Monday 11th March,200210756العددالأثنين 27 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

توفير الحافز لجذب المستمع والمشاهدتوفير الحافز لجذب المستمع والمشاهد
نحن أمة دعينا للعلم ونعمل على نشره

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرحت اذاعة الرياض في احد برامجها مساء يوم الاحد الموافق 19/12/1422ه (أهلا بالمستمعين) موضوعا للتداول تناول بإسهاب برامج المسابقات (المالية) في الفضائيات والتي تطل يوميا وهي تعد بالملايين للمشتركين او المتصلين حتى تكاد تعد بالويل لمن لا يتصل وأين كانت تلك الشعارات، وبعيدا عن التكرار والتكلف اود ان اعقب بنقطتين على موضوع البرنامج خصوصا بعد أن طالت يد المذيعة مع المتصلين عنق إحدى فوهات الاستخفاف بعقلية المشاهد في حين لم يتوان المستمعون عن صب جام غضبهم على هذه البرامج كاشفين الحيل المستخدمة في استدراج المشاركين ولو أن احدا من المسؤولين عن هذه البرامج الفضائية التي تبث عبر الفضاء الخارجي استمع الى مجمل الحوار الذي دار حول المسابقات الفضائية وما تنطوي عليه من مفارقات ومتناقضات والتي افلح جمهور من المتصلين في فك رموزها دون عناء لاستدار الفلك بالمسؤول عن هذه البرامج ليحط في حقوق برامج اخرى يكون فيها ستر عليه في الدنيا والآخرة بدلا من الوقوع تحت سطوة هذه المكاشفات التي نوّرت للكثير زيف شعارات التلاعب والتحايل.
وقد تناولت احدى المتصلات نقطة كانت من علو من الاهمية بحيث تحدد الفصل بين ما يقدم لنا او يفرض علينا كمشاهدين ومستمعين وبين ما يجب ان نقدم لأنفسنا وللمشاهدين حين حمَّلت الجميع مسؤولية هذه البرامج وطالبت ببرامج اكثر نوعاً وكماً وبالرغم من ان الاخت المذيعة المكلفة بالتحاور قد نجحت في تدويل الاجابة بشكل فوري وسريع حين رمت بالسؤال في غياهب الآفاق المدارية وذكرت أننا (لا نستطيع ان نتحكم بالأقمار الصناعية ووسائل البث الفضائى المباشر).
استرعى انتباهي ان عدم تكثيف المسؤولين عن البرامج التسابقية الثقافية المدعومة بالجوائز المالية على شاشتي القناتين الاولى والثانية (على الرغم من اهتمام وتسابق القنوات الاخرى في بث مثل هذه البرامج) عائد لسببين والى متوازي إما أو فإما انه لا يوجد لدينا أدباء ومفكرون بدرجة عالية من النقاء والصفاء الفكري ماقد يؤهل للاعداد والقيام بمثل برامج مفيدة وذات مغزى وقيمة بسبب الشح في تراثنا وثقافتنا!!
أو ان المشاهدين والمستمعين على قلة من الإدراك والوعي وضعف القدرات العقلية بحيث ينتظر حتى تتدنى نسبة الأمية بينهم وتعلو قدراتهم الذهنية ليتمكنوا من التعامل مع هذه البرامج المنتظرة!!
وثمة نقطة أخرى وهي حصر البرامج الثقافية ذات المغزى التنافسي في شهر رمضان المبارك فقط من كل عام وكأنه وقت للتزاوج والتفريخ الفكري والثقافي بين العقول البشرية، لقد نجحت وسائل الاعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة في ممارسة سياسة ضبط النفس امام كل الادعاءات والافتراءات المسلطة على هذه البلاد وحامية عنها وعن عرينها ببسالة ولا مجال للحديث عن هذه النقطة او التشكيك فيها وجدواها ولكن المشاهد مع ذلك يطمع بالمزيد من وسائل الاعلام من التنوير والتثقيف ورفع مستوى الدراية بالشيء وكنهه بعيدا عن التعقيد والتحفظ فلا مجال لجاهل ولا متجاهل في هذا الوقت الصاخب والسريع التحول كما ونحن امة دعينا للعلم وعلمناه ونعمل على نشره للغير. إن خلاصة القول تتمحور حول وجود بديل للمتغير وإذا كان ليس بالامكان تغييره كما ذكرت الأخت الفاضلة مذيعة البرنامج حين اشارت الى (صعوبة التحكم بالاقمار الصناعية والبث الفضائي المباشر) فلتعمل الاذاعة والتلفزيون على تكثيف البرامج وتوفير الحافز للمشاركة وبشكل دائم طالما وجدت الرغبة الاكيدة في التثقيف والتعليم والتربية لجذب المشاهد والمستمع إلى شاشته حتى لا يبحث عن غيرها فيصرف مالا ويشتت فكرا ويضيع وقتا بلا طائل سوى بعض الشعارات التي تدغدغ مشاعره بالحصول على كثير المال من أقصر طريق مع انخفاض الكلفة ولو على حساب نوعية التلقي وما يتجرعه من غث وسمين بخلاف سماتها المكشوفة من التعليق على الخط وزيادة أجرة الاتصال وضيق الوقت حتى يجبر السائل على الاتصال مرات عديدة فلربما نال رضا هذا البرنامج او ذاك. أو ليس الوقت مناسبا الآن لإعادة صيغة منهجية الرؤى التي يتعامل بها مع البرامج ذات الصبغة الثقافية التنافسية بحيث يراعى جانب تكامل وقوة الاطروحات على بساط التنافس بين المتسابقين والتخلص ما أمكن مما تبقى من الأسئلة منتهية الصلاحية حتى تخرج البرامج منافسة ولا تقل بأي حال عن غيرها مبتعدة بمسافات فارقة وبون شاسع عن دنيوية التردي الحاصل في غالبية برامج المسابقات الحالية على صفيح المدار الساخن.

محمد بن سعود الزويد - الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved