Thursday 14th February,200210731العددالخميس 2 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ترانيم صحفيةترانيم صحفية
إنهم يسمون «الضبط الأخلاقي» «قيوداً»؟!
نجلاء أحمد السويل

زخم هائل من القضايا التي تطرح عبر القنوات الفضائية سواءالعربية أو غير العربية، وتختلف هذه القضايا من حيث تأثيرها سلباً أو إيجاباً على الأفراد أي المشاهدين لهذه الشاشة الفضية لأن لهذه البرامج أهدافاً متعددة ربما تتجاوز أحياناً طرح تلك القضايا السطحية إلى ما هو أعمق من ذلك ويمس أساس المجتمعات وقواعدها وليس هذا هو ما يهم الآن من حديثي ولكن ما أرمي إلى قوله هو أن عدداً ليس ببسيط من الفضائيات أصبحت تتناول مشكلات الخليج وكأنها تحصيل حاصل لبرامجها بل الكارثة الكبرى أن تكون هذه المحطات هي محطات عربية ولكنها غير خليجية ومع هذا فهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيما يخص المجتمع الخليجي إلى درجة تقييم عادات الخليج وتقاليده ومروراً بمراهقة الخليجي وطفولته بل كثير من القضايا التي لا يدركها أصلاً إلا أهل الخليج أنفسهم، فلماذا هذا الاقتحام الإعلامي من المحطات الأخرى في مشكلات اجتماعية ونفسية داخلية لا تمت أصلاً لتلك المجتمعات بصلة وهل سيعالج أولئك «المصلحون» ما لا يدركون إلا قشوره ومظهره الخارجي؟!!! أم هل لأن مجتمعاتهم «مثالية» فبالتالي أرادوا جعل مجتمعنا الخليجي نسخة طبق الأصل منهم «مثالياً» لا أدري لماذا دائماً يظل الفرد أو المواطن الخليجي نقطة متمركزة تثير تساؤل الجميع في كل ما يتعلق به حتى أدق شؤونه الداخلية؟! تماماً كما آتي كخليجي لأتحدث عن المراهقة في لبنان، أو أزمة السكن في مصر!! أظن أن الأمر يظل مستنكراً لأنه نوع من التدخل في مسائل لا تمت لي إلا بصلة الترابط والأخوة مع تلك المجتمعات ليس أكثر من ذلك لأتجاوز حدوداً ليس من حقي تجاوزها؟!
إن هذه المحطات ببرامجها كمن يأتيك من الخارج ليحل مشكلتك في منزلك دون أن يعرفك أصلاً أو يعرف متغيّرات مجتمعك؟!
لهذا لا بد أن نكون أكثر وعياً لنستطيع أن نميّز بين ما ينفعنا وما يضرنا، بل لا نجعل مثل تلك البرامج التافهة تحدد من مفاهيمنا أو تقلب واقعنا الاجتماعي الذي يظل أكثر تحفظاً في هذا الزمن المخيف؟!
ويكفي أن نرى هذه البرامج فقط لنعرف مدى النعمة التي نتمتع بها، إذ استطعنا أن نكون أكثر ترابطاً لكي نربي أبناءنا تربية لا تخلو من الضبط الأخلاقي الذي ربما يطلق الآخرون عليه قيوداً!! فهنيئاً لنا بهذه القيود!!
والله ولي التوفيق.

أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved