Saturday 9th March,200210754العددالسبت 25 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسمياتوسميات
راشد الحمدان
عوني كنانة

أحد الأوائل الذين وفدوا الى هذه البلاد وزميله رحمهما الله جميعاً شعبان سرور.. عرفته عام 1368ه.. كنت أحد طلبته في المدرسة السعودية بالرياض، لم يكن آنذاك في الرياض سوى مدرستين.. ابتدائيتين.. الأهلية في البطحاء، والسعودية أو دار الأيتام في المربع.. وكان الأستاذ عوني آنذاك قد تخطى العشرين بسنيات قليلات.. كنت في الثانية ابتدائي يعلمنا الحساب.. ثم توفي الأستاذ شعبان سرور رحمه الله ومكث الأستاذ عوني يعلِّمنا ثم علّم من بعدنا كثيرين، ثم أصبح معلماً في المعهد الفني.
كان كلما شاهدناه في نشرة الأخبار.. أقول لأصدقائي هذا أستاذي.. فلا يصدقون، كان محافظاً جداً في أكله وشربه ونومه وعمله.. لكن لا تحفظ من الموت، وفوجئت بنعيه في الصحف. كان رجلاً نشيطاً يؤمن بأن العمل هو الحياة.. ما زلت أذكره وأنا طفل في الثامنة.. وحرصه على تعليمنا الحساب الذي لم يدخل مخي الصغير.. رغم أن المسألة هي ضرب وطرح وجمع وقسمة فقط هذا هو الحساب الذي كنا ندرسه.. وما زلت أذكر ذلك الدفتر الذي تزيّن غلافه صورة الملك عبد العزيز رحمه الله ويزين غلافه الآخر جدول للضرب.. يسمى جدول الضرب الكبير وجدول الضرب الصغير.. فكنا نجهد أنفسنا في حفظ جدول الضرب.
كانت بدايات التعليم الأولى، وكان الملك رحمه الله يحرص على أن ينتشر التعليم في المدن والقرى.
رغم محدودية التعليم إلا أن الاقبال عليه كان كبيراً، وحرص الملك عبد العزيز رحمه الله كان أكبر.. فكنا ندرس في المربع في الصباح وقبل شروق الشمس نكون قد قطعنا شارع الوزير ركضاً على أقدامنا الحافية لحضور درس الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في مسجده بدخنة.. فكان التعليم الأولي في ترسية العقيدة في العقول والقلوب الصغيرة، يأتي من سؤال الشيخ: من ربك، من نبيك؟ ما دينك، بم عرفت ربك.
هذه الأسئلة البسيطة والتي نسيت مع الأسف الآن كانت تنتشر في كثير من مساجد المملكة، وكذلك خرج آنذاك جيل متوازن في عقيدته، عارف لعلاقته بربه، وبعد شروق الشمس بساعة نكون قد عبرنا شارع آل سويلم عبر الفوطة.. للمدرسة والتي تقع غرب مجلس الوزراء.
كانت حياة جميلة وبسيطة، وكان أستاذنا عوني كنانة رحمه الله نادراً بين المدرسين، لإخلاصه وتفانيه وطيبة قلبه، ورغبته في أن نتعلم هذا الفن العقلاني من العلوم. رحم الله أبا وائل، وأسكنه فسيح جناته، وجبر الله مصيبة أهله وولده، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved