Sunday 10th February,200210727العددالأحد 27 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حديث الشبكة
إنترنت ثانية لألفية ثالثة (23)
خالد أبا الحسن

اتفقت 180 جامعة أمريكية على إنفاق ما يقرب من أربعة عشر ونصف مليار دولار (54 مليار ريال) سنويا لتطوير بناها التحتية لاستقبال الإنترنت الثانية، إن رقما مذهلا كهذا والذي يفوق ميزانيات بعض الدول ليشير بجلاء إلى القدر الكبير من الاهتمام بهذه الإنترنت الجديدة ويؤكد أن ما ينتظره المستثمرون في هذا المشروع يستحق منهم بذل كل هذه الأموال في سبيل نجاح المشروع.
من القضايا المثيرة للاهتمام بشأن الإنترنت الثانية، مصادر التمويل وفي مستسثمر كل هذه الأموال الطائلة، فقد التزم أعضاء الإنترنت الثانية بالعمل جنبا إلى جنب لتطوير التقنيات الشبكية الحديثة وتطبيقاتها ثم العمل من خلالها على تطوير مؤسساتهم التعليمية، وبالنسبة للجامعات المنتسبة لمشروع الإنترنت الثانية، فإن هذا يعني تقديم هذه الخدمات عالية السرعة من خلال مرافقهم التعليمية، وهذا بدوره سيؤدي إلى ضرورة بذل أموال طائلة لتطوير البنى التحتية التي تقوم عليها جامعاتهم كي يتيسر ربطها بالشبكة الرئيسة للإنترنت الثانية، فالمشروع يتكون في عضويته من الجامعات والمؤسسات التقنية التي ستساهم في تطوير تقنيات هذه الإنترنت الجديدة، ويصل ما التزمت هذه الجامعات بتقديمه للمشروع إلى ثمانين مليون دولار أمريكي سنويا (ثلاثمائة مليون ريال سعودي) تصرف لتطوير بناها التحتية فقط، والتزمت المؤسسات التقنية غير الجامعية المشتركة في المشروع بتقديم ما يصل إلى 30 مليون دولار سنويا لخدمة المشروع.
بالإضافة لذلك، ينتظرأن يتلقي أعضاء هذا التجمع التقني لإنشاء الإنترنت الثانية منحا مالية جزلة من جمعيات ومؤسسات فدرالية المشاركة في مشاريع مماثلة لمشروع الإنترنت الثانية، ويرد لأذهان المهتمين من التربويين في المؤسسات التعليمية الأخرى بشأن الجامعات والمؤسسات التعليمية التي لم تنضم للتجمع الذي يعمل على تطوير الإنترنت الثانية، وما إذا كان انضمام المزيد من المؤسسات ممكنا من عدمه.
والواقع أن الاشتراك في الإنترنت الثانية مفتوح للجهات التعليمية الراغبة في المشاركة، فأي جامعة تبدي استعدادا لتوفير المرافق الضرورية التي تتطلبها عضوية الإنترنت الثانية ضمن منشآتها التعليمية وتلتزم بذلك فإنه سيتاح لها الدخول في هذا التجمع التقني، وبنظرة إلى ما يتطلبه الانضمام للمشروع في الوقت الحالي، فإنه من الصعب على كثير من المؤسسات التعليمية الانضمام لعضوية الإنترنت الثانية في ظل تكاليفها الحالية، لكن يشار إلى أن الإنترنت الثانية ستتيح لأعضائها التفاعل مع المؤسسات التعليمية التي لا تملك العضوية وليست جزءا من الإنترنت الثانية.
ويشير أحد المتابعين إلى أن الحصول على اشتراك بالإنترنت قبل خمسين عاما مضت، كان غير بعيد في كلفته عن ما يكلفه الانضمام لعضوية الإنترنت الثانية في يومنا هذا، وبانخفاض الكلفة تدريجيا، انتفع المجتمع التعليمي كافة من جهود الباحثين والتقنيين الذين قاموا بتنفيذ مبادرة تأسيس الإنترنت آنذاك، وينتظر أن يمر نشر الإنترنت الثانية بنفس النمط من التطور الذي مرت به الإنترنت الحالية.
مما تجدر الإشارة إليه أن الهدف الأهم الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه من وراء إنشاء الإنترنت الثانية يكمن في تسريع دمج تقنيات الإنترنت المتقدمة بالجهود التقنية التي يتميز بها القطاع التقني التجاري بها، فبهذه الطريقة، تأمل الولايات المتحدة أن تستمر في الريادة وتحافظ على مركزها القيادي تقنيا على المستوى الدولي في مجال تقنيات الإنترنت، كما تهدف لدعم المجتمع العلمي والتربوي وكذلك قطاع التعليم العام والمكتبات العامة، فالقائمون على مشروع الإنترنت الثانية وأعضاؤها يسعون إلى تمكين أكبر قدر ممكن من المستخدمين للإفادة مما لديهم من خبرات وتجارب، فقد كانت هذه الميزة الأبرز في مشروع الإنترنت الأولى وينتظر أن يتحقق ذلك في الإنترنت الثانية.
ويتوقع كثير من المراقبين أن يتفوق التعليم الإلكتروني على التقليدي من حيث الجودة والنوعية، وتدار الجامعات الحديثة بعدد قليل من الكوادر البشرية وتناط المزيد من المهام بالتقنية، من ذلك مثلا، ينتظر أن تظهر المكتبات والكتب والدوريات الإلكترونية والتي ستحل محل الكثير من نظيراتها التقليدية، مما سيؤثر بدوره على تصنيف الجامعات وترتيبها في سلم الجامعات المميزة في العالم، وتحل فيها أجهزة الحاسب محل أرفف المكتبات، ويتصفح القراء كتبهم على شاشات الحاسب الآلي، كما ينتظر أن تتحول القاعات الدراسية ومعامل البحث العلمي إلى استديوهات للبث الحي عبر الإنترنت في منظومة إلكترونية أكثر فعالية وجدوى مما هو متاح اليوم.
وللعلم، فإن كثيرا من هذه المظاهر نشاهده واقعا ملموسا اليوم، وما سيتم ما هو إلا تطوير وتيسير وتوسيع لنطاق هذه التقنيات.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved