Sunday 10th March,200210755العددالأحد 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حديث الشبكةحديث الشبكة
إنترنت الجيل التالي (24)
خالد ابا الحسن

أواصل معكم الحديث عن إنترنت الجيل التالي (NGI). والتي انتهى بنا الحديث عنها إلى الأهداف التي أعلن تحقيقها بعد انتهاء فرق العمل المختلفة من تنفيذ الخطوات التطويرية للمشروع. يأتي على رأس أهداف هذا المشروع الذي تبنته الحكومة الأمريكية إبان ولاية الرئيس كلنتون الربط بين الجامعات ومراكز البحث الوطنية الأمريكية بشبكات فائقة السرعة تتراوح ما بين 100 إلى 1000ضعف لسرعة الإنترنت في عام 1996 والتي كانت تتراوح ما بين 28 كيلوبت إلى 65 كيلوبت لكل ثانية.
وشمل المشروع ربط مائة جامعة ومركز بحثي ومؤسسات علمية بسرعات مختلفة في حدود الإطار المستهدف آنف الذكر. وكان هدف السرعة المعلن في عام 1996 أن يتمكن المستخدمون من العمل على سرعة كافية لنقل محتويات الموسوعة البريطانية كاملة في أقل من ثانية! كما ورد من ضمن الأهداف التي قررت الحكومة الأمريكية تطوير إنترنت الجيل التالي لأجلها هدف دعم التجارب التقنية التي ستمكن المستخدمين من الاستفادة من الخدمات الحية (Realtime) مثل التصوير الفيديوي الحي. وكان من هذه الأهداف أيضا إنجاز تطبيقات حاسوبية قادرة على دعم المشروعات الحيوية الوطنية بحيث يكون بإمكانها العمل على شبكات سرعاتها عالية ومعقدة يمكن الإفادة منها في مجالات عدة مثل: القطاع الصحي والأمن الوطني والتعليم عن بعد وبحوث الطاقة والهندسة الوراثية ومراقبة البيئة والهندسة الصناعية.
ويطول الحديث في عرض التطبيقات المستهدفة لخدمة القطاعات المذكورة لكن لعلي أعرض شيئا منها. ففي قطاع الأمن القومي الأمريكي. فإن أهداف مشروع الجيل التالي للإنترنت المتعلقة بهذا القطاع تحقيق تقدم نوعي تقني من شأنه أن يعطي وزارة الدفاع مكانة متقدمة على سواها مما يحقق بالتالي الأولوية الأولى بالنسبة لوزارة الدفاع وهي التفوق النوعي الميداني. وبالتالي التفوق الميداني في أي صراع محتمل. ولتحقيق هذا الهدف. فإنه يلزم توفير قدرة كبيرة على جمع المعلومات عبر تقنيات عالية القدرة والحساسية ومعالجة البيانات آليا لتحديد وتمييز الأهداف الميدانية والأرضية بدقة فائقة. كما إن من الأهداف توفير قدرة فائقة على توزيع هذه البيانات والمعلومات لتصل إلى المقاتلين في ميدان المعركة وبشكل آني. وتحقيق هذه الأهداف لا يتأتى باستخدام السرعات الحالية وإنما تتطلب سرعات أكبر وأكثر استيعابا لمثل هذه البيانات الضخمة. ولا يتسع المجال لضرب أمثلة على تطبيقات إنترنت الجيل التالي العسكرية لضيق المساحة. إلا أنه يمكن القول بأن الآلة العسكرية الأمريكية الحديثة تقوم على تقنيات مذهلة قوامها شبكات الاتصال السريعة ومعالجة البيانات والتعامل معها عن بعد.
أما ما يتعلق من الأهداف بالقطاع الصحي. فإن مشروع الجيل التالي من الإنترنت يهدف إلى تمكين الأطباء في المراكز الطبية الجامعية من استعراض أرشيفات صور الأشعة تعينهم على التعرف على أنماط وسمات ترتبط بأمراض معينة. وباستخدام أجهزة الحاسب الضخمة. فإنه سيتاح لهم الدخول على مراكز المعلومات عن بعد ليتمكنوا من تحقيق دقة أكبر في تشخيص الأمراض المستعصية وعلى رأسها مرض السرطان. وذلك من خلال تقنيات الرسم ثلاثي الأبعاد.
وأما في مجال بحوث الهندسة الوراثية. فإن إنترنت الجيل التالية تهدف إلى تهيئة بيئة تفاعلية ومعلوماتية للباحثين ليتمكنوا من خلالها من فك ألغاز قطاع عريض من سلاسل الجينوم البشري وتمييز الجينات بطرق لم تكن ممكنة من قبل مما يفتح الباب لاكتشافات طال انتظارها وقد تقود إلى معالجة أمراض وراثية كانت مستعصية من قبل.
وفيما يتعلق بتمويل مشروع إنترنت الجيل التالي. فإن مبادرة مشروعها أشارت إلى تخصيص مبلغ مائة مليون دولار أمريكي للبحث والتطوير وشبكات البحوث للعمل على تفعيل مشروع إنترنت الجيل التالي. وقد أدى تخصيص هذا المبلغ في السنة المالية 1998م إلى قيام الحكومة الأمريكية آنذاك بإعادة توزيع بنود ميزانيتها لتتمكن من تمويل هذا المشروع وخاصة الميزانيات المخصصة للدفاع. وسبب ذلك هو أن الجهات المرتبطة بالمشروع والمسؤولة عن تطويره هي مؤسسة العلوم الوطنيةووكالة مشاريع البحوث المتقدمة بوزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الطاقة ووكالةالفضاء (ناسا) ومعاهد الصحة الوطنية الأمريكية ومؤسسات أخرى معنية بتطوير بعض التطبيقات المرتبطة بالمشروع.
وفي مجال التعليم عن بعد. تهدف إنترنت الجيل التالي إلى تحقيق بيئات تعليمية متطورة بما يكفي لتوفير بيئة تفاعلية أكثر سرعة بحيث يمكن تدعيم هذه البيئة التعليمية ليس فقط لتماثل البيئة التقليدية في كفاءتها بل وتتفوق عليها من خلال ما توفره السرعات العالية والتقنيات المتطورة للوسائط المتعددة والعالم الافتراضي. وتفسر هذه الأهداف التعليمية ظهور مشاريع جامعات تعليم عن بعد وجامعات تقليدية قامت بتأسيس فروع افتراضية لها على الإنترنت. فوجودها ضمن قائمة الجهات المستفيدة من مشروع الحكومة الأمريكية الفدرالية لإنترنت الجيل التالي يتيح لها تدشين مشاريعها للتعليم عن بعد وبجودة وكفاءة وجدوى عالية.
وللحديث صلة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved