Thursday 21st February,200210738العددالخميس 9 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ترانيم صحفيةترانيم صحفية
نحن و«الفالنتاين»؟!
نجلاء أحمد السويل

تتعجب حقيقة عندما ترى محلات الهدايا وقد أبدت كافة استعداداتها وهي تستقبل عيد الحب أو كما يسمونه «الفالنتاين» بل وتتعجب أكثر عندما ترى عشرات من الأفراد بل مئات منهم يتبادلون تلك الهدايا بمناسبة ذلك اليوم حتى أصبح لديهم هذا الأمر من باب العادة السلوكية السنوية وكأن هذا الاحتفال هو من صميم واقعهم وتاريخهم وامتداد حاضرهم حتى أنك لتتمزق ضحكاً حين ترى الحماس يعتري أولئك الناس وهم في حرصهم على ما يقومون به من تغليف وتكليف ولف لتلك الهدايا والسبب هو عيد الحب؟!
وعندما يريد أحدهم الفرار من هذا السلوك أو تبريره يقول لك لا تسمه عيد الحب بل يوم الحب؟! مثل هذه الأفعال لا أبالغ حين أقول إنها أشد من «التهريج» الذي يقام عمداً على شاشات التلفزيون والسينما بل وأشد إثارة من فقرات المسرح والكاميرا الخفية!!
نعم والسبب هو «بلاهة» البعض فبدلاً من أن نتغنى بعيد الحب لنترابط حقيقة مع أسرنا ولنرعَ آباءنا ولنربِّ أبناءنا جيداً وبدلا من أن نغلف الهدايا ونركض لنهديها من نحب ومن نريد لم لا نحب بعضنا حقيقة وليعطف الزوج على زوجته وتحترم الزوجة زوجها وتحبه فعلياً فنحن لا نحتاج لمثل هذه العادات السيئة لنقلها إلى مجتمعنا ولا نحتاج إلى يوم يذكرنا أن نحب من نحب أو نهديه بل إنك لو سألت أحد هؤلاء الناس عن سبب احتفاله «بعيد الحب» ارتباطاً بمناسبته لجهل ما هو منشأه وما هي مناسبة بدايته أصلاً لدى الشعوب الأخرى إذاً لماذا نقلد فقط كالبلهاء؟!! لماذا لا تكون لنا هويتنا العربية والإسلامية الصحيحة بدلاً من أن ندعي المدنية بغلاف كاذب مزيف لا يشير إلا إلى الجهل والتقهقر الفكري وانعدام المنطق؟
لماذا لا نفكر قبل أن نحتفل خفية «بالفالنتاين»؟! أن نتساءل لماذا لا تحتفل الشعوب الأخرى من غير المسلمين بعيد الفطر وعيد الأضحى..؟ لماذا لا يتهافتون على احتفالاتنا التي نكاد نطمسها من شدة ارتباطنا باحتفالات لا تمت لنا ولا لواقعنا بصلة!
لماذا ينام البعض عن الصلاة للعيد ولا ينام عن هدية عيد الحب؟! لماذا لا نزرع في المراهقين من أبنائنا بل وأطفالنا الصغار احترام ذواتنا وتقدير أعيادنا الإسلامية والابتعاد عما يسمى «برأس السنه ورجل السنة»؟! ولكنها تظل مسؤولية كل ولي أمر عاقل ان يرشد أبناءه ويعلمهم ويلقنهم الصح والخطأ لا أن يهز رأسه في الحالتين ليضيع صواب أبنائه وهو السبب والمسؤول عن كل ما يقومون به؟!
فهل يستيقظ أولياء الأمور فعلاً من سباتهم وقبل فوات الأوان؟!
* كل عام وأنتم بخير وأعاده الله على الجميع بالخير والبركات فغداً هو أول أيام عيد الأضحى المبارك ولتكون فرصة جيدة لمزيد من الترابط والحب والتفاعل النابع من واقع عاداتنا وديننا الحنيف.
* المهارة الاجتماعية تكمن في القدرة على الاختلاف مع الاحتفاظ بتماسك الأيدي .. فهل حقا نستطيع؟!

*أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved