Thursday 21st March,200210766العددالخميس 7 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ترانيم صحفيةترانيم صحفية
الفحص الطبي.. لماذا نرفضه؟!
نجلاء أحمد السويل

إن ما أقره مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الاثنين الموافق 4 محرم 1423ه فيما يخص أهمية التركيز على ضرورة الكشف الطبي قبل الزواج وذلك بدعم عمل المختبرات في هذا المجال بل وتخصيص ميزانية قدرها خمسة ملايين ريال من أجل تحقيق هذا الهدف وطي كل ما يمكن أن يكون عقبة في رعاية هذا الموضوع لمسة فعالة ما زال كثير من الناس لا يلتفتون لها على الإطلاق على الرغم من أهميتها البالغة في قيام اللبنة الأولى وأساس المجتمع ألا وهي الأسرة.
أما من جانب آخر فكم كان رائعاً ذلك التوجيه الذي أصدره المجلس أيضاً بأهمية التوعية من قبل المأذون الشرعي للمقبلين على الزواج وقبل كتابة عقد النكاح بأهمية وضرورة ذلك الفحص الطبي ولا شك ان هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة خطوات تحرص فيها حكومتنا الرشيدة على سلامة المواطن ولكن للأسف ما زال كما ذكرت كثير من الأفراد لا يقبلون مثل هذه الخطوة التي تعتبر العمود الفقري لعملية الزواج وذلك بعد توفيق الله عز وجل والسبب وراء ذلك غالباً ما يكون الحرج من أهل الزوج مثلاً أو بالأصح أهل المتقدم للزواج فلربما اعتُقد بأن هذا الطلب فيه نوع من الإهانة أو حتى التقليل من شأنه ولكن لو فكرنا بقليل من الموضوعية لتساءلنا أيهما الأفضل؟ الإقدام على خطوة هامة بعد قدر الله سبحانه وتعالى في تجنب الأمراض والمحافظة على نسل سليم بإذن الله أم الزج بأبنائنا وبناتنا في متاهة قد لا ندركها من الأمراض الوراثية أو حتى الأمراض المعدية التي تغلغل الزوجين وتجعلهما أسيرين للعلاج بعد اكتشاف تلك الأمراض فيهما أو في أبنائهما بعد الزواج؟!
لا أحد منا يستطيع أن يغفل قدرة الله عز وجل ولا أحد منا للحظة فقط ينكر أن القدر المكتوب يظل فوق كل شيء وما أراده الله لا يرده العبد مهما بلغ من العلم والمعرفة ولكننا نظل في نقطة هامة أيضاً ولها مبرراتها المنطقية والتي أمرنا الله بها جلت قدرته وهي العمل بالأسباب بمعنى أهمية الحرص على ما يمكن أن يجنب الفرد المخاطر ومن ضمنها الأمراض. إذاً لماذا الحرج وأين العيب؟! ولا يكفي فقط أن نبرر سلوكنا هذا بأننا ابتعدنا عن زواج الأقارب لأن الأمراض تظل في كل عائلة ولا ندري فقد يصدف أن تتقابل الأمراض الوراثية بما فيه الخطر والضرر على الزوجين وبالتالي الأبناء من عائلتين مختلفتين وهذا ما قد لا يدركه ربما أغلبية الأفراد.
إذاً نحن نحتاج إلى المزيد من الوعي يلازمه المزيد من الحرص وليس من أهل الفتاة فقط بل على أهل الرجل أن يؤكدوا ويدعموا ذلك أيضاً ولندرك دائماً أن العيب ليس في جهل الأمر بمقدار ما هو العيب في تجاهله بعد إدراكه!!
والله ولي التوفيق
* * *
* البريد الإلكتروني:
المجلة الأدبية: شكراً وأكتفي بما وصلني سابقاً من الموضوعات.
الإخوة حسام الشقير، عامر الخالدي، أسامة عبد الله، مهند، حمد الشبيلي، هيا، بنت الواحة، شكراً للجميع.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved