالاً صوفياً غلفته بقول انساني لطيف.. لفيه حولك واشعري بأنني احتضنك طوال الطريق.. نعم شعرت بذلك وأحسست بان قلبي يلفها بحبه وسيبقى كذلك. لم تكن صدفة..
هكذا قالت لي مريم..انها دعاء صادق وعطاء من الله سبحانه..ونعم بالله..فالحب عطاء ونعمة من الله.. ربما ذلك اللقاء سيعود بمريم الى الوراء لثلاثة عقود ونصف من الزمن..فتلهو بالذكرى ليكون ذلك خير عزاء لها..وربما سيكون ذلك اللقاء بداية جديدة تمتص من روحي جراحات الغربة وآلام الفراق..
لقد كان لقائي بمريم تأكيداً من ان الحياة ضيقة النطاق وان اعز ذكرى في الوجود هي ذكرى الشباب بنشاطه وحيويته..
فما أجمل حصيلة التربية وما اجمل الشعور الانساني والعلاقات التي تبنى على المحبة!!
*جامعة البحرين

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved