Monday 11th February,200210728العددالأثنين 28 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسميات
المناورات السياسية
راشد الحمدان

يلاحظ المتابع لقضايا الساعة.. أن الساسة الأمريكيين.. متقلبون في تصريحاتهم.. وهذا يعكس مفهومهم الخاطىء عن العقلية العربية التي نضجت وتشبعت من خلال الأحداث بما يكفل لها نوعاً من الرزانة والاعتدال وعدم التسرع.. لكنها العقلية الأمريكية الحديثة.. التي تنظر بعين واحدة وتسمع بأذن واحدة.. وتنقاد خلف الرأي الصهيوني الذي بدأ في العصر هذا ممارسة الدور الذي خطط له من زمن بعيد.. وهو الهيمنة على بروج السياسة الأمريكية. وجذور الاقتصاد في أكبر دولة في العالم.. فبينما يهدد الرئيس بوش بتأديب الدول التي لا تمشي في ركاب أمريكا «من أجل عيون اليهود»، نرى وزير خارجيته.. يصرِّح بأنه ليس من الضروري ضرب هذه الدول.. ثم يأتي وزير الدفاع الذي يكاد يكون أكثر الساسة الأمريكيين «في الواجهة» يأتي بحماس منقطع أحياناً لتأديب من سموهم بالإرهابيين.. وتارة.. يقلل من حماسه ويتظاهر بلغة عقلانية.
ونفس الأسلوب يتبعه شارون.. فمرة يندم على عدم تصفية عرفات في لبنان، ثم يأتي بعد أيام ليعلن أنه لا يعارض قيام دولة فلسطينية وأنه لا ينوي حقاً تصفية عرفات.
وبالنظر في هذه الطبائع.. يرى الرجل الدارس لطبائع اليهود أنها قد غلبت حتى على الأمريكيين.. والذين من المعروف أنهم أجناس مختلفة ومن أمم جاءت واستحلت هذه الأرض التي أصبحت أمريكا. وفيهم اليهود والهولنديون والاستراليون والإنجليز وغيرهم من أمم أوروبا المختلفة.
إن التأثير اليهودي في الفكر الأمريكي قد تغلغل حتى ملك كل الاتجاهات، فلم يعد هناك استقلال أمريكي في التفكير والأحكام والحوار، وأصبحت النظرة الأمريكية هي الرغبة الجامحة في الاستيلاء على العالم كله. كما يخطط لذلك اليهود من زمن بعيد.. كما تنص عليه المبادىء الماسونية.. وجاء بوش ومن معه لتبني ذلك.. ليس رغبة منه ولكنه منساق إلى ذلك بفضل جهله بالسياسة كما عرف عنه وكما أشار الخبراء في هذا الباب عنه عندما تولى الرئاسة ولذلك استغله اليهود جيداً واستغلوا سوء فهمه للأسلوب السياسي الناضج، ويكفي أن مستشارته للأمن القومي تلخص له يومياً ما يحتاج إلى عشرين صفحة عن الأحداث العالمية في صفحتين كما التلميذ المبتدىء في المذاكرة يقرؤها وهو يشرب كوب القهوة الأمريكية المعطرة بعرق اليهود..
حتى أصدقاء أمريكا التقليديين استنكروا هذا النوع من الحوار السياسي من قبل بوش، لكنهم مدركون أن العصا التي «يهوش» بها السيد بوش ليست في يده. إنها في يد اليهود.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved